Wednesday 19th January, 2000 G No. 9974جريدة الجزيرة الاربعاء 13 ,شوال 1420 العدد 9974



رأي الجزيرة
هل ننتبه؟!

يبدو ان اسرائيل قد جددت نيّتها المبيّتة منذ اكثر من نصف قرن للهيمنة بقوة السلاح والدعم الصهيوني العالمي على منطقة الشرق الأوسط وتكون بذلك الدولة الوحيدة الأقوى والمحورية لحركة الحياة السياسية والاقتصادية والتجارية في المنطقة.
وليس هذا الذي نقوله استنتاجاً وهمياً مصدره هواجس بلا اساس، وإنما هو نتيجة منطقية لتصرفات اسرائيل التي لم تتغير منذ ان قامت على ارض فلسطين المغتصبة والى هذا اليوم الذي تتعرض فيه عملية السلام بينها وبين الدول العربية ومنذ انطلاقتها من مؤتمر مدريد عام 1991م، للعراقيل التي يتفنن في ابتكارها خبراء المساومات السياسية لإرغام الدول العربية في النهاية على القبول بالهزيمة السياسية في مفاوضات السلام مثلما سلّموا من قبل بالهزائم العسكرية في ثلاث من اربع حروب!
أمس الاربعاء كان الموعد المحدد لاستئناف اسرائيل لمفاوضاتها مع سوريا في جولة ثالثة من اجل السلام!
ولكن الجولة لم تعقد لأن اسرائيل أصرّت على رفض المطلب السوري العادل والذي يشكل بالنسبة لسوريا نقطة البداية لابرام سلام عادل مع اسرائيل، وهو المطلب الانسحاب الاسرائيلي من كامل هضبة الجولان المحتلة.
وامتنع السوريون عن العودة الى تيروز تاون للدخول في جولة مفاوضات لا تقدم ولا تؤخر.
ومساء أول أمس خرج الرئيس الفلسطيني من لقاء مفاجىء وسرّي بينه وبين رئيس وزراء اسرائيل عقد بوسط اسرائيل ، خرج بمطلب اسرائيلي يهدف لتأجيل النظر في توقيع الاطار العام لاستحقاقات المرحلة الثالثة مدة شهرين، الأمر الذي يعني ان اسرائيل تنصلت من موعد 13/ فبراير القادم المحدد لبحث وتوقيع هذا الاطار.
واليوم يلتقي الرئيس عرفات بالرئيس المصري مبارك حين يتوقف الاول في القاهرة وهو في طريقه الى العاصمة الامريكية للاجتماع مع الرئيس كلينتون صباح غدٍ الخميس.
ويبحث الرئيس عرفات مع مبارك وكلينتون ازمة المفاوضات مع اسرائيل من اجل السلام العادل أيضاً.
وهكذا تجعل اسرائيل عملية السلام تدور حول نفسها تارة، وفي حلقة مفرغة تارة اخرى!
وتزداد بذلك قناعة العرب حكاماً وشعوباً بأن اسرائيل لا تريد سلاماً حقيقياً يقوم في الشرق الاوسط وهو منطقة ذات قيمة استراتيجية بالنسبة لأمن وسلام ومصالح مختلف دول العالم ، وانما تريد من العرب بهزيمة سياسية تخطط لها بدهاء وخبث، وصولاً الى استسلام لما تريد سلماً او حرباً وبدليل ان اسرائيل تسعى الى شراء 110 طائرات حربية من اكثر الطائرات الحربية تطورا في العالم وهي طائرات اف 16 واف 15 الامريكية الصنع.
وسوف يتم تسليم آخر طائرة من هذه الصفقة التي بلغت قيمتها اكثر من اربعة آلاف مليون دولار في العام 2003م!!
ومعنى هذا انه في الوقت الذي يلهث فيه العرب جميعاً وراء السلام كخيار استراتيجي، فإن اسرائيل تسعى سعياً حثيثاً للحرب باقتناء المزيد من الاسلحة المتطورة لاستخدامها في الوقت الذي تريد فيه ان تكون مفاوضات السلام الحالية قد أدت مهمّتها في خطة الحرب المبيّتة وهي المهمة كسب الوقت لاسرائيل، وإضاعته على العرب.
فهل ننتبه؟!
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.