Wednesday 19th January, 2000 G No. 9974جريدة الجزيرة الاربعاء 13 ,شوال 1420 العدد 9974



رموزٌ في عامِ الكلمة,,!
إبراهيم عبدالرحمن التركي

1
,,, إنها تجربة جيل مسكين خدع منذ الصغر بالشعارات السياسية والفكرية البراقة ولم يكتشف انه مخدوع الا وهو يدق أبواب الشيخوخة بقبضات واهنة فعلم أنه قد أضاع أجمل سنيّ عمره هباءً ,.
زكريا تامر
* * *
قصائدنا بلا لونٍ,.
بلا طعمٍ,, بلا صوتِ,.
إذا لم تحمل المصباح من بيتٍ الى بيتِ,.
وإن لم يفهم البسطا معانيها
فأولى ان نذريها
ونخلد نحن للصمتِ,.
محمود درويش
2
* افتحوا النافذة اليمنى
أو اليسرى
أو الوسطى
فلا فرقَ يزيد العَبَقَ القادمَ من خلف الركام,,!
* * *
** أغلقوا ما شئتمُ منها
فلا بوحَ سيرتدُّ إذا
جُنَّ الظلام,,!
* * *
** انظروا,.
وانتظروا,.
فمساءاتُ المسافات
تصدُّ الريحَ
عن سَوق الغمام,,!
* * *
** لا تنادوا
هؤلاءِ الصِّيد
لا قوم,, اذا ما غابت
الأفهامُ عن سُوق الكلام,,!
* * *
** لا تُجاروا لغة الأحلام
في دنيا المنام,,!
* * *
** لن ينالَ الوصل
من باتَ طريداً
ينشد الدِّفءَ
بألحان الهيام,.
* * *
** لا مكان اليوم
للعشق ولا للعاشقين
فالمدى لا يعرفُ
السارين من
غير مقام ,.
* * *
**فتّشوا عن نقطة الضوءِ
وعن لون البداياتِ
وتحليق الختام,,!
* * *
3/1
**يبحث التنظيريون وإن شئتم النظريون عن مفاتيح جديدة تنقلهم من الهامش إلى المتن فقد ملُّوا الظهور في الصورة أو تصدُّر المجالس أو إدارة الأمسيات والندوات حتى إذا عادوا إلى الواقع فوجئوا بالمعادل المعياري لوجودهم متدنياً في حسابات الرقم وجداول النتائج .
** خذوا الأندية الثقافية حالةً صريحة لهذه المشكلة فهي تحاول خلق هالةٍ لدورها وتسخِّر أو تُسخَّر لها وسائط متعددة ويقوم على شؤونها أناسٌ مخلصون بلا ريب لم يُلههم الاستثمار المادي وباتوا يسعون لمحاولة إيجاد سوق للاستثمارات الفكرية غير انهم كمن يصرخ في وادٍ يسمع صدى نفسه ويرتد صوته وبصره حسيراً منكسرا,,!
** استعرضوا إقبال المنتدين وتأثير الأندية ثم تساءلوا عن الاسماء نفسها والوجوه ذاتها تكرّر حضورها وتكرُّ في مرافعاتها ثم تفرُّ ساعة اللقاء فلا فارس ولا ميدان .
** واذا اردتم تداخلا اقوى فاحذفوا من قوائم الأندية المستوجهين والمجاملين والمساكين وسوف تقفون في مواجهة آحادٍ سلبية او أصفارٍ محايدة.
3/2
** حاولوا دراسة الجدوى واحسبوا العائد مقارناً بالتكلفة وربما عدتم الى كل جداول اللوغاريثمات واثباتات الرياضيين والمحاسبين والقانونيين لتروها خلواً من مؤشرات تدعو الى مضاعفة الجهد او تكثيف الوجود .
** واذا ظلت أصواتٌ تطالب - بكل الصدق - بتغيير مسار الاندية وتفعيل مداراتها وإداراتها - كما حدث في أمسية المكاشفة الرياضية الاخيرة التي نقلتها الجزيرة بمعظم عناصرها -فإن الغياب او الصمت او عدم المبالاة كفيلة بطلب قراءة المؤدى مرة ومرتين وعشراً!.
** والاستفهام الأهم هنا هو: أيَّ مطالبة يتبنّى شبابنا المثقف وأيَّ ادوار يفتشون عنها؟ وماهي مبررات السكوت المتكلم او الاختفاء الظاهر إلا ان يكون يأسا من ناتج التغيير قد يسبقه شكٌّ في حدوث التغيير اصلا وفصلا.
** هنا لا اجابة مما يدعو الى الرجوع الى نقطة البداية فالاستفهامات تدور والمشكلة تتصل.
** وإذن فالحكاية ليس رئيس نادٍ أدبيٍّ متقادماً وليست احتفاءً برياضةٍ قدمية ، ولو مُنح الثقافيون ما يعطاه الرياضيون والعكس فسوف تظل المدرجات الكروية - رغم أنوفنا - ممتلئة، وقاعات المحاضرات خالية وسيبقى سعر اللاعب باهظاً وثمن الكلمة بخساً، ولن يعدم اولئك مشترين ليغني هؤلاء على قيسهم وليلاهم .
* * *
4
