Sunday 16th January, 2000 G No. 9971جريدة الجزيرة الأحد 10 ,شوال 1420 العدد 9971



بوح
فنادق بلا نجوم وخارج الرقابة
إبراهيم الناصر الحميدان

المأوى هو المكان الذي يلجأ اليه الانسان,, سواء كان بمفرده او بمصاحبة اسرته,, ولهذا يعتبر مكان الاقامة مؤقتة او دائمة الذي ينال فيه حاجته من الراحة وهو يعتبر بمثابة الموقع الذي تسترد فيه عافيتك ويشحنك بما تحتاج الى جهد ينتظرك في الآتي من الزمن, ولا حاجة للتوسع في تحليل المأوى عبر حياة الناس في اي زمان فتلك بديهية معروفة، انما قصدت ان اماكن الاقامة المؤقتة هذه سميت بالفنادق لايواء المسافرين بعيدا عن منازلهم وكانت العرب تدعوها في الماضي بالخان عندما يضطرون في ترحالهم للمبيت داخل المدن وليس خارجها، اذ كانوا في الحالة الثانية يرابطون بالقرب من رواحلهم في البراري طيلة الليل حيث ينالون قسطهم من الراحة الى جانب رواحلهم.
ولم يعرف عن تلك الخانات بأنها ذات فئات كما يحصل اليوم لأن الذين يحتاجونها هم في الغالب من عامة الناس وليس كبار القوم او المبعوثون من حكامهم اذ ينزلون على الولاة في دور الضيافة التي تحدد بثلاثة ايام مدة الضيافة وبعدها يكشف الضيف عن سبب قدومه.
وفي زماننا الحاضر فان الضيوف الذين ينزلون في ضيافة الدولة تسبقهم وسائل الاعلام في كشف الغاية من حضورهم كما انهم لا يلتزمون باوقات الزيارة انما يباشرون في التباحث منذ وصولهم الى الحدود وذلك مواكبة مع طابع العصر.
اطلنا في ايضاح جانب قد يجهله اكثر القراء فمعذرة للاطالة فقد أردنا التحدث في الفنادق التي صادرت مكانتها وهيبتها الشقق المفروشة بل هي زاحمتها في سرقة زبائنها وهذه امور فرضتها طبيعة الحال في عصرنا الراهن من توالد الافكار وتزاحم المصالح.
اذ ان صاحب الأسرة حين ينتقل من مدينة الى اخرى فانه يبحث عما يريحهم ولاسيما اذا كان يصطحب بعض الاطفال.
فالفنادق تفرض نظامها الذي من اولوياته المحافظة على الهدوء وعدم ازعاج الآخرين مما يتعارض مع حركة الاطفال وشغفهم باللعب والمرح لذا فان الشقق المفروشة هي الانسب لسكناهم لما تتيحه من الحرية لهم كما ان المرأة تجد الوسيلة للسيطرة على اطفالها داخل هذه الشقق وليس في صالات الفنادق.
والشقق لا تخضع لما يوازي الرقابة على الفنادق ولهذا فان ارتفاع مستواها وايجارها في ذات الوقت يتم التفاهم عليه بين المالك المؤجر والساكن المستأجر اي ان السعر ليس محددا شأن الفنادق حسب درجاتها وما تحمله من نجوم وعند هذه النقطة بالذات اتوقف واطرح موضوع الفنادق في بعض مدننا ولا سيما الاماكن المقدسة التي يرتادها العابرون باستمرار فالفنادق وهي لا تحمل اية نجوم لان اكثرها هابطة عن تلك الدرجة وتفتقر الى الكثير من احتياجات الراحة بل وابسطها ومع ذلك فهي تغالي في الاسعار لان المحتاجين الى المبيت ولا سيما في اوقات الذروة يضطرهم وضعهم الذي ينتابهم من كل جانب التعب والاستفادة من الوقت الى الدفع مرغمين رغم الاستغلال خصوصا اذا كان في معيتهم نساء واطفال ويشق عليهم البحث عن السعر المناسب لصعوبة التنقل، والزحام الذي يفرض الاذعان ويسييء الى سمعة البلاد.
فمتى تبادر وزارة التجارة مشكورة الى تحديد اسعار الفنادق الهابطة وهي كثيرة جدا ومنعهم من التلاعب وارغامها على توفير كل ما يلزم من وسائل الراحة والاحتياجات الضرورية وإلا فهل من المستساغ فقدان الطاولات والكراسي بل وحتى الثلاجات الصغيرة والكوميدينا,, في جميع الغرف وحتى التكييف والمراوح وقذارة المنافع من حمامات ومغاسل ووسائل الاتصال الهواتف ؟ ان مراقبة هذه الفنادق وهي اقرب الى الخان ضرورية جدا ولا سيما في المواسم حتى لا تكون سببا في تشويه ما تبذله الدولة لراحة الحجاج والمعتمرين طيلة العام لان هؤلاء ضيوف الرحمن والعناية بهم واجبة وليس استغلالهم.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.