الأسر في المنطقة تحرص على تزيين منازلها فرحاً بالشهر الكريم الصهار و الخضار والقصاص من العادات التي يستقبل بها أهالي عسير رمضان |
* أبها غازي مطاعن
الكثير من العادات بادت مع الزمن وتطورت، والبعض من العادات بقيت لسبب أو آخر رغم تغير الزمان وشكل المكان,, ومنطقة عسير اشتهرت في زمن لم يكن بالبعيد بالبيوت الطينية والتي تبنى من الطين الزراعي يخالطه القش ليتماسك وبعض المنازل تبنى من الاحجار وكلا الخامتين موجودة وبوفرة في منطقة عسير فهي جبلية وكذلك زراعية لذا فالمواد الخام متوفرة فبعد بناء المنزل سواء من الطين او الحجر اوكلاهما يتم تسقيف المنزل ايضاً بمواد طبيعية منها جذوع الشجر واغصانه وكذلك سعف النخيل بعد أن يصاغ بصورة مناسبة لسقف البناء وهناك مسميات للمواد التي تسقف بها المنازل فهناك )المعدل( وهو جذع شجرة كبير الحجم سواء في الطول او السماكة والى جواره بعض الجذوع الاقل حجماً وسماكة بطريقة هندسية جميلة ومن فوقها يوضع )الخصف( وهو الحصير المصنوع من سعف النخيل ثم تغطى من فوقها )بالخلب( وهو الطين المعجون بالماء والقش وبهذا يتم الانتهاء من بناء المنزل لقد قمت بشرح طريقة البناء والمواد المستخدمة وذلك لشرح طريقة الاستعداد المنزلي لشهر رمضان في منطقة عسير,, وهذه المرحلة تقوم بها السيدات )سيدات المنزل( فقبل شهر رمضان المبارك يتم اعادة تزيين المنزل من الخارج والداخل وكون المنازل في ذلك الزمن غير البعيد مبنية من الطين او الحجر اوكلاهما فلابد من ترقيمها وتزيينها بنفس المواد اومواد تساعد على جمال المنازل,, وقد كانت السيدات يهتممن بتجميل المنزل من الخارج في المرحلة الاولى )القصاص( وهو تبييض المنزل بمادة تبييض نيابة عن الدهانات الحديثة مكونة من الجير الابيض يخلط بالماء ويتم دهن المنزل بها وبأشكال جمالية تساعد على زيادة نضارة المنزل وكذلك داخل )الاحواش( كما يتم )صهار( المنزل وهذه تتم على ارض الحوش واسوار المنزل وكذلك )مداميك( المنزل حيث يتم خلط كمية من الطين الزراعي بكمية من الماء ويتم دهنها على الجدارن وارضية الحوش والمنزل وذلك لسد الشقوق الناتجة عن العوامل الطبيعية وزيادة انسجامها ولتقويتها وهناك مرحلة )الخضار( وهذه الكلمة مأخوذة من الخضرة او اللون الاخضر وتتم بتزيين المنزل من الداخل بإحضار اعشاب )القظب( وتجميعها في حزم صغيرة يتم فركها على الجدران مكونة لونا اخضر جميلا ويتم الفرك في مناطق معينة ومحددة وبصورة فنية رائعة وأخيراً مرحلة دهان الابواب والنوافذ وتأتي هذه المرحلة بواسطة دهانات ذات تركيب طبيعي والوان مختلفة لتتم مرحلة دهن الابواب والنوافذ,, وهكذا يتم تجديد الاواني المنزلية والفرش الداخلي وغيرها,,
المهم هنا هو الاحتفالية الجميلة التي تقوم بها الاسر لاستقبال هذا الشهر الكريم سواء في الشكل او المضمون ففي شهر رمضان لاتخلو المنازل من قراءة القرآن واحياء المساجد كأي شهر من شهور العام ولكن شهر رمضان له خصوصية لدى المسلمين في كل مكان,,
هكذا يحتفل اهالي عسير بمقدم شهر الخير والبركة ذلك الحين,, اما اليوم فالحمد لله ولاة الامر فينا حفظهم الله قدموا للمواطن السعودي في كل مكان مايريحه ويسعده ويكفيه عناء تلك السنين الصعبة,
وفق الله الجميع لصيام هذا الشهر وقيامه,
|
|
|