Monday 17th January, 2000 G No. 9972جريدة الجزيرة الأثنين 11 ,شوال 1420 العدد 9972



الأدب المثمن
حجته,, أن بها حياءً!!!
أحمد عبدالله الدامغ

قال محدثي: خطب إليّ فلان من الناس ابنتي, فما رددت خطبته حيث استولى على مشاعري بمظهره الذي يوحي بأنه من الذين يبحثون عن ذوات الدين، بل غمرتني الفرحة بطلبه, وقلت في نفسي سيشبهان عند زواجهما المثل القائل: وافق شن طبقة فأظهرت الموافقة وفرشت له بساط القبول, ورفعت عن كاهله في بداية الحديث جميع التكاليف التي تجعل جيوب الشباب خالية خاوية فترة طويلة من الزمن.
وبعد أيام جاء متأبطا ظرفا من الورق مملوءا بأربعين ألف ريال, فأخذت عشرين ألفا وأعدت الباقي إليه ليستعين به على متطلبات الزواج الخاصة به، فأخذه وما أبدى كلمة شكر, قال: فقلت في نفسي لعله أذهله الموقف فنسي شكري.
قال: ثم بعد أيام قليلة تمت مراسيم الزواج الذي اقتصر على حضور عدد قليل من أهله وأهلي في منزلي, وبعد تناول العشاء اصطحب زوجته إلى منزل والده ومنه إلى المطار, وبعد أن أمضى في جدة أقل من أسبوع عاد إلى منزل والده.
قال محدثي: وفي تلك الأثناء تسربت إلي أخبار غير سارة كلها تجمع على أنه يصاب بنوبات من الصرع يفقد بسببها وعيه ويتخلى عن إنسانيته, لكنه يتناول حبوبا مضادة لذلك، وأنه سبق أن تزوج مرتين وطلق الأمر الذي يضفي عليه صفة المزواج,, قال: فقلت في نفسي لعله لم يظفر بمن تجمع بين الجمال والدين وليته أخبرني بذلك في بداية الأمر لتكون البنت على بصيرة من الأمر ولا أفاجأ بأخباره تلك , وما هي إلا أيام قليلة وإذا به يكرر طبعه في ابنتي حيث جاء بها وقد حملها ما يشبه رسالة فحواها: لا تلوميني ولا تلومي نفسك ولومي أهلك الذين لم يسألوا عني وحصل بعض المفاهمة التي تأكد لي من خلالها انه لا يرغب في بقائها زوجة له بحجة أن بها حياء وما علم أن الحياة شعبة من الإيمان، وقال محدثي فطلقها بهذه الحجة!!! قلت له لا تحزن فقد تربت يداه إن كانت هذه حجته، وسيخلف الله على ابنتك من يقدر قيمة الحياء في المرأة,, وإني لواثق أنه إن كان يعرف شيئا من الشعر المتعلق بالطلاق فإنه يردد أبيات الفرزدق التي أظهر فيها ندامته على طلاق زوجته نوار وهي قوله:

ندمت ندامة الكسعي لما
غدت مني مطلقة نوار
وكانت جنتي فخرجت منها
كآدم حين لج به الضرار
وكنت كفاقئ عينيه عمداً
فأصبح ما يضيء له النهار
ولا يوفي بحب نوار عندي
ولا كلفي بها إلا انتحار
ولو رضيت يداي بها وقرت
لكان لها على القدر الخيار
وما فارقتها شبعا ولكن
رأيت الدهر يأخذ ما يعار
ولكأني به يصيح بين جنبات نفسه صائح ينشد قول الشاعر أبي عثمان بن لئون التجيبي:

تثبت بالأمور ولا تبادر
لشيء دونما نظر وفكر
قبيح ان تبادر ثم تخطي
وترجع للتثبت دون عذر

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.