Thursday 30th December, 1999 G No. 9954جريدة الجزيرة الخميس 22 ,رمضان 1420 العدد 9954


كتابة لا تهم أحداً
فوزية أبو خالد

إذا كنت أحياناً أكيد للسأم بالكتابة السياسية واصادم العدم بكتابة الشعر، فإنني ليس إلا بغرض بريء فأنا كمواطنة تعشق تراب أرضها الجأ إلى الكتابة الاجتماعية لكن الكتابة الاجتماعية غير مخاطرها الظاهرة والخفية لأنها قد تخوض فيما يخاله البعض شأناً خاصاً وان كان شأناً عاماً,, أو مما يحبذ التستر عليه من أخطاء البشر، فإنها قد تصبح مع الوقت قيداً يفقد الكاتب لياقته إلابداعية خاصة إذا كانت هذه الكتابة في الصحف اليومية حيث تكون بين مطرقة الرقابة وسندان التوقعات.
لذا فإنني في زاوية هذا الخميس سأتواطأ مع الرقيب الذاتي وغير الذاتي وأكتب كلاماً لا يهم أحداً ولا يزعج أحدا كلاما خاليا من أي شغب نقدي أو حس تساؤلي كخلو زيوت العافية من الكلسترول، وذلك ليس مخالفة للتوقعات ولكن ارضاء لرئيس التحرير الذي وان كان لا تنقصه شجاعة الكلمة أبداً فقد ترتفع عنده ككل الرؤساء نسبة التحسب في الدم احياناً.
علني بهذه الممالأة العلنية احظى بشيء من شفقته على مقالاتي القليلة إذا تأكد بنفسه أن ليس هناك فيما أكتبه ما يستوجب أن يشدد قبضة قراءته على أعناق خيول المخيلة أو غزلان اللغة لأنها كلها مثله ومثل جميع المواطنين لا تصهل إلا بحب هذا الوطن.
***
رمضان
إباء طفلة صغيرة من طل الصيف وقزح الشتاء صار عمرها أربع سنوات في أول يوم رمضان, إلا أن إباء عندما احست الاستعدادات والسعادة في اسرتها لقدوم رمضان أصرت الا تنام تلك الليلة حتى يحضر رمضان وتسلم عليه شخصياً, بعض رياض الأطفال يحاول أن يتخلص من اسئلة الأطفال التجريدية بحفلات القرقعان وبعضها يجاهد ليترك الأطفال يتعلمون بحواسهم كلها بما فيها حاستهم السادسة درسهم الأول في الطيران.
***
الألفية
يا للفرق الشاسع بين الليلة والبارحة.
البارحة، قبل عشر سنوات وبالتحديد شتاء 89 كما كتبت حينها في عمودي الاسبوعي بجريدة اليوم كنا نجلس بحميمية وتحفز نسترق السمع والنظر إلى تحولات العالم من خلال المشاهد المهربة عبر فضائيات محدودة والتي كانت مشاهدتها امتيازاً لبعض الضالعين في التلصص ,كان العالم يطل من الشاشة يحتفل بنشوة بسقوط جدار برلين ويحلم أحلاماً رأسمالية شفيفة بتوزيع الفقر إن لم يكن بتوزيع الغنى، بكف زحف تماسيح الحروب ان لم يكن باطلاق حمائم السلام وباحلام أخرى لم تكن بعد من الممنوعات التي تحرمها القوانين الدولية أو تمنعها عن عمد عن الشعوب المستضعفة, ومن الطابق الثاني كان يصلنا حيث نجلس، ضحكات أطفالنا وهم يخبئونها في أكمام بيجامتهم حتى لا نكتشف انهم تجاوزوا موعد نومهم ببضع أحلام وهم يخططون للغد ألعاباً مركبة لا تشبه ألعابنا الساذجة يوم كنا في أعمارهم .
الليلة، الاطفال لم يعودوا أطفالا صارورا شباباً يشاركوننا القرارات ويخالفوننا الرأي حتى لا نكون الشباب الوحيد على الأرض,, والفضائيات صارت مشاعا ولم تعد المنفذ الوحيد المسترق على العالم وقد فتحت شبابيك وندوز وشبكة الانترنت المجتمعات على مصراعيها وانهدم جدار برلين وكل الجدران الحديدية أو الحريرية الأخرى ولم يعد للحدود الجغرافية من أهمية تذكر إلا على الخرائط السياسية فيما يعبر الاطفال من قارة إلى قارة في لحظات غير مبالين بحنق رجال الحدود والجمارك وسواهم من الحرس القديم.
الليلة، لم يعد بي ولا بغيري حاجة إلى التلصص على العالم من قناة فضائية منفردة ولو أردت متابعة كل هذا الفائض الفضائي لاحتجت إلى اقتراض أعمار أخرى غير عمري ولأن ليس هناك من يقرضنا هذا القرض الباهظ، وبما أن الديون مذلة للشعوب في النهار وهموم لقياداتها في الليل كما يتضح من اجراءات البنك الدولي تجاه البلدان المدينة فقد صار السؤال هو متابعة هذا القدر الهائل من الخيارات المطروحة في السوق الالكتروني.
الليلة، يبدو العالم على مفترق طرق من جديد، والسؤال الذي يسابق الألفية الميلادية الثالثة هو سؤال، كيف تغسل الأجيال الأرض من التلوث البيئي من اللون الايدولوجي التعصبي من عوادم السياسة بضحايا أقل وأحلام أوضح؟!
***
تلويحة:
تنسكب السنوات خارج حقوق الملكية الأبوية لأي كائن من كان على وجه الأرض فلا يبقى لنا من تجريح ومرح تلك الأيام الذاهبة عكس العمر إلا كمين الذاكرة, نقلب محتوياته الحارقة بالتياع محايد كما يقلب الخبراء أمام سطوة الكوارث الصندوق الأسود دون أن يستطيعوا مهما أوتوا من حدس العلم ودقة القلب تحديد ما حدث بالضبط على هدى الهمهمات المتبقية.
***
تحية:
جميلة طلات زملاء الجوف د,خيرية السقاف ، د, فهد العرابي الحارثي، د, ثريا العريض من نوافذ الجزيرة ولطلات مزيد من الزملاء الذين نشتاق لامطارهم مثل صالح الاشقر، قماشة السيف ، عبدالله الكويليت، حمد المرزوقي، طفول عبدالعزيز ، ومحمد الدميني ،فوزية البكر، وأسامة عبدالرحمن ،ولله الأمر من قبل ومن بعد.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير




[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved