Saturday 8th January, 2000 G No. 9963جريدة الجزيرة السبت 2 ,شوال 1420 العدد 9963



تختزنها الذاكرة
نقوش مضيئة في بوابة العيد

ما أروع ان تمارس قراءة متأنية في ملامح العيد ,, تتوغل في اعماقه الدافئة النقية,, تمعن في رصد تفاصيله المكتظة بالبهجة,, تعيد اكتشاف المشاعر الاصيلة التي لم تفسدها طقوس المدينة,, تحاول ان تنقش رسوم الذكريات في بوابة العيد,.
تأتي أيها العيد مزاولاً عبورا مبهجا الى قلوبنا مباشرة دونما جواز سفر ودون ان نفتش حقائبك المملوءة بالحلوى,, هكذا أنت لم تتغير مذ عرفناك,, لحن عذب في فم الشعراء,, خيمة تؤوي الفقراء,.
تريدنا ايها العيد ان نرسم دوائر اللقاءات,, نزرع الركض في الطرقات,, نفتح ابواب الصدقات,, نملأ شفاهنا بالبسمات,, ونعبئ ايدي الصبية بالبالونات,.
تريدنا ان نزرع الورود,, نخلص العهود,, نكسر الصدود,, نرفض الجحود,, وان يعطف الكبير على الصغير,, وينظر الغني للفقير,, وان يكون للرحم بيننا حضور,, ألست موسما للعطاء؟,.
نعم أيها العيد تريدنا ان نغرس النخيل في صحارى نفوسنا لتكون حُبلى بالواحات.
مرحباً بك ايها العيد السعيد وانت لم تزل تهدينا ورود اللقاءات,, تجمع القلوب تطرد عن بيوتنا الشحوب,, تسقي عواطفنا العطشى بكؤوس البهجة والفرحة,, تثير في اذهاننا ذكريات مفعمة بالحنين,.
قلوبنا مليئة بالمحبة,, ألسنتنا عامرة بمفردات الاحتفاء,, أيدينا مبسوطة بالعطاء,, أكفنا مسكونة بحرارة اللقاء,, وُعُودنا يتبعها الوفاء,, وها هي ملابسنا مبتلة برحيق الدعاء,.
أنت ايها العيد موعد مشرق يتلهف الى موكبه الجميع,, قوافلك محملة ببضائع الخير والعطاء والسخاء,, ركبك الميمون يحقق احلام الفقراء,, وجوك الصافي مزدحم بأطيافه السعادة,, ها هي الابتسامات تسافر في كل الوجوه,, الفرحة تشعل دوائرها في كل محيا,, وريشة السرور تلوّن الملامح,.
أجل ايها العيد، صهيلك العذب يملأ الآفاق الرحبة,, الكل يترقب طلعتك البهية,, تتوهج المشاعر,, وتتألق الاحاسيس,, وتصفو النوايا,, وتذوب حبيبات العتاب في امواجك النقية,, فمرحباً بك ايها الآتي الى ربوعنا,, القادم بمشاريع البذل والعطاء,.
مضينا نهبك نبض حروفنا,, صفاء قلوبنا,, سعة أحداقنا,, نملأ ألسنتنا بالدعاء,, نعبىء جيوبنا بالهدايا,, حبنا يسكن الزوايا,, ولم تزل الورود تفيض بالحمرة أزهارها تشتعل بالبياض,, ونفوسنا ترتوي من نهرك العذب الذي يتدفق ليسقي اشجار تواصلنا التي أظمأها قيظ القطيعة واجتاحها أعاصير الجفاء,.
مرحى لنا بك ايها العيد وانت تأتي لتكفكف دمع البائسين,, تهدهد آلام المرضى,, تملأ الأفق بألوان الزينة,, تنقش ضياءك على خد الأصيل,, وترش الفرحة فوق اهداب المساء,, وتفتح صفحات بيضاء,,, أجل أيها العيد انت موجة عذبة اصيلة نسافر من خلالها الى اعماق النفوس,, نوقظ مشاعرنا التي خدَّرها صخب العصر ونحرك عواطفنا التي افسدتها رياح المادة,, ونتذكر دورنا في المشاركة الوجدانية وبناء قنوات التكافل في مجتمعنا المبارك,, نسعد بك أيها العيد فبكل خير عدت ,, نرنو الى الافق البعيد بحثا عن هلالك السعيد ,, اسمح لنا ان نمارس عزفا منفردا على وترك الشجي ونوقع على جبينك المضيء امضاءات العطاء,, دعنا نصافحك بأكف ندية,, وقلوب نقية,, ومشاعر مضمخة بعبق الفرحة,, ولم نزل نطلق الرياحين في كل الميادين,, نبحث عن كل قريب أو رفيق,, نفتش عن بيوت نسينا ابوابها في خضم هذا الزخم الهادر من المشاعر المليئة بالركض,, نمعن في البذل والاحتساب املاً في الثواب,.
جميلة هي مظاهر العيد بدءا من بطاقات المعايدة ,, ألوانه الشعبية تقاليده الاجتماعية اعرافه الاسرية العامرة باللقاءات التي تكسر حواجز القطيعة وتقيم جسور التواصل وتقوي عرى الوشائج,,أليس من حقنا ان نسعد بك أيها العيد وانت تأتي لتملأ الأنوف بالرياحين وترش العيون بالبساتين,.
ومازلنا نقرؤك حباً ونكتبك شوقا ونرسمك وشماً مضيئاً في جدار الذاكرة, فليس ثمة اروع من حوارٍ صادقٍ مع هلال العيد .
محمد بن عبدالعزيز الموسى

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الاقتصادية

عيد الجزيرة

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.