Saturday 1st January, 2000 G No. 9956جريدة الجزيرة السبت 24 ,رمضان 1420 العدد 9956



وحي المستقبل
ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم
د, عبدالله الموسى*

في الوقت الذي يتجه العالم بأسره بجميع قطاعاته ومؤسساته نحو الاندماج والتكامل لتحقيق الأهداف المنشودة وفي الوقت الذي اصبح التكامل والتحالف سمة من سمات القرن القادم، تتجه الأمة الاسلامية ممثلة ببعض افرادها ومنظماتها نحو الفردية والاحادية والتنافسية داخل الاتجاه أو المذهب الواحد لسبب أو لآخر، وليت الأمر اقتصر على التنافس بين اصحاب المذاهب المختلفة لكن ان يكون التنافس بين اصحاب المذهب الواحد مذهب أهل السنة والجماعة شيء يحتاج إلى وقفة تأمل وتدبر واعادة لترتيب الأوراق، هذه مقدمة لدراسة تتبعية قمت بها للمواقع الإسلامية الموجودة على الانترنت عن طريق الشبكة مباشرة وعن طريق وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وعن طريق سؤال بعض اصحاب المواقع حول توجهاتهم ومستقبل مواقعهم والجهود المبذولة، فخرجت بنتيجة: ان الشحناء والاحتكار والتنافس المقيت اساس رئيس بين اصحاب هذه المواقع إلى درجة السب والشتم والاتهام,, ومن صور هذه الاتهامات,, ان الموقع الفلاني سرق الكتاب الفلاني من موقعنا وسرق الفتوى التالية من الموقع الفلاني، وهذا الموقع لا يعدو أن يكون تجميعاً لما هو موجود عبر الانترنت، وهذا الموقع تجاري، وهذا الموقع لايقوم بتحديث مادته كل يوم أو شهر، وهذا الموقع مصمم بطريقة تقليدية و,,,و,,, إلخ.
أما الطامة الكبرى في هذا المجال فهي الجهود النشطة التي يتزعمها اصحاب العلاقات مع المشايخ والعلماء بغرض الاحتكار اي احتكار كتبهم وأشرطتهم وفتاواهم في مواقعهم فقط، وبلغ الأمر إلى أن يشترط البعض على الشيخ ألا يقوم بإعطاء هذه البيانات (الكتب، الفتاوى) لأحد آخر لسبب أو لآخر,, وهذه هي الصورة الأولى من صور الاحتكار.
أما النوع الآخر من الاحتكار فهو ما يقوم به اصحاب الأموال الكبيرة بشراء حقوق نشر كتب نادرة أو فتاوى متميزة أو برامج علمية من صاحبها بمبلغ باهظ الثمن جداً مع شرط عدم نشر هذه البرامج او الكتب في مواقع اخرى,, ولقد هاتفني أحد أصحاب المكتبات المشهورة في إنتاج الكتب الإسلامية المتميزة مستشيراً في هذه القضية؟,, فقلت له لعلك تسأل أحد المشايخ في الحكم الشرعي في مجال الاحتكار؟ أما في مجال الانترنت فلا ارى ذلك الاحتكار، لأن الموقع قد يسقط إذا لم يوجد له دعم ودعاية وإعلان وتمويل مادي، ثم يكون مصير كتبك وبرامجك مجهولاً, واقترحت أن يبيع كتبه بسعر رمزي على جميع المواقع كحق من حقوقه وليس لموقع واحد لكي يحقق هدف النشر, وأضرب لكم مثلا: قام أحد المواقع الإسلامية المشهورة بشراء حقوق اربعة كتب بمبلغ 100 ألف ريال سعودي تقريبا بشرط الاحتكار أي بشرط عدم نشر الكتاب في مواقع أخرى، بينما قامت أحد المواقع بشراء ما يزيد على 200 كتاب بمبلغ 400 ألف ريال سعودي تقريبا مع التخلي عن شرط الاحتكار,, أيهما الأفضل 4 أو 200 كتاب؟ أقول إن نصيحتي لهذه المكتبات ألا تساهم في الاحتكار المقنع وأن تبتغي وجه الله سبحانه وتعالى في عملها فإن الاحتكار في الانترنت يعني بيع الكتاب إلى مكتبة واحدة فقط وهذا ليس صحيحا على الاطلاق فإن السبب الرئيسي من الطباعة هو الاستفادة من هذه الكتب وبيعها على الراغبين في اقتنائها سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الجهات الرسمية.
ولي أن أتساءل ما الفائدة التي يرجوها اصحاب الاحتكار وما هي أهدافهم؟ أليس الهدف الأسمى هو نشر العلم الشرعي أم أن هناك أهدافاً خفية من هذا العمل؟ لا أعتقد ذلك إن شاء الله، ولعل الأمر إما أن يكون اجتهاداً جانب الصواب أو أن الصورة لم تتضح لهم كاملة؟ لكن إن كان هناك من سوء نية فهي استخدام هذا الكتاب أو اسم الشيخ الفلاني لمجرد الدعاية والإعلان عن الموقع؟ سبحان الله متى كان العالم مجالا للتجارة والدعاية والإعلام؟؟.
أليس الأفضل ان نتعاون على البر والتقوى وان تعمل المواقع الاسلامية كوحدة واحدة وأن تتحالف فيما بينها بما يحقق مصلحة الإسلام والمسلمين، نعم نحن بحاجة إلى أن يكون مفهومنا عميقا وتعاوننا فيما بيننا واضحا وملموسا ومتميزاً، إن الأمل أن تقوم المواقع الإسلامية بوضع LINK توصيلة للمواقع الأخرى التي تدعو إلى منهجها لا أن تقف أمامها وتحاربها وتشتت جهودها.
أخيراً إن الحل الوحيد هو وجود جهة واحدة مسؤولة عن هذه المواقع تقوم برعايتها والتوفيق فيما بينها قبل أن تتفرق الجهود وتزداد الفجوة وعند ذلك لا ينفع الندم؟.
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.