Saturday 15th January, 2000 G No. 9970جريدة الجزيرة السبت 9 ,شوال 1420 العدد 9970



الجزيرة تزور مستشفى الرياض المركزي وتلتقي بالمرضى والزوار والمراجعين على مدى ثلاثة أيام
التمريض سيىء والخدمات ناقصة والمواعيد طويلة والزحام مستمر ,,,!!

* تحقيق : عمر اللحيان
مستشفى الشميسي او مستشفى الرياض المركزي او (مجمع الرياض الطبي) وهو المسمى الجديد له واحد من اشهر المستشفيات في المملكة بحكم اقدميته حيث يعد المستشفى الاول الذي يتم افتتاحه في العاصمة الرياض وبحكم ايضا تعدد تخصصاته الطبية وما يضمه بين جنباته من خبرات طبية ذات باع طويل ولذا لم يكن غريبا ان يرى هذا المجمع كل ذلك الزحام والتوافد على عياداته واقسامه الطبية والتنويمية حتى اصبح واحدا من اكبر المجمعات الطبية واكثرها استقبالا للباحثين عن العلاج.
ومن اجل خدمات اوفى واشمل واكثر تلبية لرغبات قاصديه قامت (الجزيرة) بزيارة استمرت لثلاثة ايام التقت خلالها بالمرضى والمراجعين والزوار على مدى هذه الايام الثلاثة ونقلت ملاحظاتهم بكل صدق وامانة الى المسئولين في المستشفى والمديرية العامة للشئون الصحية في منطقة الرياض والى المسئولين في وزارة الصحة الذين بلاشك يحرصون على تلقي الملاحظات وتلافي السلبيات وحل الشكاوي والمعضلات حتى يستمر هذا المستشفى في تقديم خدماته العلاجية على الوجه الاكمل.
فالى تفاصيل ما قاله مرتادو هذا المستشفى عما يقدم لهم من خدمات:
في البداية وفي اليوم الاول لزيارتنا للمستشفى كان لنا لقاء مع احد المرضى وهو محمد بن مضحي العنزي احد المنومين في الغرفة رقم (9) فقال: المستشفى خدماته طيبة ولا بأس بها بالنسبة للاطباء واغلبية الممرضين والممرضات ومعاملتهم حسنة وجيدة كما ان النظافة جيدة,, ولكن لي ملاحظة وهي تعامل احدى الممرضات من الجنسية الاندونيسية حيث ان تعاملها سيىء مع المرضى المنومين فبعد ان اجريت لي العملية وبعد ان افقت من البنج كنت ملطخا بالدماء وكذلك السرير وطلبت منها تبديل ملابسي وفرشة للسرير فرفضت وتكلمت عليها,, فقالت انت سعودي وكررتها ولم اعرف قصدها من هذه الكلمة,, ثم ذهبت لغرفة الغيار بمفردي وغيرت بنفسي ملابسي وفرشه السرير ولاحظت انها اثرت على بقية الممرضات في تعاملهن معي حيث نقلت لهن كلاما مغلوطا واصبحن ينفرن مني وبعد ثلاثة ايام قال لي بعضهن لماذا تخاصمت مع الممرضات,, وقالوا ان الممرضة الاندونيسية تقول عنك كذا وكذا,, ويواصل العنزي حديثه بقوله: ان الممرضة حتى هذه اللحظة لا تأتي لي منذ ان حصل ذاك الموقف بيننا,, واضاف ان سوء تعامل هذه الممرضة يشكو منه جميع المنومين في الجناح ولو سألت اي شخص لابلغك بذلك فالكل يعرفها بتعاملها السيىء وعدم تجاوبها مع المرضى.
تعامل جيد من الأطباء
وعن ملاحظاته الاخرى قال لاحظت ان معاملة الاطباء السعوديين معنا افضل من معاملة الاطباء غير السعوديين كما لاحظت ان بعض الاطباء السودانيين يأتون بشكل واضح عند المرضى السودانيين ولا ادري هل هم مرسلون لهم ام اجتهاد منهم.
وعن ازدحام المستشفى بالمرضى قال في الاسبوعين الاولين من رمضان كان هناك ازدحام كبير ولكن بعد ذلك بدأ يقل.
ودعا العنزي في نهاية حديثه الله ان يعز حكومتنا الرشيدة ويجزي ولاة الامر كل خير ويحفظهم ويؤيدهم.
