Wednesday 19th January, 2000 G No. 9974جريدة الجزيرة الاربعاء 13 ,شوال 1420 العدد 9974



نعم,, إعدام الجاني في مصلحة المجتمع
هدى عبدالمحسن المهوس

تطالعنا بين الحين والآخر دعوات ومطالبات البعض بإلغاء عقوبة الإعدام، ولقد استجابت بعض الدول وألغتها فعلا من قانون العقوبات، وكانت آخر الدول التي نهجت هذا النهج الولايات المتحدة الامريكية، فالمحكمة الاتحادية العليا في الولايات المتحدة الامريكية المؤلفة تقريباً من تسعة قضاة قررت إلغاء عقوبة الإعدام واستبدالها بالسجن المؤبد مع أو بدون الأشغال الشاقة وفقا لطبيعة الجرم، لكن هذا القرار لم يوضع موضع التنفيذ بانتظار موافقة رئيس الجمهورية عليه, فبعض الامريكيين البيض يؤيدون ابقاء عقوبة الإعدام والبعض الآخر من الامريكيين الملونين يؤيدون إلغاء العقوبة واستبدالها بالسجن المؤبد، وذلك لوجود عدد كبير من الملونين المحكوم عليهم بالإعدام نظرا لارتفاع نسبة القتل بين الملونين,, ويتضح لي ان كل فئة تؤيد الإبقاء او تعارض بناء على مصالحها الخاصة دون النظر الى مصلحة المجتمع، فمن كثرت فيهم احكام الاعدام، يطالبون بإلغائها ومن يتضررون من الجرائم التي تقع لهم يطالبون بالابقاء عليها، لكن المعروف ان هيئة صهيونية وراء كل هذا النشاط,, ففي المؤتمر الدولي الخامس لمكافحة الجريمة ومعاملة المدنيين، المنعقد في نطاق الامم المتحدة تقدمت مجموعة هيئات صهيونية ومنظمات ذات صبغة دولية بنداء يطالب الحكومات بإلغاء عقوبة الاعدام ويطلب من الجمعية العامة للامم المتحدة اصدار إعلان يحث على إلغاء هذه العقوبة على مستوى العالم ويناشد كافة المنظمات غير الحكومية المهتمة بحقوق الانسان عمل ما يمكن قوميا ودوليا بإلغاء عقوبة الاعدام، واستطاعت الهيئات الصهيونية ان تغرر موقفها ببعض المنظمات والهيئات الاخرى فأنضمت اليها ست وعشرون هيئة ومنظمة.
وانا لا أعيب على هذه المنظمات الصهيونية والشيوعية المشبوهة هذا الموقف لأن هذا اقل ما يمكنها عمله لتخريب العقائد والقضاء على مبادىء الاديان، ولكننا نعيب على المنظمات والهيئات العربية والاسلامية التي وقعت على هذا النداء، إذ كان الواجب الديني يحتم عليها بيان مدى مخالفة هذه الدعوة لجميع الأديان وفي مقدمتها الدين الاسلامي الحنيف، ونسأل رؤساء الهيئات والمنظمات الاسلامية الذين وقعوا على هذا النداء,, هل اذا قتل شخص ما احد ابنائكم او من ذوي قرابتكم تقبلون ألا يقتص من القاتل؟ ام ان الذي ترضونه لانفسكم شيء وما ترضونه للناس شيء آخر؟.
إنني اهيب بجميع المنظمات والهيئات العربية والاسلامية التي وقعت هذا النداء ان تسحب تواقيعها وتعود الى ديننا الحنيف وبيئتنا الاسلامية وتنادي بتطبيق ما يأمر به دين الله، لان توقيعهم على هذا النداء يضعهم امام مسئولية كبرى,, وعلى اولي الأمر في البلاد الاسلامية التي تنتمي إليها هذه المنظمات مساءلة مسئوليها عن ذلك لأن الذين يطالبون بإلغاء عقوبة الإعدام يستندون على اسانيد وحجج واهية، كأن يقولوا مثلا ان هذه العقوبة اصبحت لا تتناسب مع التقدم الحضاري، ومن الناحية الإنسانية يجب ألا نقابل جريمة قتل بعقوبة قتل أخرى,, ويعتقد هؤلاء ان توقيع العقوبات على الجاني لا يمنع غيره من ارتكاب جريمته، مع ان العقوبة في الشريعة الاسلامية لا يقصد بها العقاب فحسب، بل الزجر والتخويف من ارتكاب الجريمة، وشدة العقوبة تجعل الجاني يفكر مرات ومرات قبل ارتكاب جريمته خوفا من العقوبة الرادعة التي تنتظره، وعقوبة الإعدام لا ترقى اليها اي عقوبة اخرى سواء كان ذلك في مجتمع فقير او غني لأن شدة العقوبة تردع الجاني مهما كان مركزه الاجتماعي، ولا يمكن اعتبار السجن كافياً كعقوبة رادعة لجريمة قتل في المجتمعات الغنية كما يدعي البعض.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.