Monday 10th January, 2000 G No. 9965جريدة الجزيرة الأثنين 4 ,شوال 1420 العدد 9965



أين بهجته؟
خذوني معكم لأطرق الأبواب صبيحة العيد

عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله
جاء العيد ونحن مازلنا نبحث عن الفرحة في عصرنا، نتلمس بهجة العيد، نريد ان نعود الى ايام كنا نزهو بالثوب الجديد، ولكن تلك الايام ولّت وكبرنا وتجاوزنا ثوب العيد، ولاندري اليوم ونحن نعانق عيد الفطر السعيد كما يسمونه كيف يمكن ان نفرح؟
أنذهب للمنتزهات واماكن الترفيه؟ لكن هذا ليس كافيا، نريد ان تفرح قلوبنا، والقلوب يا اخوتي فقدت بهجة الفرح,, أليس كذلك,, هل تذكرون كيف كنا نفرح بالعيد؟ هل تذكرون ثيابنا على بساطتها كيف كانت مصدر سعادة لنا، واليوم ما اكثر الثياب الجديدة! وما اجملها,, ولكن اين بهجتها؟.
هل كان الباعة في طفولتنا اكثر أمانة من الباعة الآن؟ هل كانوا يبيعوننا البهجة مع كل ثوب جديد؟
اعتقد ذلك,, وعلينا ان نطالب التجار والباعة الآن ان يعودوا الى ضمائرهم وان يكملوا لنا بضاعتنا,, فالبضاعة تنقصها البهجة,, وعليهم ان يبحثوا عنها لايصالها الى منازلنا خدمات ما بعد البيع لكن الباعة انفسهم يبحثون عن هذه البهجة، فهل يُعقل اذا غشونا في البضاعة ان يغشوا انفسهم,,؟؟
إذا كنتم لا تعتقدون ان الباعة هم السبب، إذاً لابد ان تبحثوا معي عن السبب، هل كانت البهجة في الحارات القديمة والبيوت المتلاصقة والازقة الضيقة,, حين كنا نسير في تلك الدروب ونحن ننشد اناشيد العيد ونطرق الابواب بحثا عن العيدية,, هل تذكرون كم كانت عيديتكم في تلك الايام ؟ما علينا .
إذا كان السر في الحارة القديمة فتعالوا معي نكتب خطابا الى امين البلدية نطالب فيه بهدم الاحياء الجديدة وبناء حاراتنا القديمة واعادة منازل الطين واللبن ففيها تعلقت قلوبنا وبهجتنا وعلى البلدية ان تدفع لنا تعويضا عن كل سنين العمران التي ضاعت بلا بهجة او فرحة وعن كل عيد مرَّ ولم نشعر معه بالفرحة تخترق صدورنا، أم أن البهجة في العمر,, اجل ربما,, لأنني اعتقد ان البلدية ستدافع عن هذا التغيير الذي حدث في ابنية المنازل، وستقول لنا بأنها رأتنا فرحين مهللين في تلك الحارات الضيقة فقالت مادامت القلوب فرحة هكذا فلابد ان تكون الدور فسيحة ورحبة لتسع هذه الفرحة العارمة في القلوب، وستقول البلدية أيضا: ان هناك بعض الحارات بقيت كما هي ومع ذلك تغيرت قلوب اصحابها,, إذاً هو العمر وهي تلك السنون التي مرت,, نعم,, كنا صغارا وكان كل شيء في عيوننا كبيرا جميلا واليوم كبرنا فرأينا الاشياء صغيرة ودميمة، وتعجبنا كيف انا كنا نفرح بهذه الاشياء الصغيرة ذلك اننا اقتنينا ما هو اكبر واجمل ولكن وقد كبرنا غادرنا قلوبنا حيث كنا في العاشرة او ربما الثانية عشرة ولم نسمح لقلوبنا الغضة ان ترافقنا اكثر من ذلك,, أليست هذه الحقيقة؟؟ أليست تلك القلوب الشفافة قد تغير لونها ليكون اسود قاتما، ولا يمكن للقلب الاسود ان يرى الاشياء الا بظلال سوداء؟,.
إذاً هو عيد الصغار,, فأين انتم ايها الاطفال يا اصحاب القلوب الشفافة,, خذوني معكم لأطرق الابواب في صبيحة العيد,, فإنني قد اشتقت للعيد الذي لم اره من سنين,, وكل عيد وانتم بقلوب شفافة,, ثم انتم بخير.
حصة الجهني
المدينة المنورة

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الاقتصادية

عيد الجزيرة

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.