Monday 3rd January, 2000 G No. 9958جريدة الجزيرة الأثنين 26 ,رمضان 1420 العدد 9958



سلمان وذكرى السنوات العشر لتأسيس المكتبة الوطنية

عن عمر يناهز العشر سنوات استطاعت مكتبة الملك فهد الوطنية ان تمد جذورها الى عمق مصادر الفكر والثقافة والادب وصنوف المعرفة وتقنياتها المتعددة، فمنذ ولادتها وهي تسدد سهامها وباتقان نحو اهدافها الوضاءة.
لقد كانت بادرة جميلة ان تخرج فكرة المكتبة من كنف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض والمشرف العام على المكتبة الذي ما فتىء يروي تلك الجذور من معين فكره وعقله العاشق للثقافة والفكر اذ لم يتوان للخطة يسدي اجمل ما لديه خدمة للفكر والثقافة الى ان اصبحت المكتبة الوطنية واقعا يجسد تطلعات ابناء الوطن,, هذا الواقع الذي صار الفكر والابداع السعودي يتماهى به من خلال نظام الايداع.
لقد عشنا السنوات العشر الماضية ننظر الى هذا المولود الجديد كيف ينمو وتتأجج بداخله تفاعلات اختصار الزمن واستيعاب ادوات ووسائل العصر يدعم من قدراتها طموح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والعاملين في المكتبة، ولا انسى تلك الصور الجميلة التي انصهرت فيها تطلعات المسؤول والموظف عندما كانت المكتبة في حالة استنفار للانتقال من مقرها القديم الى مقرها الحالي، كيف كان الدكتور يحيى محمود بن جنيد الساعاتي امين المكتبة السابق بين موظفيه الذين لم يكونوا يتجاوزون العشرة واذكر منهم الاستاذ عبدالعزيز الصقعبي والدكتور امين سليمان سيدو حيث شمروا عن سواعدهم جميعا غير مبالين بالوقت الذي كان يلفهم ليلا ونهارا وهم منهمكون في عمليات النقل من فرز وترتيب وتربيط وتحميل، وقد علت وجوههم هالة بيضاء من الاغبرة التي تتنفس بها الكتب، لم يحد ذلك من اشراقة وجوههم وتلبسهم بالفرحة العارمة وبالامل الذي اصبح حقيقة ننظر الى السنوات العشر كالامس الذي يغادرنا, ونذكر تفاصيلها الصغيرة والكبيرة وتشي باكبر من الحكم الذي يجتاحنا لا يفصلنا عنه شيء، فلا تزال العروق الحامية والنابضة تطلعا بانجاز حضاري يضاهي ما وصلت اليه المكتبات الوطنية ممثلة في طموح سمو الامير سلمان تشد من ازر العاملين جميعا وتحثهم في تقديم الافضل وتؤكد ان الزمن تختصره الارادة القوية النابعة من حب عمل متميز وباصرار وعناد لكل معوقات تطل برأسها النكد بين الفينة والاخرى, اذ لم تبد في حقيقتها على شكل معوقات وإن أدرجت تحت هذا المسمى لايماننا انها لا محالة متلاشية امام حرص سموه ودعمه الكامل ومتابعته المستمرة لتذليل اي عقبة صغيرة كانت ام كبيرة، وكل من قدر له مقابلة سموه والسماع له مباشرة يدرك جيدا كيف يتعامل مع الاحداث والوقائع بعقل وحنكة واحتراف فضلا عما يتميز به سموه من تقديره واحترامه الجم للآخرين مهما علا شأنهم أو صغر ورباطة جأشه ورزانته في اتخاذ القرارات، كل ذلك كان محفزا للعاملين في المكتبة ومبشرا لهم ان لا مشكلة فيما قد يعترض العمل الدائب بين اروقة المكتبة التي بدأ التعامل معها لمجرد ان حطت قوافل الانتقال اليها.
