Sunday 16th January, 2000 G No. 9971جريدة الجزيرة الأحد 10 ,شوال 1420 العدد 9971



واجهة ومواجهة
مع معالي الدكتور/ عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء
أنا لا أعمل في صحراء بلا رقيب أو حسيب,,!
المباني المدرسية توسعت وتطورت والإحصاء هو الحكم,.

*إعداد وحوار: إبراهيم عبدالرحمن التركي
** أما الواجهة
* فوزراء في وزير
* وكبراء في كبير
** وأما المواجهة
* فحكايات مفتتحها استفهامات
* ومنتهاها بدايات
* وأسئلة تولّد أسئلة,.
** ومحورهما:
* أول دكتور,, يوشك ان يكون أقدم وزير,.
* وقّع بإمضاءات الوكيل,, والمدير,, والرئيس,, والوزير,.
* أصالة تارة,, وبالإنابة تارات,.
** اختلفوا فيه كما لم يختلفوا في سواه,.
** وأشاعوا حوله ما لم يسعد به غيره,,.
** ووقف الناس من أعماله بين نقيضين,.
* محبٍّ يرى بعين الرضا
* ومنتقدٍ يفهم لغة التحامل ,.
* وندر الوسطيون ,,!!
** أما هو,.
* فوصل الصمت بالصمت
وأجاب بالفعل عن الصوت ,.
** وكان لنا معه لقاء مكاشفة
* شاءه بوزرة ورداء,,
* لم يكلّف مسؤول العلاقات ، أو سكرتير الخصوصيات ,.
* ولم يستخدم أوراق الوزارة والرسميات ,.
** وقرأنا كما تقرءون
* الخويطر بخطِّ يده, متحدثاً عن نفسه بنفسه,.
* راضيا بما دار في الهمس ,.
* مقتنعا بما تحقق في الأمس ,.
* مبرزا التوجّه ,.
* ومؤمنا بحكم التاريخ
** معالي الأستاذ الدكتور الوزراء عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر
أخذ
** ما الذي أخذته الوزارة من الباحث/ المؤرخ/ الأكاديمي: عبدالعزيز الخويطر؟
أملي أن تكون الوزارة أخذت حقها مني وافيا دون منقوص، لأن النقص في حقها إثم، فمعيشتي من الله ثم من يدها، فإذا لم أعطها حقها فقد أكلت حراما، ولهذا أحاول أن أعطيها أكثر من حقها خوفا من أن أكون بخستها حقها، بعلم أو بدون علم، وما بقي من الجهد والوقت هو لمن عداها للمؤرخ وللأكاديمي، وللأهل والأقرباء والأصدقاء، والعرس والعزاء، وهلم جرا.
أين أنت؟
** بين الجامعة/ ديوان المراقبة/ المعارف/ الصحة/ اللجنة العامة/ الكتابة,,, أين تجد نفسك؟
أنا في ديوان المراقبة عندما أكون في ديوان المراقبة، وأنا في وزارة الصحة عندما أكون فيها، وأنا في المعارف عندما أكون فيها، وأنا في اللجنة العامة عندما أكون فيها,, وما بقي للحياة الاجتماعية والقراءة والكتابة.
والوزير، أينما كان، ليس كل شيء، بل إن عمله على أهميته محدود، والعبء الأكبر، والأكثر تعبا على الجند المجهولين في الوظائف المختلفة، لنا أن نتصور أولئك الذين في أسفل السلم الوظيفي مثل كاتب الآلة، وما يضني أكتافه من الكتابة وعيونه من قراءة الخطوط الرديئة، لنا أن نتصور عامل السنترال، الذي لا يكاد يتنفس، ورنين الأجهزة في أذنه طوال الوقت، وهل يُتغاضى عنه إذا ما ذهب يغسل يده؟ هذا عدا آخرين أعلى من هؤلاء، وقد انحنى ظهر أحدهم على أوراقه، أو تحطمت أعصابه من مراجع ثائر، أو ملحّ، أو جاهل، او مدير إدارة، أو وكيل وزارة وهو يتنقل بين تخطيط وتنفيذ، يتحول من حال إلى حال في مقام واحد، تعجز عن فعله الآلة.
وأنت,,!
** وأين الوزير,, معالي الوزير,,؟
الوزير هو الصلة بين الوزارة والدولة، ينقل رغبتها في التخطيط والتنفيذ، وتوحيد السياسة، واختيار الأسلم، ويحمل فكره وفكر وزارته الى الدولة لتوائم ما أتى به الى ما أتى به الآخرون، ليكون السير في الأجهزة المختلفة للدولة متناسقا.
