Saturday 1st January, 2000 G No. 9956جريدة الجزيرة السبت 24 ,رمضان 1420 العدد 9956



ود ,, وورد
عندما يكون الخلل في وسائط التربية؟!
منال عبدالكريم الرويشد

التربية غاية يسعى اليها علماء التربية لتوجيه افراد المجتمع بالتدريج وتعديل سلوكهم ورعايته منذ الطفولة من خلال وضع النظريات واستخلاص الطرق والاساليب التي تساعد في ايجاد فكر تربوي يعنى بالنفس البشرية وتربيتها تربية سليمة للارتقاء بها سواء في المنزل او المدرسة او المجتمع وجميعها وسائط للتربية وقوامها!!
والاسرة يقع على كاهلها العبء الاكبر في تأسيس القيم الانسانية فماذا قدمت الاسرة لابنائها,, في مسلسل العولمة سعت الكاتبة ليلى الهلالي الى اعتقد مقارنة بين تربية اسرتين في بيئتين مختلفتين,, بيئة متحضرة وأخرى بين اسوار القرية,, وجعلت الانماط الاجتماعية للاسرتين مدار مقارنة لكل معايير العادات والتقاليد التي يتعايش معها الافراد يوميا,,!!
وعقدنا المقارنة بين وجود البدائل من خادمات وسائق ووجود الام والاب والاثار التربوية لكل هؤلاء وقد كانت المقارنة اوضح في غياب دور رب الاسرة وسحق هويته بين أنياب سلطة المرأة عندما يسند لها ادارة دفة الحياة الاسرية بدون رأي او قرار للرجل!! وبين اسرة اخرى الرجل فيها حضن دافئ لاسرته,, يرعاها ويهتم بأمورها اليومية ويحميها من شرور الحياة!! وبذلك اوضحت الكاتبة خلل الوظائف وأثر الحضارة المعاصرة واتساع الثقافات والفكر الانساني من خلالها وتشابكها في محور العولمة,,!!
إن حياة الانسان تتأثر بعوامل اجتماعية عديدة,, تكون كالسبابة الضاغطة على صمام عواطفه وفكره ومواقفه والحياتية وليس هذا فحسب وانما تشكل شخصيته وهويته ومن هذه العوامل دور المدرسة في ايجاد نماذج اجتماعية قادرة على الارتقاء نحو مستقبل فاضل يتم تأسيسها منذ تعليم ما قبل المرحلة الالزامية غير ان بعض المربين والمربيات مصدر للخلل في اصول واساليب التربية السليمة وبالتحديد عندما يتم ممارسة السلطة التنفيذية كما فعلت مديرة مدرسة بالسماح لمعلمة بجلد تلميذة في المرحلة المتوسطة امام زميلاتها في طابور الصباح عقابا لكفرها وتركها الصلاة,,!!
وبذلك قد أخلت هذه المديرة والمعلمة بأساليب التربية الاسلامية والتدرج في تعديل سلوك هذه التلميذة مهما كان اعوجاجه لصغر سنها ولخصائص نمو مرحلتها العمرية وحاجتها للحوار والقصص والامثال القرآنية والنبوية والقدوة الحسنة والموعظة والعبرة وترغيبها وترهيبها بما يتناسب مع مستوى فهمها,,!!
ويأتي دور المجتمع وهو لا يقل اهمية عن البيت والمدرسة في التربية وتعديل السلوك والمجتمع بكل ما فيه من نظم,, مصدرا مهما في توجهات الافراد,,! ومنبعا حقيقيا لقوام النفس البشرية يتحقق من خلالها الارتقاء الاسمى في سلوك الافراد داخل المسجد وفي السوق والشارع,, وفي أي مرفق من مرافق الوطن,!!
,,, المجتمع ينبهك في التزامك بالنظام بانه مصدر امان لك واخلالك به يعرضك للعقاب وغياب الرقابة الذاتية تجعل المسؤولية كبيرة على سوء التربية للاسرة وللمدرسة والمجتمع، ويبقى دور المجتمع الحد الفاصل بين,, تربية الافراد داخل اسرهم وسلوكهم في حياتهم خارج المنزل, (تتمثل بعض هذه المسؤولية في تهذيب السلوك والحث على آداب المسجد والدخول اليه وفي هذا الشهر الكريم وفي هذه الايام بالتحديد من الشهر يحتاج الناشئون الى نصائح الراشدين في توجيه فطرتهم الى اهمية صلاة التراويح والقيام وتحري ليلة القدر وطلب العتق من النار,, لأن الاستعداد العقلي للناشئين يحتاج الى فهم هواجس المراهق وردات الفعل النفسية والحركية لديه، والغاية من التربية توجيه واقناع بمضامين العبادة وخصوصا في العشر الاواخر من رمضان,, فالتربية الاسلامية تسعى الى تربية المواطن المؤمن القادر على احترام والديه وبرهما والتزود بالعلم واحترام معلمه والتعايش مع المجتمع واحترام نظمه المختلفة ومعرفة وسائط التربية ومسؤولية كل فرد فينا وفاعليته في تحقيق وظيفة التربية وخيرها على حياتنا الفردية والاجتماعية.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.