لقد اولت وزارة المعارف اهتماما لابنائها في المرحلة الابتدائية وخصوصا في الصف الاول الابتدائي من وضع شعبة خاصة للصفوف الاولية واعطاء مميزات لمن يدرس الصف الاول عن بقية زملائه المعلمين وكذلك في تطوير المناهج في الصف الاول الابتدائي وخصوصا مادة القراءة والاناشيد حيث إن هذه المادة هي اساس المواد الاخرى وهي القاعدة الاساسية التي ينطلق منها التلميذ فاذا كانت هذه القاعدة صلبة استطاع ان يسير في باقي المواد بيسر وسهولة لانه اذا انتقل من الصف الاول وهو يعرف قراءة الكلمات بسهولة استطاع ان يمشي في الصف الثاني وتقوى لغته وينطلق في القراءة فتسهل عليه المواد الاخرى مثل القرآن الكريم والتوحيد والفقه وغيرها من المواد الاخرى اما ان انتقل من الصف الاول وهو ضعيف لا يستطيع القراءة او لم يكن حافظا للحروف بشكل جيد فسوف يستمر معه الضعف الى الصفوف الاخرى فالتعليم في الابتدائي كمن يبني بيتا فاذا كانت القواعد قوية ومتينة استطاع ان يبني ما شاء من الطوابق بدون خوف والقواعد هي الصفوف الاولية ، ومن قواعده ضعيفة سوف يأتي عليه يوم يتوقف عن البناء بسبب ضعف القواعد، وربما ينهار البيت حيث نجد ضعف الطلاب في الصفوف العليا في المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة سببه يرجع غالبا لضعف في الصفوف الاولية.
ولكن بمتابعتي لمنهج الصف الاول الابتدائي في مادة القراءة وتطبيقه وجدت الآتي: ان المنهج جيد بشكل عام يعتمد على الصور وهي وسيلة جيدة في جذب انتباه الاطفال وكثرة تدريبات الكتابة وهي مهمة ايضا.
ولكن هناك بعض الملاحظات عليه:
اولا: عبارة اقرأ في اول الكتاب لا اعتقد انها واردة والتلميذ لم يدرس معظم الحروف.
ثانيا: كتاب النشاط فيه الكثير من التدريبات تصل احيانا الى ثمانية عشر تدريبا وهذا يرهق التلميذ وهو ما زال صغيرا طري العود وكذلك فيها ضياع للوقت بغير فائدة كبيرة، وهناك تدريبات اعلى من مستواه وخصوصا في الفصل الدراسي الاول مثل ترتيب الكلمات لتكوين جملة مفيدة كيف يرتب الكلمات وهو لم يدرس اغلب حروفها؟ هل نريد منه ان يحفظ الكلمة كرسمة؟ انهم لا يدرسون حصة فنية لابد ان يقرأ كلمات من الحروف التي درسها فقط.
ثالثا: وجود السكون وكتابة وقراءة التلاميذ لها قبل دراستها حيث لا يشار اليها الا في آخر درس المجموعة السابعة من كتاب النشاط .
اني ارى ان يدرس كتاب النشاط في النصف الثاني ويخفض عدد التدريبات فيه.
رابعا: وفي آخر كتاب النشاط نجد انه يطلب من التلاميذ كتابة الحروف مرتبة كيف هذا؟ وهو لم يدرسها بالترتيب بل في مجموعات حيث يدرس اول حرف مع اوسط حرف مع آخر حرف مثلا د، ذ، ر، ز، و حسب شكل الحرف وتعدد اشكاله في الكتابة وطريقة ربطه مع غيره من الحروف.
لقد لاحظنا هذه الملاحظات وربما يكون هناك غيرها ولكن هذا ما هداني الله اليه.
نرجو ان يعاد النظر في كتاب القراءة وكتاب النشاط.
اقتراحات:
لماذا كتابان؟ أليس كتاب القراءة والاناشيد فقط كافيا مع اضافة بعض التدريبات حول الدرس.
لماذا لا يشارك المعلمون اصحاب الخبرة والمتميزين ممن هم على رأس العمل في وضع المناهج الدراسية؟
واخيرا وليس آخرا نتوجه بالشكر الجزيل على ما تبذله وزارة المعارف من جهود كبيرة في توفير شتى السبل للرقي بمستوى التعليم في بلادنا الغالية.
والله من وراء القصد,.
فلاح خازن الرويلي
الجوف