بين وزيرين,.
** وهل نحتاج الى الوزير المتخصص,, أم الإداري؟
الوزير ينظر الى الأمور من مكان عالٍ، يطل على السهل من فوق الجبل، فيرى في السهل ما لا يراه من فيه، يرى المجموع لا المفرد، ولهذا يصبح حكمه مهما لا يقوم به غيره، لهذا لم يكن تخصص الوزير هو المهم، ولكن حسن اختيار المتخصصين، فوزير الدفاع في كثير من الدول ليس عسكريا، وكذلك وزير الداخلية، وكذلك وزير الصحة، وإن كان في هذا اختلاف في وجهة النظر هذه، فبعض جرب التخصص ثم عدل عنه، وبعض جرب عدم التخصص وعاد اليه، ولكن الأكثر دواما هو عدم التخصص في بعض المجالات، وسوف يبقى الاختلاف ما دام هناك متخصصون يخشون على تخصصهم، وغير متخصصين يخشون من سيطرة المتخصص، فالطبيب الجراح سوف يجعل ثقل وزارته في هذا الجانب، ويسخّر إمكاناتها لذلك، وهكذا كل صاحب تخصص في الطب,.
عود وحزمة
** مرة أخرى,, أين تجد نفسك؟
أجدها في أي مكان أكون فيه، لأني عود من عرض حزمة ، إلا اني عود منتقى لدور معلوم.
ظهور
** أنت قليل الظهور، قليل الكلام والتصريحات، وأحيانا نسمع من يرى في الخويطر ما ليس فيه ومن يلومه على ما لم يصنعه,, ولا تعليق من جانبكم, ما رأيك أولاً؟
الظهور في نظري ليس هدفا في الحياة، إلا لمن يشعر انه لا يتم عمله إلا بالظهور، ما دمت راضيا عن أدائي لعملي، فهذا هو المهم، والأهم من هذا ان يكون الله سبحانه وتعالى راضيا عن عملي، وكذلك رؤسائي، ومن أخدمهم من الناس، وأنا لست قليل الكلام إلا عند مقارنتي بمن هم كثيرو الكلام، وإلا فإني أعطي ما يستحق القول حقه، ولكني ابتعد عن الاعتداء على حق من يعملون معي، وأترك لهم الكلام فيما يخصهم، وفيما يجيدونه أكثر مني، لأنهم تعاملوا مع التفاصيل أكثر مني، والتصريحات لا أتخذها منهجا يجب أن أوالي ملء خاناته، ولكني أصرح عندما يكون التصريح مطلوبا، أما أن يرى أحد فيّ ما ليس فيّ، فهذا وبخته فلي الأجر وعليه الإثم، إن كان متجنيا، وإن لم يكن متجنيا فحديثي معه عن طريق مقابلة، وشرح الأمر له، أو عن طريق التليفون، فإن اقتنع وأراد تصحيح ما كتب فالحمد لله، وإن لم يفعل بقيت الكرة في مرماه الى يوم الدين، وهناك المحاكمة العادلة.
براءة ذمة,,.
** وإذن فالظهور ليس هدفاً,.
الظهور ، وكثرة الكلام، والتصريحات، ليست هدفا رئيساً عندي، وعلى المتلقي أن يتحرى لتبرأ ذمته، أو عليه أن يسمع فلا يروي ولا ينقل، وبهذا يستقيم الأمر في المجتمع, أما الفرحة بسماع النقد والركض به الى نهاية المضمار فليس هو سمة المجتمع المسلم أو المجتمع العربي الأصيل، أما نقل الإشاعة وتكبير حجمها فهو داء، ولست ممن ينصرف عن برنامجه لعلاجها.
لي معرفة انتقل الى رحمة الله، وكان كثير الحديث عن أن الخويطر يعيد ميزانية الدولة للدولة، وكان رافعا علم النقد في هذا وأمثاله، وعاد الى المملكة حائزا الشهادة العليا التي نالها، وتوثقت الصلة بيننا، وعرفني جيدا، وعرف ما أعمله وما عملته، فقبّلني يوما وقال: سامحني، فقد ظلمتك، وقصّ علي ما كان يقوله، وهذا الموقف أفضل عندي من ألف كلمة أكتبها لأبرئ نفسي من ملامة من لم يعرف الحقيقة.