وفي غرفة تنويم اخرى التقينا المريض علي العمودي فقال ان اهتمام الاطباء جيد والعناية ممتازة ولا يوجد اي ملاحظة فكل ما يقدم لنا على ما يرام.
النقص داخل الغرف
فيما قال احد المرضى الذي التقينا به في المستشفى وهو المواطن فهد بن مبارك المنيصير ان الخدمات في غرف المرضى بها نقص فلا يوجد تلفزيون ولا طاولات ولا تليفون حيث يضطر المرضى لشراء جهاز تليفون وعن التغذية قال: ذبحونا بالدجاج وانا ما اكل (دجاج) واذا اكلته اصابني حكة في الجسم كذلك دورة المياه كانت شطافات الماء متعطلة ولم يتم اصلاحها الا بعد الحاح منا وبشق الانفس.
واثنى المنيصير على تعامل الاطباء والنظافة في المستشفى.
انا المرافق والممرض
وقال المواطن ناصر بن محمد الجريوي وهو احد المرافقين مع احد اخوته المرضى ان العناية بالمرضى سيئة وخاصة من قبل الممرضات مشيرا الى انه هو الذي يقوم بعمل الكمادات لاخيه وكذلك احد الزملاء هو الذي يعملها بنفسه لرفض الممرضات القيام بذلك.
ايضا هناك ملاحظة ثانية وهي انه اذا طلبت حاجات مهمة للمريض كالقطن لا يحضرونها بل لابد ان تقوم بنفسك وتحضرها واحيانا عندما يأتون لقياس حرارة المريض يقومون بوضع جهاز الحرارة في (الديتول) والذي قد يكون له اسبوع لم يغير حيث ان لونه متغير كأنه حليب مما جعلني ارفض اخذ الحرارة من الفم واطلب منهم اخذها عن طريق الابط.
واشار الجريوي الى نقطة مهمة تتعلق بشدة العاملين في البوابة الرئيسية حيث يرفضون السماح لاي شخص يريد ان يكلم الطبيب لاخذ ورقة مرافقة موضحا انه قد حصل له هذا الموقف حيث أُدخل اخوه عن طريق الاسعاف ليلا وقد رافق معه ووعده الطبيب باعطائه ورقة مرافقة في الصباح وعندما عاد من عمله الساعة الثانية ظهرا رفض رجل الامن السماح لي بالدخول لمقابلة الطبيب, ويقترح لذلك ان يعطى المرافق ورقة من قبل الطبيب منذ لحظة دخول المريض في المساء حتى يعطى ورقة المرافقة الرسمية.
يواجه ضغطا من المراجعين
وفي اليوم الثاني لزيارتنا للمستشفى وفي العيادات الخارجية التقينا بالمواطن عبدالله بن فهد الدوسري فقال: المستشفى عليه ضغط كبير من المراجعين من داخل مدينة الرياض ومن كل مناطق المملكة لقدم المستشفى ولوجود اطباء على مستوى عال جدا من الخبرة والتاهيل الطبي.
وعن ملاحظاته قال ان مدة المواعيد في العيادات الخارجية طويلة جدا حيث تصل الى الثمانية والتسعة اشهر في بعض العيادات وخاصة عيادات الانف والاذن والحنجرة فالمحول من اي مركز صحي لا يمكن ان يتم اجراء عملية جراحية له الا بعد مدة طويلة مما قد يؤدي الى زيادة وتفاقم المرض.
3 ساعات في الإسعاف
وفي قسم اسعاف الاطفال تحدث المواطن سعد بن فهد الموتان فقال: الحمد لله الدولة ما قصرت والاطباء ممتازون وتخصصاتهم عالية ولكن صيدلية الاسعاف ينقصها بعض الادوية ففي احدى المرات لم اجد علاج (الادول) ومرة اخرى لم اجد قطرة الانف كذلك قسم الاسعاف يشهد ازدحاما وذلك لعدم وجود طبيبين فأحيانا لا يتواجد الا طبيب واحد واحيانا اخرى لا نجد طبيبا اخصائيا للاطفال,, وعن معدل انتظار المريض في قسم الاسعاف اوضح انها تتراوح بين الساعتين الى الثلاث ساعات.
وعن العيادات الخارجية قال الموتان انه مريض بالسكر ويشاهد ازدحاما كبيرا فيها.
واضاف ان من اهم الملاحظات هي ان تعامل موظفي استقبال المرضى غير جيد فعندما يأتي المريض اليهم المفترض ان يراعوا نفسيته وهذا ما لم يحدث معه او مع غيره من المراجعين والمرضى.