ومنذ صباح اليوم الاول من الانتقال الى المبنى الجديد والحركة الدائبة والعمل المتواصل لم تخب جذوته في ملاحقة مستمرة لعقارب الساعة، فالعمل الذي يجب إنجازه لا يترك فرصة للتواني او التواكل حيث راح كل فرد يقع عليه جزء من المسؤولية يقدم ليس ما في وسعه فحسب بل ما يتجاوز حدود طاقة الانسان العادي, ربما تضاعف عدد موظفي المكتبة لتعدد المهام وتعقدها واصبح العمل محتاجا الى تكثيف الجهود ليل نهار لتمكين المستفيدين والباحثين من الافادة من موجوداتها وتقنياتها في فترة وجيزة، وفي غضون السنة الاولى والثانية اكتملت تقريبا مرحلة التجهيز الاولية، بيد ان الامل كان معقودا في اليوم الذي تصبح فيه المكتبة جاهزة تماما ليوم الافتتاح الرسمي برغم ما كانت تقدمه المكتبة من خدمة للمستفيدين والباحثين وتنجزه من اصدارات للكتب المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات والبيليوجرافيات فبات العمل يسير في اتجاهين ممارسة المهام المكتبية بشكل طبيعي واستكمال التجهيزات الاخرى اللازمة واختيار الانسب من النظم الحاسوبية والبرامجية التي لولا القيادة الفذة لامين المكتبة مستلهما المشورة والنصح من لدن رئيس مجلس الامناء معالي الاستاذ عبدالله النعيم ومؤازرا بالركن الركين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي وجد فيه السمات اللازمة لطبيعة المرحلة معطيا اياه بحنكته الضوء الاخضر في اتخاذ ما يلائم المكتبة الوطنية ويناسبها في شتى المجالات الادارية والفنية والتقنية ادراكا من سموه انه قد اختار الرجل المناسب، بيد ان الرجل المناسب اخلى مقعده بعد ما اكتملت ملامح المكتبة وخطوطها العريضة الى نائبه الاستاذ علي الصوينع وقتذاك حيث عين لان يكون خلفا للساعاتي ومقتفيا اثره في استكمال التجهيزات اللازمة قبل حلول يوم الافتتاح الذي قرر له ان يكون في الخامس من رمضان لعام 1415ه اذ تجلت في ذلك اليوم صورة رائعة ومشرفة من صور البناء والتلاحم، ولمجرد صدور التوجيهات الكريمة بالموافقة على افتتاح مكتبة الملك فهد الوطنية شرعت ادارات المكتبة المختلفة بالتجهيز لمراسم الافتتاح حيث قسم العمل على مجموعات لجان مختصة هدفها ابراز هذا المعلم الحضاري، بشكله الجميل، عملنا طيلة شهر كامل في الاعداد والتجهيز، ولعل لوسائل الاعلام دوراً فاعلاً ومحفزاً للوقوف مباشرة امام المسئولية بكفاءة، ولضخامة الحدث فقد ظل العمل متواصلا طيلة الايام وقبيل افتتاح المكتبة فكل دقيقة تمر محسوبة على اعصابنا التي اكلها الحرص على انجاز كل شيء في موعده المناسب حل يوم الخامس من رمضان وكل شيء مستقر في مكانه جاهز تماما للامير وراعي الحفل والعقل المدبر الاول في انجاز حلم طالما راود المفكرين والمثقفين السعويين ردحا من الزمن، فلن يستطيع احد الوفاء ولو بقسط بسيط مما اسداه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للثقافة والفكر واهلهما في هذه البلاد، لذا اجدها فرصة سانحة لاقتراح مشروع جائزة سنوية تحمل اسم سموه الكريم تمنحها المكتبة لافضل كتاب او كتب تودع في المكتبة في المجالات المختلفة، من بينها المكتبات والمعلومات بحيث تكون لها امانة هدفها ترشيح الفائزين آملا ان يجد هذا الاقتراح صداه قريبا فلا اجمل من نسبة الفضل الى اهله وافضال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في هذا المجال ومجالات اخرى كثيرة لا تعد ولا تحصى.
محمد بن عبدالله المزيني
الرياض

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.