Thursday 30th December, 1999 G No. 9954جريدة الجزيرة الخميس 22 ,رمضان 1420 العدد 9954


طاش بين العولمة وخلك معي,,,؟!

تابعت كغيري مسلسل طاش 7 والذي تم عرضه من خلال القناة الأولى بالتلفزيون السعودي، وقد بذل في سبيل تنفيذه الجهد الجهيد ولكن العديد من حلقاته بل أغلبها افتقد التركيز في المعالجة الصحيحة إذ كان هناك معالجة في الأصل في العمل ككل ناهيك بأن العمل كان بعيداً كل البعد عن الدراما,,, وإذا ما افترضنا أن هناك نوعاً من الدراما في هذا المسلسل فهذا يعني أن هناك التزاماً قوياً بجميع عناصر الدراما ابتداء من النص مروراً بالإخراج والإضاءة والإكسسوارات والموسيقى التصويرية وخلافه,,, لذلك فأقرب وصف لطاش 7 ممكن أن يكون مجرد اسكتشات متفرقة فالعمل عبارة عن مجموعة من المشاهد المشوهة تماماً وليس بينها ربط إضافة لتعدد بعض المشاكل في مشهد واحد ثم أن المشاكل التي تم طرحها في العمل ليس هناك معالجة واضحة لها كذلك لا يوجد سيطرة عليها من حيث أسباب المشكلة وكيفية علاجها,,,؟!.
ولعلي أيها الأعزاء أوجز لكم أهم الملاحظات التي سجلتها على هذا العمل وهي في الواقع غيض من فيض,,.
أولاً: لا يزال الثنائي عبدالله وناصر تارة وناصر وعبدالله تارة أخرى يؤكدان نرجسيتهما وأنانيتهما في عدم إتاحة الفرصة لسواهما سواء كان ذلك في الا فيهات أو في الأدوار التي تشد وتعجب الجماهير حتى أن الفنان الكوميدي الجميل فهد الحيان وبالرغم من اشتراكه معهم منذ البدايات تقريباً إلا ان الفرصة التي تتاح له غالباً ما تكون بعيدة عن أدوار المنافسة لهما حتى أنه ظهر لنا في طاش 7 كومبارساً وأحياناً في أدوار صامته لم نعهده فيها من قبل؟! إضافة لاستبعاد الفنانين المبدعين محمد الطويان وراشد الشمراني واللذين لهما من الحضور والإمكانيات الشيء الكثير وهذا يعرفه تماماً الثنائي,,,, وهما يذكران الفنان راشد الشمراني وكيف استطاع ان يرفع من قيمة الحلقات التي شارك بها ولا يزال يذكره المشاهدون جيداً في أروع صورة هزلية حتى أن هذا المشهد والمشاهد الأخرى التي شارك فيها لا تزال عالقة تماماً في أذهان الجماهير وبسبب هذه الإمكانيات العالية جداً تم استبعاد الشمراني من المشاركة ولا ننسى ونحن في هذا السياق الفنان الكبير محمد الطويان والذي كان بطلاً حقيقياً لطاش 4 والذي تميز بكل المقاييس ابتداء من إشرافه الكامل على الحلقة ومتابعته ونظرته الثاقبة لتسلسل الحلقة وما تضمنته من مشاهد كانت غاية في الصعوبة إضافة لما يجسده هذا الفنان الكبير من قيمة فنية عالية في عالم الدراما السعودية وبالرغم من ذلك لم يستعان بالطويان لا تمثيلاً ولا رؤية ولا إشرافاً,,,,؟! ثم أين الفنان المبدع عبدالإله السناني والذي تألق وأبدع مع الثنائي وحتى العظم أبان مشاركته لهما في مسلسل القصر .
ثانياً: طاش7 يحاكي ما قبله من طيشان ابتداءً من طاش1 بمعنى أنه ليس هناك فارق بين ما عرض في السابق وما تم عرضه خلال الشهر الكريم فنفس الأفكار ونفس الحركات ونفس الكاركترات بل العكس تماماً فقد زادت كمية السخرية والاستهزاء الممقوت بالآخرين دون أن يكون هناك سبب مقنع لذلك,,,؟! إضافة لضعف الأفكار وبعدها عن الإقناع فمثلاً حلقة الحب كذا على سبيل المثال والا فيهات المستهلكة والتي لم تعد تضحك على الإطلاق فقد شاهدنا الكثير من تلك ألا فيهات من خلال المسلسلات العربية والخليجية ولعل اقتباس فكرة تلك الحلقة جاء بشكل واضح عن العمل الدرامي الكويتي الرائع درب الزلق خاصة علاقة أبو صالح بأم سعد علماً أن هناك فارقا كبيرا في الطرح والمعالجة وشتان ما بين الاثنين,,,؟!.