المرضى الجدد في وحدة الكلى
وفي وحدة الكلى كانت جولتنا في اليوم الثالث بمستشفى الرياض المركزي حيث احد الشباب قال انه احضر والدته حيث تقوم بغسيل كلى في الوحدة منذ ثلاث سنوات وذلك بموعد منتظم واكد على ان العناية والرعاية في الوحدة بالمرضى جيدة.
ولكنه لاحظ ان امكانات الوحدة محدودة حيث يجد المرضى الجدد صعوبة في العلاج بالوحدة لكثرة اعداد المرضى المنتظمين في العلاج.
فيما قال المواطن ناصر بن محمد القحطاني ان امكانات وحدة الكلى بالمستشفى محدودة فعلا مشيرا الى انه راجع بوالدته العام الماضي في بداية اصابتها بمرض الفشل الكلوي ولم يجد اي عناية واهتمام مما اضطره لنقلها الى مستشفى الحمادي حيث تحمل تكاليف علاجية نتيجة لذلك تصل الى 30 الف ريال وناشد القحطاني معالي وزير الصحة بالاهتمام بالوحدة والعمل على زيادة امكاناتها والتوسع في زيادة الاسرة والاجهزة الخاصة بالغسيل الكلوي في منطقة الرياض لزيادة اعداد المرضى سنة بعد اخرى مؤكدا على المعاناة التي يعانيها المرضى واسرهم نتيجة لقلة الامكانات المتعلقة بغسيل الكلى سواء في المستشفى او المستشفيات الاخرى.
الغرف مزدحمة
وفي بواية الزوار التقينا باحد الزوار وهو المواطن عبدالرحمن المطيري حيث اثنى على الخدمات الصحية والطبية التي يقدمها المستشفى للمرضى والمراجعين وقد لاحظ اثناء زيارته الاهتمام والعناية بنظافة المبنى والممرات والغرف الداخلية.
وعن ملاحظاته على المستشفى بشكل عام قال المطيري ان الغرف بها ازدحام بالمرضى وهذا نتيجة للضغط الذي يجده المستشفى في جميع العيادات والاسعاف وبسؤالي له هل سبق ان راجع الاسعاف او العيادات الخارجية قال انه قبل عدة اشهر راجع قسم الاسعاف (قسم النساء) باحدى قريباته وذلك في ساعة متأخرة من الليل وطلبوا منها البطاقة الشخصية للشخص الذي احضرها وللاسف انني لم احمل البطاقة تلك الليلة معي ورفضوا علاجها الا بوجود البطاقة الشخصية,, ولم يتم علاجها الا بعد الحاح كبير ومضي وقت طويل على حضورنا والسؤال الذي اريد ان اوجهه للمسئولين في المستشفى هو ايهما اهم علاج المريض ام تسجيل البيانات الخاصة بالبطاقة الشخصية؟ فالحالات الاسعافية لابد ان يكون التعامل معها بشكل فعال وسريع وبدون اللجوء الى الروتين.
روتين قاتل
وتحدث المواطن عبدالرحمن بن عثمان الامير وقال ان اخي لديه كسر ورافقته وبهدف الحصول على اجازة رسمية حولني الطبيب المعالج للعيادات وعندما وصلت الى العيادات طلبوا مني الرجوع الى الطبيب مرة اخرى لعدم وجود ختم الطبيب على الخطاب,, ورجعت ولم اجده واخذت اتردد بين الطبيب والتقارير الطبية وصرت انا الضحية وكأنني مراسل بين الطبيب والتقارير وصرت اراجع من اجل الحصول على هذا التقرير مرات عديدة فلماذا حملوني غلطة عدم وضع ختم الطبيب على الخطاب.
واشار الامير انه سبق ان راجع شخصيا قسم الاسنان ولاحظ وجود ازدحام غير طبيعي ويقول: جلست انتظر لاجراء عملية جراحية في احدى الاسنان حوالي سبع ساعات رغم حضوري في الموعد المحدد فحضرت السابعة صباحا ولم تجر العملية الا بعد صلاة الظهر.
واكد ان مواعيد مراجعة عيادة الاسنان تصل الى ستة اشهر وهذا شيء طبيعي مما يضطر الكثير الى مراجعة المستوصفات الاهلية.
