Thursday 30th December, 1999 G No. 9954جريدة الجزيرة الخميس 22 ,رمضان 1420 العدد 9954


وقفات مع ميزانية الخير والعطاء
د, سليمان بن عبدالله أبا الخيل*

لقد أقر مجلس الوزراء الموقر برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظهم الله يوم الاثنين الموافق 12/9/1420ه الميزانية العامة للدولة للعام 1420 1421ه وقد جاءت تحمل في طياتها كل الخير لأبناء مملكتنا الحبيبة على اختلاف مستوياتهم وتنوّع تخصصاتهم ودرجاتهم، الأمر الذي معه تتحرك مشاعر كل فرد من أفراد وطننا وتدفعنا إلى التأمل في مواطن قوتها، ومصادر عزتها وذلك عبر هذه الوقفات:
الأولى : أن ميزانيتنا الحقيقية نحن أبناء هذه الأمة السعودية هم ولاة أمرنا، الذين صنعوا وبتوفيق من الله مجدنا، ورعوا حضارتنا وتاريخنا وسطروا أروع الأمثلة في ذلك، فإنهم ومنذ توحيدها على يد المؤسس لهذا الكيان العظيم الذي لم يعرف له التاريخ الحديث نظيراً الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله حتى عهد قائد المسيرة، وباني النهضة خادم الحرمين الشريفين وساعده الأيمن سمو ولي عهده الأمين وفقهما الله قد حملوا على عواتقهم خدمة هذه البلاد، وبذل الغالي والنفيس، وتسخير كل الامكانيات من أجل تقدمها وتطورها ورفاهية شعبها، وتسهيل جميع الوسائل والأساليب المحققة لراحتهم، ومسايرتها للعالم الحديث، لتقف شامخة كالطود في مصاف الدول التي تحسب لها الحسابات، وينظر إليها نظرة اعتزاز وافتخار، وذلك وفق خطى ثابتة، وسياسة حكيمة، ونظرات صائبة، وآراء ناضجة، وعمل دؤوب، وجهود مستمرة لا تمل ولا تكل، غير مغفلة الثوابت والأصول والقواعد التي أسست عليها، والمنطلقة من كتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه سلف هذه الأمة، والتي هي الحصن الحصين، والركن الركين، والسياج الحامي، والدرع الواقي للمملكة قيادة وشعباً فمنها عزتهم وتمكينهم، وإليها يعود نصرهم واستمرارهم وثباتهم.
الثانية : ثبات الاقتصاد السعودي، وقدرته وبكل اقتدار وكفاءة على مجاراة اقوى الأنظمة الاقتصادية، ووفاؤه بمتطلبات الوطن والمواطن في جميع المجالات التعليمية والصحية، والخدماتية والاجتماعية، واستمراره في دعم المشاريع التنموية القائمة والجديدة، وهذا يحدث ويوجد بتوفيق من الله ثم بجهود ولاة الأمر، رغم ما تمر به الاقتصاديات في العالم من تضخم، وتدهور، وعجز وضعف، ليكون ذلك حججاً دامغة وبراهين ساطعة في وجوه الحاسدين والحاقدين، الذين لا يفترون عن التشويه والتشكيك في كل ما يتعلق ببلدنا ولذلك نقول: إن الأمر ما ترون وتسمعون فموتوا بغيظكم.
الثالثة: النمو الظاهر في ميزانية هذا العام حيث قلَّ العجز بنسبة كبيرة عن الميزانية السابقة مما يدل على أن القواعد والرواسخ التي ينطلق منها اقتصادنا قوية ومتينة وثابتة لا تؤثر عليها المؤثرات ولا تهتز ولو مع قوة الحوادث والصوارف، وستزداد إن شاء الله نماء وقوة في كل يوم يمر علينا.
الرابعة : ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من حث لجميع المسؤولين على متابعة المسيرة وذلك فيما يتعلق بتحقيق أرقى وأعلى المستويات في الخدمات المقدمة للمواطنين التي من خلالها ينعمون بكل رفاهية وراحة، ولذلك فإن الاستمرار بترشيد الانفاق لن يتعرض لا من قريب ولا من بعيد لكل ما يمس النواحي الخدماتية لشعب المملكة الوفي، ولذلك نجد أن البنود المخصصة في الميزانية لهذا الأمر تزداد وتستمر في العطاء، وهذا دليل قاطع على ما يكنه قادة هذه البلاد لأبناء بلادهم من محبة وتقدير، وما يهيئونه لهم من الوسائل والأساليب ولو كان على حساب أشياء كثيرة من أجل سعادتهم وطمأنينتهم واستقرارهم، ورغد عيشهم، وليستمروا في العطاء، ويكونوا لبنات صالحة في هذا الوطن الغالي، فهنيئاً لنا بهؤلاء الرجال الأفذاذ الأماجد الذين قدموا راحة شعبهم على راحتهم، وسهروا من أجل أن يرقدوا، وتعبوا حتى يهنأوا,.
وهذا لا يحتاج إلى ثوابت أو بيان، فها هو خادم الحرمين الشريفين قد بذل نفسه وجنّد اخوانه وأعوانه وأولاده وأمواله وسخّر كل أوقاته يشاطره في ذلك، سمو ولي عهده الأمين الذي جاب دول العالم طولاً وعرضاً، شمالاً وشرقاً، وغاب عن وطنه شهوراً وبذل كل جهده وفتح أبوابه للصغير والكبير، وعلى نفس الطريق يسير سمو النائب الثاني، فيعمل ويجتهد ويواصل مشوار أخويه ليحققوا هذه الغايات السامية والتي تصب في النهاية في مصلحة الوطن والمواطن.
الخامسة : لاشك أن التعلم بما له من أهمية بالغة واثر وتأثير على مسيرة الأمم وتقدمها وحفاظها على ثوابتها ومكتسباتها هو الهاجس الأول لرائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، ولذلك فإنه يجد كل الدعم والمساندة والمتابعة منهم رعاهم الله، سواء التعليم العام، أو العالي، الأكاديمي أو المهني والفني والتقني للذكور والإناث، وبما أني أحد منسوبي التعليم العالي بصفة عامة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بصفة خاصة، أنوه وأشيد بما حظيت به هذه الجامعة العريقة من ميزانية مباركة وبما تلقاه من وقفات قوية ودعم مادي ومعنوي غير محدود من ولاة أمرنا مما لا يعد غريباً على أبناء مؤسسها الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن غفر الله له والذي أراد من ورائها حملها للرسالة التي قامت عليها مملكتنا الحبيبة، وخدمتها لها، ولذلك نراها اليوم تحت إدارة معالي مديرها الدكتور محمد بن سعد السالم تضطلع بمهام كبيرة وأعمال جليلة وشريعة مؤصلة وعلمية متنوعة داخل المملكة وخارجها، وهي تعتز بذلك وتؤديه بكل أمانة وإخلاص، وستستمر عليه بدعم وتوجيه من قادتنا أعزهم الله.
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا، وأن يوفق ولاة أمرنا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، لكل ما يحبه ويرضاه، وأن يرزقنا الإخلاص والاحتساب في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
* وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير




[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved