عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من وحي نقاشكم عن عمل المرأة,,
وتأتيك هي أيها المجتمع المبارك تحمل غصن الأمل بعد ان قطعت بطاقة المتخرّج ومضت تفتش لها عن موقع في خريطتك المكتظة بدوائر العمل,, تأتيك وعلى جبينها تلوح بوارق للفرح وعلى اهدابها تسيل الوان قزح, تريد ان تتذوق طعم كفاحها كشجرة تتمتع بمنظر الثمر,, ولم تزل تنتفض على ساعدهاملامح العطاء, من حق المرأة ان تبحث لها عن دور بناء ,, عن ممارسة مشروعة,, عن انتماء لمهنة ماطالما ان ذلك لا يتعارض مع معطيات شريعتنا الغراء.
ومن حقها ان تعض على اطراف الوظيفة وتمسك بتلابيب العمل في عصر كثر فيه نكران الرجل واستبداد الظروف وقسوة الزمن وعناد المواقف وتراكم المسئوليات.
عجبي منكم معشر الرجال عنما تطالبون المرأة بان تضحي بوظيفتها دونما مسوغ,, الا تدرون بان هناك رموزا مشرفة لنساء عاملات.
وكم من امرأة عاملة تقف بشموخ امام الظروف لتنفق على بيت يحوي الايتام,, ليس فيه سوى الاحلام,, لتمارس اروع صور التربية الصالحة والرعاية الكريمة.
وكم من امرأة مكسورة الجناح، معزولة السلاح ليس لها بعد الله تعالى سوى مرتبها لتصرف على منزل يضم اطفالها مع زوجها العاطل وهو غارق بدخانه منعزل في بيته قد انهكه السهر ونأت به رفقة السوء,, واستهوته دروب الضياع.
وكم من امرأة عاملة تكتب تفاصيل كفاحها رسوما مضيئة في جدران بيتها,, تقتات خيوط الصبر الجميل وتنوء بآهات حرى لهذا الزمن العاق, وتداري دمعها الرقراق,, وخدها المسكون بالشحوب.
وتلومون المرأة عندما تتمسك بعملها وهي تطالع نماذج مبكية في ارض الواقع وترى بيوتا تضم بين جنباتها زغب الحواصل لاماء ولاشجر بل وتتأمل قصصا مؤلمة عن رجال رموا بأحمال المسئولية لزوجاتهم وركبوا موجات شتى.
فبأي لغة اصوغ مشاعر الحسرة والالم الذي يعتصر قلوب تلك الزوجات البائسات؟
من عمق المأساة انطلق,, من رنين الجراح أبدأ,, من بيوت ملأى بالأسرار التي تحجبها الاسوار,, فمرحى لنساء حملن المسئولية,, وقمن بالمطالب في زمن المخالب نساء اشعلن قناديل التضحية لتضيء دروب الحياة الصعبة في مركب الايام,, آه من أنات ترسل ,, وآهات تسكب,, وزفرات تنطلق من صدر زوجة مكلومة.
أيها الرجال: دعوا حواء تصفف مفردات العمل الشريف,, وتمارس دورها الباهر ولن تزاحمكم على مواقع العمل او تحتل نقاط عطائكم,, بل ان العمل امان لها من غدر الزمن وتغير الرجل وتمرد الظروف .
قفوا معها وهي تقطع المسافات في رحلة عمل يومي كمعلمة مكافحة يذهب معظم مرتبها اجرة للنقل ووظيفتها تحمل هوية بند ! فأي مشقة تلقى,, وأي معاناة تكابد .
ومع ذلك تواصل مشوارها عبر مشاعر يمتزج فيها عبق الصبر بنكهة الصمت,, أيها المرأة: أمطري انى شئت فسيأتينا خراجك نعم سيأتينا عطاؤك المتدفق ,, تربيتك الصالحة,, اعدادك الكريم للنشء ,, غرسك للمبادىء,, ومازال الميدان يزهو بصهيلك العذب,, عذرا لا تحرمينا من أريج كفاحك.
محمد بن عبدالعزيز الموسى
ث الشقة بريدة