أراجع بلافائدة
وقال المواطن سالم بن سعيد الصعيري ان التحويل من المراكز الصحية الى المستشفى فيه صعوبة حيث تم تحويل ابنتي من مركز صحي الخالدية الى مستشفى الايمان الذي بدوره احالنا الى مجمع الرياض الطبي ولي مدة اسبوع وانا اراجع من اجل هذا التحويل.
واضاف انه سبق ان تم تنويمه في المستشفى وقد لاحظ ان الخدمات المقدمة جيدة ينقصها الاهتمام بالنظافة بشكل اكبر الى جانب الاهتمام بالمرضى وتحديد المواعيد بشكل دقيق والالتزام بذلك.
واشار الصعيري الى ان عيادة الاسنان تشهد ازدحاما كبيرا بالمرضى حيث سبق ان راجع العيادة وكل مرة يقال له انتظر فانا راجعت سنة.
وبعدها تركت المراجعة لهذه العيادة ولدي نية للسفر لعلاج اسناني خارج المملكة.
دعوة لزيارة الأقسام
من جانبه قال المواطن سعد عايد المطيري احد مراجعي المستشفى ان لديه مريضا اصيب في حادث سيارة احضر الى المستشفى بالاسعاف ويقول: نريد تحويله الى مستشفى التأمينات او مستشفى دلة وحضرنا يومي الخميس والجمعة ولم نجد الطبيب.
مشيرا الى ان الممرضات لا يتجاوبن مع المرضى فاذا لم تذهب بنفسك وتناد عليهن فلن يحضر اليك اي منهن وعن العناية بالمرضى قال انها معدومة الى ابعد الحدود في هذا المستشفى.
وناشد المسئولين في المستشفى بزيارة اقسام التنويم يومي الخميس والجمعة ليشاهدوا ما شاهدناه.
أين التحديث
وتحدث احد المراجعين خالد العيدان المشرف التربوي بادارة تعليم الحوطة والحريق وقال: طبعا ينقص المستشفى وجود العلامات الارشادية فانا الآن لي نصف ساعة في المستشفى ولم اتمكن من وصول المكان الذي اريده واضاف ان العمر الافتراضي للمستشفى واضح انه منته من سنوات طويلة, والامر الآخر نحس ان الخدمات التي يقدمها ضعيفة.
واثنى العيدان على الخبرة التي يتمتع بها المستشفى من ناحية المدة الزمنية فقط مشيرا الى ان المستشفى ينقصه التحديث والمواقف.
واضاف انه راجع المستشفى بتحويل وافاد مكتب استقبال التحويلات انه لابد ان يوقعه المدير وذهبت للمدير ولم اجده وقالوا انه سوف يحضر الساعة الثانية ظهرا وطبعا انا بيني وبين مقر المستشفى 200 كلم وسوف اضطر الى السفر حتى اكون الساعة الثانية في بيتي وسوف اضطر الى الرجوع له بعد العيد.
وهذا يبين ان قيمة الوقت عند الموظف مفقودة.
وعن اقتراحاته قال: ان النساء كبيرات السن يجدن صعوبة في الدخول للعيادات لجهلن واقترح ان يوجد حل لذلك كما يقترح وضع علامات ارشادية وتأمين مواقف وعقد دورات للموظفين في كيفية التعامل مع الآخرين وتكثيف عدد الاسرة حتى تستوعب المرضى والاهتمام بالحالات المرضية الطارئة بعدم جعلها تنتظر الموعد.
من التحقيق
ومن خلال زياراتنا وجولتنا في هذا المستشفى طوال الايام الثلاثة سجلنا عدة ملاحظات يمكن تلخيصها فيما يلي:
المستشفى يستقبل اعدادا كبيرة من المرضى في جميع العيادات يوميا ومهما قدم من خدمات في ظل هذه الاعداد فلابد ان يكون هناك ملاحظات من قبل المرضى لان (رضا الناس غاية لا تدرك).
اشاد العديد من المرضى بالخدمات المقدمة لهم واعتذر العديد منهم بعدم اجراء لقاءات معهم لعدم وجود ملاحظات لديهم.
ابرز الملاحظات تركزت على تعامل الممرضات مع المرضى فيما اشاد الكثير من المرضى بالتعامل الجيد والاهتمام من جانب الاطباء.
اعداد كبيرة تراجع قسم الاسنان بالمجمع طالبوا بزيادة الاطباء والاجهزة في هذا القسم حتى يستوعب الاعداد المتقدمة له دون ان يضطر البعض الى اللجوء الى المستوصفات الخاصة.
زيادة المصاعد امر ضروري لكثرة المراجعين والمرضى للمستشفى.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.