* دمشق بيروت الوكالات
تتوقع الأوساط الدبلوماسية اللبنانية مرحلة صعبة وشائكة على المسار التفاوضي السوري/ الاسرائيلي على اعتبار ان ما حدث في مفاوضات شيبردزتاون لم يتخط حتى الآن حدود خطة سير المفاوضين.
وتوقفت الأوساط عند الورقة الأمريكية غير الرسمية واعتبرتها ملبية لهامش المناورة للمفاوض الاسرائيلي داخلياً مثلما لبت أيضاً حرص الادارة الأمريكية على اكتساب تأييد اللوبي الصهيوني من خلال اظهار ميلها الى الأخذ بأطروحات رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك بالنسبة لترسيم الحدود الاسرائيلية/ السورية للاعتراف بها دولياً ولكن دون اسقاط طلب سوريا بأن حدودها مع اسرائيل هي حدود الرابع من يونيو عام 1967.
وتنبه الأوساط الى ان الورقة الأمريكية غير الرسمية تنطوي على مطبات للمفاوض السوري ولا سيما في النص الذي دعت فيه كل طرف ان يتعهد بالامتناع عن التنظيم أو الاثارة أو التحرض أو المساعدة أو المشاركة في أي عمل أو تهديدات بالعنف ضد الطرف الآخر ومواطنيه وممتلكاته اينما وجدت ويتخذ الاجراءات الفعالة للتأكد من أن مثل هذه الأعمال لا تحدث من أو تدعم من أفراد على أراضيه أو أراض تحت سيطرته.
وتعتبر الأوساط ان المفهوم من هذا النص هو تحميل سوريا مسؤولية دور المقاومة في جنوب لبنان والبقاع الغربي انطلاقاً من أخذ الادارة الأمريكية في الاعتبار دور سوريا في احلال السلم الأهلي في لبنان منذ عام 1990 وحتى الآن.
وتسجل الأوساط الدبلوماسية اللبنانية بارتياح التعديلات السورية على الورقة الأمريكية غير الرسمية والتي خلت من أية اشارة إلى دور سوريا في لبنان الى جانب أن هذه التعديلات جددت تأكيد موقف سوريا من مفهوم تلازم المسارين لعملية السلام ولا سيما التأكيد الذي ينص على أن لبنان سيوقع اتفاق سلام مع اسرائيل عندما توقع سوريا مثل هذا الاتفاق.
واعتبرت الأوساط في هذا الاطار كشف اسرائيل عن مضمون الورقة الأمريكية غير الرسمية وكذلك كشف سوريا عن مضمون التعديلات عليها قد أكد ان الجانبين لا يزالان يواجهان الفجوات العميقة ومن شأن ذلك أن يخدم العملية السلمية ويعزز ثقة شعوب هذه المنطقة بمفاوضيها على اعتبار أن ما بعد المفاوضات سيخدم مصالح أطراف الشرق الأوسط ولا سيما من زاوية انعاش الآمال بالتنمية المرتقبة.