Wednesday 12th January, 2000 G No. 9967جريدة الجزيرة الاربعاء 6 ,شوال 1420 العدد 9967



بيننا كلمة
نحن والعولمة؟ 3
د , ثريا العريّض

مستوى الوعي والتوجه الفكري ومسؤولية العضوية المطالبة بالمشاركة الفعلية في واجبات المواطنة بالمجتمع الغربي، يسمح بمناقشة امور يشتد حولها اختلاف المواقف والمصالح من حقوق الأفراد وتأزم علاقة الآباء بالأبناء والاختلاف في الرأي دون التورط في موقف الغاء الصوت الآخر,, ولكل حق التعبير متجاورا مع الآخرين بسلام، وحق الحماية من محاولات الالغاء من أي جهة كانت.
اما في الشرق فليس الهدف من مثل هذه المناقشات الاطلاع على الرأي الآخر لمحاولة تفهمه، بل الهدف اثبات صحة الرأي المعاكس اما بهدف الادلجة المباشرة او بهدف الاثارة الاعلامية, والجمهور يتابع بنفس التأزم والانغلاق والتعصب لهذا الرأي او العكس، وقد يصب جام غضبه على مقدم البرنامج المحايد لعدم تعصبه للرأي المفضل.
ولندع انحرافات برامج الترفيه وتأثيرها على السلوكيات جانبا, البرامج الفضائية الجادة تحمل الكثير من المعلومات لتكثيف الوعي.
المشكلة ان بناء الوعي الفكري والثقافي يحمل ايضا قدرة كامنة على الاثارة وتسييس المعرفة بالتنبيه الى اوضاع الفرد، وربما التوجيه الايديولوجي المباشر، والفوضى الانفعالية الجماعية, هنا ترتطم الرغبة في مواكبة التطور والدخول في مسيرة العولمة، بالرغبة في حماية الوضع الخاص من النتائج غير المقننة لهزات الوعي والانفعال.
كيف يشعر المثقف العربي امام تيار العولمة وموقعنا منه؟
العولمة تواجه المثقف بضرورة اتخاذ موقف! إما ترسيخ المتقبل المحلي او دعم التطور المجهول النتائج, ولذلك هي تثير فعلا شعورا بالتناقض بين المحيط الخاص والتيار العالمي، وشعورا بالمرارة حين نقارن بين ثراء ماضينا الثقافي وما يبدو طارئا عليه من التراجع والخواء الآني أمام اضافات الآخرين, فلاشك ان الحضارة الاسلامية، وتقدمها العلمي والفني وامبراطوريتها الممتدة الشاسعة ومرونتها في استيعاب نقاط القوة والعطاء من الحضارات الاخرى، كانت في وقتها شكلا من اشكال العولمة,, كانت لنا فيه الريادة وايجابيات الافادة.
غالبا تيار العولمة الراهن يبدو مغريا ولايثير شعورا بالرفض المطلق لكل جديد ولكنه قد يثير عند البعض الاكثر اطلاعا شعورا بالاستنفار والتوجس من ضعف استعداداتنا امام التحدي الكامن في الامكانات الهائلة لمعطيات العصر وتيار العولمة وسهولة البث والدس, شخصيا، ادرك ان للعولمة وجهين وأومن بضرورة التصاعد في الاستفادة من امكانات وعطاءات التقنية ايجابيا، بدلا من اضاعة قدراتها في تزجية وقت فارغ بهراء مكلف, امكانات العولمة مثاليا قابلة للاستيعاب بل وللتعامل مع محتوياتها بتمحيص الوعي، بشرط ان يبنى الوعي الفردي والجماعي محلياً من خلال برامج التعليم الأساسية التي تعده للتفكير والتخير بين كل ما تمطره به سحب العولمة من غيث ومن غبار ومن غازات سامة عليه ان يكمم ذاته عنها.
ويبقى ان ما نحتاجه هو مقاومة رغبة الاستسلام للانغلاق الحمائي,, وبناء ثقتنا بالذات وقدرة التخيّر والتطور والافادة والاستفادة في تبادل الإيجابيات, إن موقف التخوف هو موقف مشابه للانبهار؛ كلاهما يأتي من الاعتقاد الكامن ان كل فرنجي ليس برنجيا فقط، بل هو الاقدر على الفوز والبقاء,, وهذا موقف يقر بالانهزام قبل المعركة.
لحوارنا تتمة قادمة

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

عيد الجزيرة

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.