Saturday 15th January, 2000 G No. 9970جريدة الجزيرة السبت 9 ,شوال 1420 العدد 9970



الاحتمالات,, قراءة للمستقبل
محمد الرجيعي

السير في دروب الحياة يتطلب الروية في كل شيء، ومشوار الحياة هو النور الأخضر الذي يجعل الفرد منا يبني حياته وفق أنماط قياسية ووفق ما هيأه الله له من ظروف مادية ومعيشية.
والعلماء اعتمدوا في كثير من حساباتهم على استخلاص نتائج هامة لابحاثهم من الأرقام المجردة في صورة إحصائيات، والاحصاء كما نعرف يلعب أدواراً هامة في كثير من ميادين الحضارة كعلم رياضي أساسي يمكن عن طريقه تحضير أدق الحقائق واشملها، وكثير من مشاكل العلم مرَّ عليها زمن طويل، ولم يعرف سرها الا بعد ان مرت بعملية احصاء دقيق عاما بعد آخر ثم أمكن للعلماء استنباط قواعد تغييرها.
وبعيداً عن هذه الجوانب ومسائلها المعقدة، لابد لكل عالم من وضع افتراضات عند دراسة قطاع معيّن من التغيرات للتوقع بحدوث شيء يتوقعه ومن ثم تُبنى الافتراضات عادة على متوسط ما شوهد من سلوك مكونات القطاع جميعاً,.
ورغم ما في هذه الافتراضات من احتمالات فهي لاتفترق كثيراً عن الحقيقة، ولقد وضع العالم روبرت هكسلي ,, أسس علم الاحتمالات وعظّم في التدليل على صحته بتحدي علماء عصره بقوله: ان مجموعة من القرود لو أُعطيت عدداً وفيراً من الورق والآلات الكاتبة ومُكنوا من الكتابة عليها زمناً طويلاً بلا تعليم فإن من المحتمل أن نأخذ منها كلاماً كثيراً يملأ الكتب، ولقد ثبتت صحة أسس علم الاحتمالات في كثير من ميادين العلم حتى أصبحت نتائجه حقائق لا شك.
لقد تحققت إمكانية التوقع بسلوك الالكترونات في الذرة والأفراد في المجتمعات والعربات على الطرق والمطر على الأرض وذرات الثلج على المباني وفق قواعد نظرية الاحتمالات، وما من مشروع يبدأ حاليا في الدول المتحضرة إلا واعتمد في تخطيطه على عدد من الاحصائيات اللازمة لاستنباط كافة الاحتمالات منها، وفي ميادين الصناعة والاسكان والبحث العلمي والزراعة وتخطيط المدن والعمليات العسكرية والارصاد الجوية والتسويق والانتاج اصبحت نظرية الاحتمالات لازمة لايمكن الاستغناء عنها مطلقاً.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.