Monday 10th January, 2000 G No. 9965جريدة الجزيرة الأثنين 4 ,شوال 1420 العدد 9965



يارا
الرياض عروس المدن
عبدالله بن بخيت

ازدحمت الرياض بسكانها في طريق الامير عبدالله مساء يوم العيد لاول مرة في التاريخ, ولاول مرة يعرف سكان هذه المدينة العريقة حجم مدينتهم الحقيقي وسعتها وتزاحم سكانها, لأنني من عيال الرياض ولم يسبق لي ان اشتركت في تزاحم احتفالي مثل هذا لا استطيع ان اخمن عدد الناس الذين توافدوا الى طريق الأمير عبدالله ليعبروا عن فرحتهم بالعيد وبالفرحة التي قدمتها لهم امانتهم الكريمة, فمن الواضح ان الناس كانت تترقب منذ زمن طويل مثل هذه المناسبة للتعارف وبناء علاقة تزاحم وتدافع عائلية واقامة احتفال طال انتظاره, فقد رأيت كيف اجتمعت المدينة، الرجال قبل النساء، والأطفال قبل الكبار وقد برهن سكان الرياض انهم فعلا شعب متمدن ويعرف كيف يتعامل مع التزاحم العائلي الكبير.
لم استطع ان اتابع العروض والالعاب النارية لاني كنت مشغولا بهاجس مراقبة سكان الرياض واهلها وهم مجتمعون في اول عيد لهم منذ ان اصبحت المدينة كبيرة ومترامية, كنت احاول ان اجس نبضهم وتعاملهم مع بعضهم وخصوصا ان هناك عددا كبيرا من العائلات, امر لم يحدث ابدا بالصورة هذه فقد اكتشفت منذ اللحظات الاولى ان هواجسي وخوفي غير مبرر وقد يشاركني كثير من القراء هذا الخوف الذي زرعناه في انفسنا والذي مرده ان اي تجمع سوف يخلق من مشاكل عائلية او حوادث لكثرة الاطفال، ولكن ومن خلال هذا التجمع عكس مواطننا طيبته وخلقه وايمانه, فالشاب الصغير المتهم دائما برعونته برهن انه يعرف حقوق العائلة ويتباعد عن المجال العائلي ليسهل حق الاستمتاع للجميع, فلم يكن هناك عدد كبير من الشرطة او رجال الأمن ومع ذلك بقي الأمن رائعا ومنضبطا حتى ان رجال البلدية لاحظوا في البداية ان هناك بعض التزاحم في الطريق فأقاموا حاجزا خفيفا لابقاء الناس على الارصفة ولكن بعد فترة بسيطة تخلوا عنه فقد كانت الناس تدخل في وسط طريق المسيرة قبل وصولها وما ان تصل المسيرة حتى تراهم يعودون الى الارصفة مفسحين الطريق للمسيرة ولا اعرف هذا الا بين الانجليز او هكذا علمونا.
لا اخفيكم كنت متخوفا في البداية من العدد الكبير من الناس ومن هذا التجمع غير المسبوق من ان يحدث داخله عدم انضباط, كنا مع الأسف معبأين بمفهوم خاطىء اننا لا نعرف كيف نضبط انفسنا ولا نعرف كيف نحترم العائلة والطفل, فهذا الحفل لم يكن بالنسبة لي فرحة عيد فقط، وانما جاء دليلا مميزا على وعي خلقي كبير عند الناس وانهم ليسوا ابدا في حاجة لمن يعلمهم كيف ينضبطون او كيف يتصرفون, كان هناك شوق للفرح وقد تفاعلوا مع روح الاحتفال بهذا الفرح حيث بدأت الحفلة قبل ان تبدأ رسميا فقد اخذ الناس يطلقون الالعاب النارية ويتبادلون الصرخات المهذبة والتعليقات الطريفة, ويتداخلون مع بعضهم بطريقة تنم عن خلق حضاري كبير وهذا الحفل الكبير يؤكد ان الرياض لا ينقصها سوى هذا النوع من الاحتفالات العائلية الكبيرة التي تتشكل منها روح المدينة الكبيرة ووحدتها الثقافية, فالرياض لا تقل عن المدن الكبرى في شيء فهي متكاملة الخدمات والامكانيات والتنوع الثقافي واكثر من هذا فهي مدينة تتمتع بمستوى امني داخلي كبير, فلا ينقصها سوى تأكيد الوحدة بين سكانها وتأصيل روح المرح فيهم, وانا احيي كل الرجال الذين ساهموا في بناء هذا المهرجان العائلي وتجاوزوا بنا الخوف التقليدي الذي لم يكن له اي مبرر.
احيي كل الرجال الذين يعملون على جعل مدينتنا مدينة عظيمة وكبيرة وعلى رأسهم سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز منجز نهضتنا الكبرى, وكل عام والرياض بألف خير.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الاقتصادية

عيد الجزيرة

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.