** في بعض الاحايين تعقد منتديات تحت المظلة الثقافية يحضرها جمهورٌ غفيرٌ من المنتدين وتفتش عن السبب فتصدم بأن العملية كلها طرح لا يمكن الانطلاق منها للحديث عن جمع جيد او مستقبل واعد للكلمة او المتكلمين.
** أما السبب فهو يعود الى عوامل قد يكون منها مباشرة الموضوع وتناوله قضايا بسيطة ، او استدرار عواطف الجموع بالعزف على أوتارٍ تحرك شجونهم، وربما كان ذلك لشخصية المحاضر واحساس الجمهور بموقف معين قدّروه له، او تسويقه عبر وسائل الاعلام من خلال الشِّلة ,, او ما شئتم في فلك هذه المبررات التي لا تدعو لكثير من التفاؤل، بل انها قد تكرّس احساس العزلة لدى المثقف الحقيقي المنطلق من العمق المتكىء على القاعدة الباحث عن الضوء وسط العتمة وهنا تتجاور المشكلة مع المشكلات ويصبح مجال البحث متاهة يقود الفراغ فيها الى فراغات.
* * *
5
** تمثِّل الأندية الثقافية وجهاً واحداً من أوجه القضية، وسواها بارز - دون ريب - في المطبوعات الثقافية التي قد تجيء على شكل صفحة مفردة او ملحق مثنى ومثلث ومربع او مجلة او برنامج او كتاب او مكتبة او ما هام في افلاكها.
** في كل هذه ستجدون المساحة الأقل والساحة الأضأل والأثر المتلاشي، فهي مجرد كلام، مضروب في كلام ومنتهٍ بكلام واربابها اناس يبحثون عن مقاعد لهم في الظل بعد ان ضنّت عليهم إمكاناتهم او مكانتهم داخل مجتمعاتهم بأماكن تحت الشمس .
** هاتوا مؤلفاً او كاتباً او محرراً ثقافياً او معدّاً او امثالهم عاشوا من ريع عطائهم الفكري,, وفي مقابلهم أنصاف وأرباع يوزعون بالآلاف ويحصدون - من طبعاتهم المتكررة - أضعاف الأضعاف!.
** زوروا المكتبات او خذوا احصاءات دور النشر واحمدوا الله الذي لا يحمد سواه على مثله ان لا زال لدينا من المحيط الى المحيط من لم يضع القلم او يسقط المضمون.
** جربوا التحاور مع أولئك وهؤلاء لتقدروا كمَّ الإحباط الواصل بين القامات الممتدة والمرتدة ولعلكم بعده غير محتاجين الى مزيد من التحليل والتفسير.
** واذا تشعبت أوجه المشكلة فان مجرد التفكير بمشروعات قرائية ستبدو جزءاً من التنظير المهيمن على العقل العربي الذي يعرف ان الطريق الى الغد لا يحتاج الى نظريات او اصوات، وحين تمطر السماء فإنها تُتيح لنا الغرس وليس دلق الحبر على الطرس .
***
6
** ثمة ظاهرة أخرى تكرس هذا المفهوم الخللي في تركيبة المثقف العربي حين يجد التنظيريون او الكلاميون أنفسهم في المواجهة,, فهم من يحاضر وهم من يقابِل ويقابَل وهم من يُدعى وهم من يكتب وهم من يكرم ويقدم وتمتلىء بدُورهم الجوائز والحوافز.
** جاءت جائزة نوبل بفرع أدبي واحد في مقابل عدة من فروع علمية، وجئنا في عالمنا العربي بجوائز ادبية متعددة بعضها لصاحب رواية او مبدع قصيدة او مؤلف كتاب ، وتوارى لدينا العطاء العلمي/ التقني فدرنا الى الخلف نتمايل عند منح الجوائز على موسيقى قصيدة تعيدنا الى اسواق العرب وأعطه يا غلام وأجمل بيت وأحسن شاعر,.
** ليس في هذا انتقاص من شأن الادباء، ولكن التساؤل هو اين العلماء ؟ وربما مثلت جائزة الملك فيصل رؤية اخرى حيث لم يفز بجائزتيها للعلوم والطب - على مدى سنواتها - سوى نفر لا يتجاوز اصابع اليد من علمائنا العرب فهلا سألتم أنفسكم لماذا والى متى؟
***
7
** الصراع الحضاري اليوم هو صراع الاقوياء القادرين على التقدم الى ميادين العلم التطبيقي باكتشافات واختراعات تحيل السفح إلى قمة، والقمة إلى قيادة، والقيادة الى تصدر هادىء لا يحتاج الى اعلانات ودلالات.
** وسواء شئنا أو رضينا أو لم نشأ ولم نرض فالمحاضرات والمنتديات والصراخ الصوتي لا يمكن له ان ينقل الأمة من خانة المتفرج الى الفاعل، أو من دور الخامل الى العامل، فلنهدأ قليلا ولندع أساتذتنا الكرام مسؤولي الأندية الأدبية على رأس أعمالهم، فليست المشكلة فيهم كما لا يأتي الحلُّ في تواريهم.
***
** لما مضى صلة قد تأتي,,!

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.