السلام كل لا يتجزأ، وعندما تقتنع الاطراف المتحاربة، او الدول التي خاضت حروبا او تورطت في خلافات مع بعضها البعض وتبرم سلاماً وتبدأ مفاوضات تحقيق السلام، فإن كل الحواجز السابقة وتلك التي تعترض تحقيق السلام تسقط تلقائياً لأن السلام يلغي ما سبق.
هذا ما تعارف عليه الجميع، وما حصل بين كل الدول التي أبرمت اتفاقيات سلام، إلا اتفاقيات السلام، ومحادثات السلام التي تجريها إسرائيل، التي يظل مفاوضوها يناورون ويماطلون حتى آخر دقيقة في التفاوض، بل عرقلوا حتى تنفيذ الاتفاقيات كما يحصل مع الفلسطينيين.
الاقتناع بالسلام، والسعي لتوقيع اتفاقيات السلام يعني إنهاء حالة الحرب، وإنهاء حالة الحرب يعني بالضرورة إلغاء كل الإجراءات السابقة من اعتقالات وحصارات، اقتصادية وإقامة استحكامات عسكرية وغيرها من الترتيبات التي تلجأ إليها الأطراف المتحاربة.
وقد لاحظنا أن الامريكيين والفيتناميين عندما وقعّا اتفاق إنهاء الحرب بينهما بادرا الى إطلاق سراح المعتقلين لدى كلا الجانبين.
أما في الحالة الإسرائيلية فعلى الرغم من مرور سنوات على توقيع اتفاق السلام اتفاقيات أوسلو إلا أن المعتقلين الفلسطينيين لا يزالون يرزحون في السجون الإسرائيلية، وتستغل إسرائيل هذه الورقة في كل جولة مفاوضات جديدة مع الفلسطينيين لتساوم بها، حيث تطلق بعد كل اتفاق عددا من المعتقلين الذين كان المفروض أن يتم إطلاق سراحهم فورا وبمجرد عقد أول اتفاق سلام مع الفلسطينيين, فهؤلاء المعتقلون أسرى حرب كان يجب ان يعاملوا بهذه الصفة، وكان على المفاوض الفلسطيني أن يصر على هذه الصفة حتى لا تستغل إسرائيل حرص القيادة الفلسطينية على رفع معاناة المعتقلين لأسباب إنسانية ونضالية كالذي نراه الآن، حيث تماطل الحكومة الإسرائيلية والقيادة الفلسطينية تعمل وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين الذين رغم أن كل الاتفاقيات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع الحكومة الإسرائيلية وآخرها اتفاقية شرم الشيخ تحدد أرقاما للمطلق سراحهم إلا أن إسرائيل تماطل وتناور دون أي إحساس بالاعتبارات الإنسانية لهؤلاء المعتقلين وأسرهم.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com