إذن ,, وشكر,.
** ثانياً: أو هذه المرة سنطرح بعض الوجهات التي قيلت عنك، مؤملين إذنك وسعة صدرك؟
يسعدني أن أُسأل فأُجيب، فالسؤال يُطرح أمانةً,, والجواب مثله، ولهذا لن تعدم أن أعطيك الإذن، وسعة الصدر، ومعهما الشكر، لأنك تساعدني على تسليط الضوء على ما قد يكون في الظلام.
الطفرة,.
** قيل إنك لم تستفد من فترة الطفرة أو الوفرة في تعزيز وزارة المعارف وكان من ذلك أن ظلت الوزارة في مبناها القديم المتداعي,,؟
سألني الأخ محمد بن فهد الحارثي، رئيس تحرير مجلة الرجل، وأعطيته جوابا بقدر سؤاله، وذكرت بعض الأسباب، ومنها أن المقاولات التي طرحتها الجهات الرسمية، والجهات الأهلية، كانت فوق طاقة شركات البناء، وجاءت شركات من الخارج، واتجهت للمقاولات الكبرى، خاصة تلك التي في حدود مئة المليون أو اكثر، وإذا التفتت الى المشاريع الصغرى، مثل وزارة المعارف ومشاريعها، غالت في الأسعار، فإن لم يُرسّ عليها شيء، فلم تخسر شيئاً، وإن رُسّي عليها، فقد ربحت ربحا لم تحلم به، وقد نزّلنا مشروعات، ولكن الأسعار جاءت خيالية، مع نقص في العروض، وأذكر أن أحد المشاريع طرح خمس مرات، وفي كل مرة يتضح عدم جدية المتقدمين على قلتهم.
مقارنة,.
ومع هذا لو قارنت المشروعات التي أنجزتها وزارة المعارف بتجزئة مقاولاتها، مما أقدر المقاولين السعوديين على القيام بها، لم تجدها أقل في المدى الطويل من غيرها من الوزارات والجهات الحكومية، إلا تلك التي طبيعتها التميز والسعة، ولكن لا أحد يتحدث على أساس إحصاء، وإنما على طريقة: لقط اللحمة من رأس القدر !
لا ,, للإنشاء
سؤالك امتاز عن سؤال الأخ محمد بن فهد الحارثي بأنه أعطى مثلا، وهذا ما كنت أطالب به كل ناقد، لأن عبارات الإنشاء العامة لا تظهر الحقيقة، ولا تفيد القارئ، بل لعلها تساهم في إيهامه، ثم في تضليله,, المثل الذي جئتَ به من أوضح الأمثلة عن الطريقة التي كنت انتهجها,, نعم، ظلت الوزارة في مبناها القديم، والذي سميته متداعيا، دون إثبات منك، بل إني في مكتبي بقيت أكثر من عشرين عاما لم أغير المكتب أو أثاث المكتب، أو ستائر المكتب، بل لم أغير أي مكتب في أي وزارة عملت فيها، أو أي أثاث، اللهم إلا مكيف الوحدة الجدارية إذا عطب، ولم يعد تصليحه يجزي.
أسباب,.
والأسباب كثيرة، أحدها: ان المال الذي سوف أصرفه على تزيين المكتب أفضل منه أن أزين به أثاث مدرسة، أو مكتب مدير مدرسة، أو أن أثث به مكتبة في إحدى المدارس النائية، أو أجهز به وحدة صحية، أو أصون به مدرسة.
ثم لماذا أزين مكتبي، هل أحتاج الى جذب الناس إليّ، أنا أجاهد لأجد للمراجعين وقتا أقابلهم فيه، لم ينفّرهم مكتبي من المجيء، ولم يكن أحد الأبواب فاسدا لا يسمح بالدخول أو الخروج منه، ولم يشك أحد من أحد الكراسي المعدة للجلوس، ولعلمك فالسجادة التي في مكتبي هدية من معالي الدكتور غازي القصيبي عندما كان وزيرا للصناعة، وكذلك الكنب ، لأنها صناعة وطنية، ووضعتهما لأكمل مفاخرته بهذا الإنجاز، وكان فعلاً إنجازا خارقا في تلك الأيام.
هذا عن السعوديين، أما الأجانب، فلا أظن أن أحدا جاءنا ليرى مكاتبنا، ولكنه جاء لعمل، ولا أشك في أن العاقل منهم يقدر لنا عدم الاسراف، اما غير العاقل فلا يهمنا، والعرب قديما تقول: لا سرف إلا ومعه حق مضاع وقد صدقوا,, كنت أشعر أن ميزانية وزارة المعارف، مهما كبرت، في ضوء التوسع والحاجة، لا تكفي بنودُها لما خصصت له، فكان عليّ أن أختار من الثياب ما يستر، وما يدفئ الجسد، لا ما يسرّ عين الرائي,.
المباني المدرسية
** كذلك المباني المدرسية لم تتوسع أو تتطور,,, وتركتَ الوزارة ونسبة المستأجر أو القديم هي الأغلب,,؟
المباني المدرسية توسعت وتطورت خلافا لما يقال، وهذا قول أمام قول، ولكن الإحصاء هو الحكم، فعليك أن تبحث وتستقصي، وستجد أن وزارة المعارف أفضل من وزارات أخرى لم يكن لها من النتائج ما كان لوزارة المعارف، والفضل لله ثم للمسؤولين في القمة الذين كانوا يولون وزارة المعارف والتعليم العالي عناية خاصة، يساعدونها على التغلب على أمورها المالية وغير المالية.
نماذج
ونماذج المدارس المطورة شاهد عيان، وما عليك إلا أن تدخل واحدة منها، وسترى أن ما يقال غير صحيح, والذين يقولون هذا القول ينسون أنهم بقولهم هذا يتكلمون وكأن الخويطر يعمل في صحراء لا رقيب عليه ولا حسيب، عيون الدولة على العمل عن طريق أجهزة قادرة أن تقوّم وتتابع، ولها تقارير سنوية، الحقائق يجب ان تستقى منها، حتى إذا كان هناك قصور عن الهدف، فهم يَسألون ويُجابون، ويُبرر الأمر، فإن أقنع، وإلا هناك جهات عليا تفصل في الأمر، إن الأمر محكوم باتقان، وإلا لما سارت البلاد هذه الخطوات الحثيثة ووصلت الى ما وصلت إليه، مما يستمطر الفخر والاعتزاز.
المعارف,, الأقل,.
أما المستأجر فله أسبابه، وليست وزارة المعارف هي الوحيدة التي تستأجر، بل إنها أقل الجهات في هذا، لأن المبنيّ أكثر، ولكن يحكم الأمر عوامل، قاهرة، فهناك حي ليس فيه أرض، فإلى أن توجد الأرض يُستأجر مبنى، قرية يكفي فيها في أول مراحل فتح المدرسة مبنى مستأجر، ويعطى غيرها الأولوية، المبالغ التي في الميزانية كبيرة، ولكنه مرتبط عليه، والصرف حسب الإنجاز,, هناك أسباب لا الخويطر ولا غيره يستطيع التغلب عليها، والحق يوجب معرفة المباني المستأجرة في الجهات الحكومية الاخرى، بل وفي الشركات.
فائض,.
** قيل إنك ترد الفائض في ميزانية الوزارة إلى وزارة المالية مع احتياج مشروعات الوزارة إليها؟
أرد الفائض لوزارة المالية هذه دعوى باطلة من أساسها، فالمالية لا تعطي مبالغ، بل ترصدها عندها وتعطي حسب الإنجاز، فما دام أنه لا عطاء فلا رد، الذين يقولون ان المعارف ردت الفائض والمشاريع تحتاجها، عليهم إثبات هذه الجملة الإنشائية.
الحسن,, القبيح
** أيضا : ليس للوزارة مطابع خاصة مع أنها أحق من جهات أقلّ منها، ورغم أن طباعة المقررات المدرسية تكلف الكثير,,!
ليس للوزارة مطابع: حتى الحسن يبديه المنتقد قبيحا، لو أنشأت الوزارة مطابع لاحتاجت الى جيش من الموظفين، فنيين وغير فنيين، في ضوء ما سوف تطبعه من كتب الوزارة، وسوف تكون المطبعة حكومية، موظفوها مثل غيرهم مسؤوليتهم غير محددة، وهذه كتب يجب أن تكون في أيدي الطلاب في وقت محدد، ولن تكون القيمة أقل من طبعها في مطابع تجارية، بل سوف تكون مضاعفة، هذا جانب، والجانب الآخر أن هذه المطابع بعد سنوات قليلة سوف تكون قديمة، ولن تطور لأن الثمن سوف يكون عاليا، والتدريب طويلا.
والمنافسة التي تسببت فيها المعارف ورئاسة تعليم البنات أوجدت ازدهاراً في بلادنا، وقامت مطابع حديثة، يباهى بها، استفاد منها الخاص والعام، وهذه مساهمة من الدولة في دفع مرفق من المرافق المهمة للفكر، ولم تَسِر على نهج بعض الدول الاشتراكية التي تنافس القطاع الخاص في كل ما يُشم فيه رائحة ازدهار أو مردود مال,, والدليل على أن هذا هو الاتجاه الصحيح إقدام الدولة على التوسع في مجال نقل كثير من الأمور التي تقوم بها الدولة الى القطاع الخاص، لأنه أصبح أهلا للمسؤولية، فآن الأوان أن يتحمل عبء الواجب الوطني، ويحصل على دَرِّه وفائدته، وبهذا ترى ان ما عملته وزارة المعارف أمر محمود يجب أن يشاد بها لا أن تملأ صفحة بَدرِه بالكلف.
الوكيل,, غير الأصيل,.
** قيل أو بالأصح قال: غازي القصيبي في كتابه (حياة في الإدارة) إن الوزير الذي يأخذ إجازة، ويود أن يعود دون أن تتخذ أي قرارات في غيابه يطلب تنويب معاليكم.
أبا محمد ,, هل هذا صحيح؟
فيما قاله الدكتور غازي، عن نيابتي عن بعض الإخوان الوزراء عندما يقومون بإجازة، صِحَّة، فالإنابة لها أصول، والوكيل غير الأصيل، والوكالة أمانة، وليس من حق الوزير أن يصدر قرارات تخالف نهج الوزير الأصيل, والدكتور غازي نفسه يروي، صدقا، أو تجنيا، أن أحد الوزراء ناب عن آخر، فعدّل قرار الصلاحيات في الوزارة، فهذا إن صح، لا يحدث مني,.
صوت ,, وصورة
** حوّل عملك (الكبير) أي بني إلى منتج مرئي ,, هل فقد شيئا من قيمته,,؟ أم هل أضاف إليه الإنتاج الفني التلفزيوني أبعاداً جديدة؟
زمن المجد كان مسلسلا عكس الروح التي أردت أن تلبس قارئ أي بني ، وقد أتاحت الرؤية إتقان الصورة في بعض الأحيان أكثر مما هي في كتاب أي بني ، واختيار الممثلين، والمحيط أضاف للصورة بعداً زاد في الوصول الى الهدف من المقارنة بين الماضي والحاضر، ولا يزال في الكتاب مجالات للإيحاء بما يثري العمل الفني في نظري، وقد يجد ما في إطلالة على التراث طريقه في يوم من الأيام الى عمل فني عربي لأن إطلالة على التراث لا تقتصر على جيل، أو منطقة.
الوقت
** كيف تجد الوقت لكل ما تقوم به على مستوى أعمال الدولة ولقاء الناس والكتابة، والتقويم للكتب، ونقدها والرد على الرسائل، وكثير مما يدور في أفلاكها؟
الوقت في يد الانسان، يرتبه كما يشاء ولعل للتجربة، في ضوء السن، دخلاً، في وضع برنامج موصل الى الاستفادة، استفادة تامة من الوقت، ما دام عليّ واجب لعملي الرسمي فهو المقدم، أنجزه في المكتب، أو أكمله في البيت، وما زاد عن هذا فهو ترويح عن التعب، سواء كان ذلك بكتابة كتاب، أو مقال، أو مقدمة كتاب، أو إجابة على أسئلة، وكذلك لقاء الناس فيه من المتعة ما يغطي على كثير من المتع، لأن فيه احتكاكا للأفكار، وقدحها يأتي بالفائدة التي لم تكن متوقعة، أو بما هو أوفى مما هو متوقع، وقد اكتشف هذا الخليفة عبدالملك بن مروان، عندما عدّدوا أمامه المتع، وقال لمحدثه: أين أنت من محادثة الرجال؟ محادثة الرجال، أياً كانت عقولهم، وأياً كان اختصاصهم، وأياً كانت منزلتهم في المجتمع، لا تخلو من فائدة صغيرة أو كبيرة، وفي مفاجآتها ما يدهش, لهذا أسمّي كل ما خرج عن حيز العمل الرسمي ترويحا، بل إن في بعض جوانب العمل الرسمي ترويحا، خاصة في عمل اللجان، فإن لم تستفد معلومات وأفكارا، استفدت أسلوبا ونهجا، وإن لم يكن لا هذا ولا ذاك، استفدت معرفة ببواطن أنفس من يتحدثون أمامك.
أقاربي
** يقال إنه لم يستفد منك أحد من أقاربك أو معارفك حين يصل الأمر إلى وساطة خاصة بهم,, ما هي رؤيتك المختلفة في زمن الوساطات ؟
أقاربي أو غير أقاربي أفيدهم بوساطتي اذا كان لهم حق لم يستطيعوا الوصول الى الوسيلة التي تعطيهم حقهم، حينئذ أجد أن من واجبي تجاههم وتجاه المتوَّسط اليه أن أقوم بالوساطة، وأن أكون جسرا لإعطاء حق، أو دفع ضرر، أو جلب نفع فيه برّ للطرفين.
ولكني أحجم عن الوساطة لقريبي او غير قريبي إذا كانت لغير حق، او تضيع على احد حقا، واعتقد ان تعاليم الدين توجب هذا.
قبل النوم
** هل تجد شيئاً تحاسب عليه نفسك قبل أن تنام؟
لم أنم وأنا راض عن نفسي، أحس أني لم أقم في يومي بما عليّ أن أقوم به، لأن الوقت اقصر من أن يفي بطموحي للإنجاز أيا كان، قراءة أو كتابة، او زيارة، أو تنظيم شيء من الأشياء التي تحتاج إلى تنظيم مثل المكتبة، أو الأوراق المكدسة, وقد اخطىء أثناء النهار فأقلق في نهايته، ولا يريحني إلا النسيان مع مرور الوقت، والنسيان نعمة.
مجاملة
** أبا محمد,, أنت مجامل كثيراً على حساب صحتك ووقتك ,, لماذا؟
ربما اني مجامل ولكن ليس على حساب صحتي، ووقتي، أما صحتي فأحميها باقناع نفسي بأن الناس ليس من واجبي أن أتطلع أن يكون رأيهم مثل رأيي، او تصرفهم مثل تصرفي، وأصبح أحدنا في هذه السن، ينظر إلى الأخطاء، او المخالفات، على أنها حالات تستحق الدراسة، وليس الغضب.
أما اني أجامل على حساب وقتي فقليلا ما يحدث هذا، وإذا حدث هذا فلأن الأمر يستحق، ولكن باللباقة، وحسن التصرف يستطيع الإنسان ألا يجامل على حساب وقته، وإلا أقر بأن شخصيته أضعف من شخصية من اضاع عليه الوقت، وعزة الإنسان اضمن من أن تدعه ينساق لهذا, ومع هذا قد يأتي في الحالتين، الصحة والوقت ما يكون فوق طاقة التحمل، والحياة فيها سهول وحزون، وهذا مأتى قبولها، والا لأصبحت مملة.
اللجنة العامة
** ما هي اللجنة العامة لمجلس الوزراء؟ وما هي أبرز مهامها؟ ومتى تجتمع؟ وكيف تصدر قراراتها؟
اللجنة العامة: لجنة مكونة من عدد من الوزراء، تنظر في المعاملات المرفوعة إلى المجلس، تبدي رأيها فيما استكمل، وتسعى إلى استكمال ما لم يستكمل، وتقارن ما يجب مقارنته، وتوائم بين ما يجب مواءمته، تحيل لمجلس الشورى ما من صلاحيته النظر فيه، وتحيل لهيئة الخبراء ما يحتاج إلى رأي قانوني، أو ما يستوجب دراسته مع جهات حكومية اخرى، او ما استكمل ويحتاج الى صياغة قانونية نهائية.
وقد تقترح اللجنة العامة إعادة معاملة للجهة التي رفعتها، لحاجتها الى اكمال بعض الجوانب، او للتنبيه للجنة قائمة مكونة لمثل الموضوع المرفوع، وقد تعيدها منبهة الى انها تدخل ضمن قرار صدر حديثا، بعد رفع المعاملة.
فإذا تكاملت المعاملة، وتبين الرأي فيها، رفعتها اللجنة العامة الى مجلس الوزراء بما توصلت اليه، هذه لمحة سريعة لعمل اللجنة العامة في مجلس الوزراء.
كتاب
** ما الذي تقرؤه حاليا؟
أركز الآن على عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر، وقد وكل إلي تحقيقه بمناسبة المئوية، وهو يأخذ وقتي كاملا، لأن فيه علما ومتعة، وهو كتاب ثمين، يشد، وكلما قرأته ازددت حرصا على تدبر ما جاء فيه.
خلوة
** متى تخلو الى نفسك؟
أكاد لا أذكر أني خلوت الى نفسي، فأنا في شغل عنها، ولكي يخلو الانسان الى نفسه عليه ان يذهب بعيدا عن الحضارة، ويلغي ذهنه وفكره وعقله، لأنه ما دام يفكر فلن يقدر على التركيز إلا في هموم الساعة، والأفكار المزعجة سريعة الى الاستيلاء على الذهن، لا تجاريها في هذا الافكار المفرحة، خاصة في وقتنا الحاضر، وقد اصبحت هموم العالم بأجمعه تدخل عليك بيتك، ولم يعد فيها ما يفرح.
فضائيات
** هل لديك وقت لسماع الإذاعة ورؤية الفضائيات,,؟ وما الذي يعجبك فيها؟
أكاد لا أسمع إلا الاخبار، سواء في الراديو أو التلفزيون، ولا أنظر في الفضائيات إلا تلك التي تأتي بالبحوث الممتعة عن الحيوان والطير والأسماك والطبيعة، فهذه هي الوحيدة التي أجد أني أنسى نفسي معها، لما تكشفه من عجائب الكون، وأقدّر ما يقوم به الباحثون والمصورون من جهد، وما يتحملونه من مشاق، وما يتحلون به من صبر، لأجل لقطة لا تأخذ ثواني معدودة، يكشفون فيها عن أمر لا يمكن أن يُرى إلا بواسطة الآلات الحديثة، وما يبذل للوصول الى كنهها.
صداقة
** هل ترى أصدقاءك بشكل دوري؟
نعم أحرص أن أرى اصدقائي بشكل دوري، فمن له يوم خاص يجلس فيه، أحاول ألا تفوتني الفرصة في زيارته، وأحرص أيضا على أداء الواجب في المناسبات ما أمكنني ذلك.
حاجة
** متى تقابل ذوي الحاجة؟
ذوو الحاجة في عملي الحالي قليل، واجتمع بالإخوة والأصدقاء والأقرباء والزملاء بعد مغرب يوم الخميس أو الجمعة، وصاحب الحاجة يمكنه أن يأتي في اي من هذين الوقتين، هذا إذا لم يكن العمل رسميا.
منح ومنع,.
** مرة أخرى,, ولغير أقاربك,, الواسطة أو الشفاعة كما يسمونها,, متى تمنعها؟ ومتى تمنحها,,؟
الواسطة تحدثت عنها وباختصار امنحها عندما أشعر ان صاحبها محق في طلبها، وامنعها إذا لم يكن محقا، خاصة إذا كانت تعطيه حقا ليس له، وتحرم صاحب حق، وفي هذه الحالة لا أجامل، وأكون صريحا.
مثالية,.
** من هو الموظف المثالي في نظرك,,؟
الموظف المثالي هو الذي يقوم بواجبه في حدود امكاناته وكأن رئيسه واقف على رأسه.
** والمواطن المثالي؟
المواطن المثالي هو الذي يعطي المربع الذي يقف عليه حقه، يحمي هذا المربع من نفسه، ولو فعل كل إنسان ذلك، لما احتاج الناس الى من يأخذ على يدهم، والمربع معك على الأرض وفي السيارة، في الشارع وفي البيت، في الصحراء وعلى ساحل البحر، في السفينة او في الطيارة، لا تهمل في حق هذا المربع، نظفه ولا توسخه، احمه من التلف، والاعتداء، وتغيير المعالم، حماية هذا المربع ليست صلاحا للوطن فقط بل للعالم.
غضب
** متى تغضب,,؟
أكثر ما اغضب من نفسي، ومن الذين يخطئون عمدا، ومن الذين يستهينون من عقول الآخرين، ومن الذين يحشرون أنفسهم في أمور غيرهم، ومن الذين يعيبون والعيب فيهم، وكما ترى أسباب الغضب كثيرة، ومرات الغضب بمرات حدوث الأسباب.
إجازة
** كم رصيدك من الإجازات؟ وهل ترى إجبار الموظف على أخذ إجازته سنويا بدلا من تركها كما هو شأن القطاع الخاص؟
رصيدي من الإجازات قليل وإجازتي هي راحتي عندما أرى الإنجاز، اما السفر والعودة لأجد العمل متراكما، الخاص والعام، فليست إجازة، وإنما دعوى إجازة.
كما رأيت، أنا لست متحمسا لما يسميه الناس اليوم إجازة، ولهذا لا استطيع ان اجاري من يرون إجبار الموظف على إجازة, وكان النظام القديم يراكمها، ولعله لو يجرى استفتاء للموظفين لتبينت نسبة المؤيدين من المعارضين.
الميمات الثلاث
> متفائل,, أم متشائم,, أم متشائل؟
أنا متفائل، لأني لا اقطع الأمل في أن ما سيأتي سوف يكون على ما يرضي، وهذا ما يتماشى مع أمر ديننا، الذي يجب أن يكون هو معيار تصرفنا، خصوصا لنا نحن الذين بلغنا من العمر عتيا، والدين يدعونا الى التعلق بحبل متين، إذ يقول: لا تقطنوا من رحمة الله.
بكاء
** متى بكيت؟
بكيت كثيرا، وفي مناسبات عديدة أكاد لا أحصيها، بكيت عند ما توفي والدي، وعندما توفيت والدتي، وتخنقني العبرة عندما أقرأ قصة مؤثرة، رغم علمي أنها قصة خيالية، وكذلك عندما أشاهد فيلما متقنا، فيه منظر مؤثر, وآخر مرة دمعت عيني، وشرقت بدمعي، عندما توفي منذ أيام الدكتور عبدالعزيز العلي الزامل، لقربه من قلبي رحمه الله.
لكل زمان,.
> في عين طفل ,, كيف تنظر الى المستقبل العربي؟
لكل زمان رجاله، يتكيفون معه، ويكيفونه، ولا إخالهم إلا متماشين معه، كما ماشينا زماننا، نرضى عنه تارة، ونتمنى أن يكون أفضل أحيانا أخرى.
تقاعد
** هل خططت للتقاعد,, كيف؟ وأين,,؟
أظنني لا أحتاج الى تخطيط، فعند التقاعد سوف يتركني العمل، ويبقى لي ما كان يزاحمه العمل، وما أكثره، وأرجو ان يمتعني الله بالصحة والعافية حينئذ، فأنجز من هواياتي ما لم أتمكن من إنجازه من قبل.
حاسة
** أمنية لم تتحقق؟
لا أذكر أن هناك أمنية لم تتحقق، وأقرب شيء الى ذهني اني لا أتمتع بحاسة الشم، وكنت أتمنى أني اتمتع بها، وإن كنت لا أفقدها، لأني لم أعرفها من قبل.
سعادة
** هل الوزير دائماً سعيد؟
الوزير مثل غيره بشر، يمر به ما يمر بغيره، وقد يكون أسعد من غيره، وقد يكون غيره أسعد منه، وهذا أمر طبيعي يتوقف على طبيعة العمل، وظرفه، وحالة الشخص في اللحظة التي يمكن ان يتعرض فيها لهذا الوصف أو ذاك.
مدير,, أم مدار
** إدارة الوقت من أصعب فنون الإدارة,, كيف تدير وقتك؟
أدير وقتي أحيانا حسبما أريد، وأحيانا يديرني هو، وكثيرا ما يحدث هذا, أرتب وقتي يوميا حسبما اتصور أنه أنجع في إنجاز ما أريد إنجازه، فأنجح حينا وأخفق حينا، والسبب أكون أنا خلف الإخفاق، وأحيانا أرغم عليه، وهكذا الحياة، ولست بدعا فيها.
إعلام
** الظهور الإعلامي,, إيجابي أم سلبي؟ كيف؟
يكون الظهور في وسائل الإعلام إيجابيا اذا كان الظرف يحتمه، والكلمة التي تقال فيه حقيقة، وتصيب كبد الموضوع، دون زيادة او نقص.
ويكون غير إيجابي إذا كان إعلاما للإعلام، أو دون داع، أو زاد عما يستحقه الأمر، او نقص عنه، أو جانب الحقيقة، أو جاء مهزوزا فأوجد بلبلة، أو سريعا فأخطأ الحقيقة، لأن التروي والتقصي ينقصه.
إنترنت
** اين موقعك على الإنترنت ؟ وموقع الإنترنت منك؟
لا موقع لي على الإنترنت، ولا موقع للإنترنت عندي، وانتظر حتى يكون قديما، وقد أجد في الجديد لي موقعا، هذا إذا كانت وسائل الإنترنت قابلة للاختفاء، وجاء ما غطى عليها، وهذا إذا عشت الى ذلك الزمن.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.