Saturday 8th January, 2000 G No. 9963جريدة الجزيرة السبت 2 ,شوال 1420 العدد 9963



صمت العصافير
في الوقت المناسب
ناهد سعيد باشطح

زقزقة:
سواء أطهوت الثلج أو سحقته فلن تحصل على غير الماء
حكمة عالمية
من أصعب الأوقات التي يمارس فيها الكاتب إعلان أفكاره ونشرها أيام المناسبات فهي متكررة ومتشابهة.
ويتهرب العديد من الكتّاب من الالتزام بهذه التقليدية كما يحلو للبعض تسميتها (ولا أبرىء نفسي من ذلك أحيانا).
ومبرر الاعتذار ليس الانشغال او السفر او أي من قائمة الأعذار الطويلة التي يلجأ إليها اي إنسان ليعزف عن القيام بأي عمل.
ولكن العذر الحقيقي للكاتب هو هروبه من المألوف وخوفه من الانغماس في التقليدية, فاليوم عيد,, ماذا سيقدم الكاتب للقراء غير الحديث عن العيد؟!.
وماذا ينتظر القارىء من كاتبه ان يحادثه في يوم العيد؟!.
وتلك الفكرة الموسومة بيوم العيد تطارد الكاتب الذي قرر ان يلتقي القراء,, تعذبه,, تجعله أسيرا بمعرفته بنهاية مقالته قبل ان يبدأها.
حتى وإن أراد الكاتب ان يختلف عن التقليدية فإن التوقع بانشغال القراء يدفعه الى الضنّ بالأفكار الجديدة.
والسؤال ماذا لو أن كل الكتّاب في مختلف الصحف السيارة اعتذروا عن الكتابة في أيام العيد؟! وكيف ستتعامل الصحف مع هذا التضامن الجماعي ضد توقيت الكتابة؟!.
وقبل كل هذا لماذا ترسخ لدينا الاعتقاد بأن القارىء في هذا الزمن المستقطع عازف عن القراءة؟!.
الواقع ان الكاتب لا يمكن له ان يجزم بأن القراء لا يتابعون الصحف في أيام المناسبات لانشغالهم بالواجبات الاجتماعية إذ ان الأولى ان تدرك الصحف ذلك وتحتجب عن الصدور.
ولأن الموضوع نسبي ولا توجد إحصائية تؤكد عزوف جميع القراء عن قراءة الصحف وقت العيد فالناس مختلفون في ممارسة الفرح.
فان على الكاتب ان يفترض وجود قارىء واحد يتابع وهذا يكفي لشحذ همة قلمه وتواصله ومد الجسور نحو أبعاد دقيقة في علاقة فريدة.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الاقتصادية

عيد الجزيرة

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.