ثالثاً: ألا يعلم الزميلان أن هذا المسلسل له قوة من التأثير وليس ذلك نتيجة لقوة العمل نفسه بل لعدم وجود المنافسة والبدائل الأخرى والتي لم تتح لها الفرص ولا الإمكانيات للمنافسة لذلك فقد ظهرت لنا إسقاطات اجتماعية خطيرة جداً لاتمت لنا بأي صله على الإطلاق، وقد زرعوا تلك الإسقاطات في عملهم الذي شوه في الواقع التزامنا بقيمنا وأعرافنا وتقاليدنا ابتداء من القسوة على كبار السن ومروراً بتشويه الماضي ووصولاً للسخرية والاستهزاء بشخصيات هامة في مجتمعنا نكن لها كل تقدير واحترام,,,؟!
رابعاً: أما الإخراج فهو لا يعد إن يكون بين رؤية عبدالله أحياناً ورؤية ناصر في أحيان كثيرة بعيداً عن عبدالخالق الغانم الذي اكتفى ببروز اسمه وصورته وبالبنط العريض على شارة البداية والنهاية وكأنه قادم لنا من استوديوهات هوليود,, لذلك تميز عمل الغانم كمنفذ للعمل بعد التركيز على انطباع الممثلين وكما هو معروف أن العمل الكوميدي يعتمد في أصله على الرياكشن الخاص بالممثل وهذا ما افتقده العمل في أحياناً كثيرة وهذا يعود لعدم امتلاك الغانم لمفردات وأدوات الصورة الناطقة وهذا يعني الكثير في عالم الإخراج، فالمخرج الحقيقي من يضع له بصمة واضحة شأنه شأن الملحن أو الشاعر أو الكاتب فعندما نشاهد تلك البصمة نعلم تماماً أن هذا العمل منسوب لذلك الشخص من الناس لذلك فقد افتقد العمل الفني للحس الحديث الذي يعتمد على التقنية العالية وأعتمد على البدائية أي ماقبل التقنية ,,,؟! كذلك العناصر الفنية من إكسسوارات وإضاءة وحركة الممثلين داخل وخارج الكادر لم تكن مرسومة بشكل جيد ولم يبذل في سبيلها أي مجهود ربما كان ذلك لتحاشي الراكور وتحاشي اللقطات الغريبة التي ربما تكشف بعض العيوب الخاصة بالإكسسوارات والمكياج والإضاءة والعناصر الفنية الأخرى,.
وختاماً أود أن أؤكد أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية وأنني أحترم وأقدر كثيراً الفنانين ناصر وعبدالله ولكنني أعتب عليهما دوماً عدم إتاحة الفرصة بشكل مناسب ومعقول لغيرهما من الفنانين سواء كانوا من المخضرمين أو من الناشئين إضافة لحتمية تفعيل الدراما بشكلها الحقيقي والابتعاد عن الاسكتشات والمشاهد والتي عفا عليها الزمن ولم تعد تحاكي هذا العصر الذي يعتمد على الطرح الجيد والمعالجة والسيناريو الذي يتناسب مع النص والإخراج الذي تسخر له جميع العمليات الإبهارية والذي يعتمد على الأدوات الفنية العالية في مجال الدراما,,,؟!
أما مسلسلالعولمة اسم براق ومضمون خاو على الإطلاق فهذا العمل افتقد وبشكل واضح لجمال التكتيك الإخراجي لم يستطع الإخراج التفاعل مع النص بشكل جيد بالرغم من أن النص من حيث أنه نص لا بأس به ولكن السيناريو جاء ضعيفاً والمشاهد والنقلات سريعة جداً والممثلة الفنانة الكبيرة حياة الفهد بدت وكأنها مكرهة ومجبره على التعامل مع الدور الذي تلعبه ولا أعلم لماذا هل؟ لارتباطها بأعمال أخرى تحتاج سرعة انتقالها للكويت السبب في عدم ظهورها بالمستوى المطلوب أم أن هناك أسبابا أخرى,,؟!
الفنان الكبير الدكتور بكر الشدي أبدع وبكل المقاييس وقد استطاع وبما يملكه من مواهب حقيقية وإبداعية أن يرفع من مستوى العمل في أحيان كثيرة ولكنه لا يستطيع بمفرده أن يرفع مستوى العمل في جميع حلقاته إذ أن العمل الدرامي وكما يعلم الجميع عمل جماعي يخضع لتفاعل الآخرين مع أدوارهم بشكل جيد حتى يظهر العمل بالصورة المطلوبة ناهيك عن السقطات العديدة في العمل والتي قد لا يتسع المجال لذكرها هنا,,,,؟!
أما مسلسلخلك معي الذي يلعب بطولته الفنان محمد العلي لا أستطيع سوى قول اللهم إني صائم,,,؟! ,,.
سامي عبدالعزيز العثمان

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير




[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved