Friday 21st January, 2000 G No. 9976جريدة الجزيرة الجمعة 15 ,شوال 1420 العدد 9976



كبسولات
بين الخليج والبرازيل
عبدالله العتيبي

هناك من يرى ان مستوى بعض فرق اندية الخليج في بطولة مجلس التعاون التي انطلقت الاربعاء في ضيافة نادي القادسية الكويتي,, افضل من مستوى بعض الفرق التي شاركت في بطولة اندية العالم الاولى التي اقيمت في ضيافة نادي كورينثيانز البرازيلي مؤخرا وفاز بلقبها بعد صعوبات بالغة انتهت الى الاحتكام الى ركلات الترجيح!
ومن حقنا ان لا يوافق بعضنا اولئك في رأيهم، وفي مقدمتنا من يظن ان المساس بمستوى تلك المناسبة العالمية هو مساس بأكثر من ذلك,, ولكن علينا ان نعترف ان ذلك الرأي لدى من يراه قد يكون صحيحا، وأن تفسيراتهم فيها شيء من المنطق خاصة وهم يبرهنون على ضعفها بعدم تحقق توقعات كبار النقاد عبر العالم والتي هيمنت على تفاصيل المقدمات المبكرة للبطولة!,, فلا البطل الاسباني شوهد بطلا! ولا البطل الاوروبي الانجليزي شوهد في حليته الفنية المبهرة!, ولا حتى من تأهل الى دور تحديد المراكز الاربعة الاولى في المسابقة قدم ما يشفع له كمستحق للتأهل,, او على الاقل للحصول على تلك المراكز المتقدمة باستثناء البطل المكسيكي (نيكاكسا) الذي استغل ذلك الضعف ليخطف المركز الثالث للتاريخ!!
والقصد من ايراد ما تقدم بالتأكيد ليس الحط من مستوى بطولة اندية العالم الاولى لكرة القدم لصالح بطولة مجلس التعاون للأندية السابعة عشرة, ولكن للفت النظر الى حقيقة وهي ان لتلك البطولة العالمية اطرافا فشلت فشلاً ذريعاً في الظهور بالمستويات الحقيقية لها,, واضر بالبطولة فشل غيرهم في استثمار تراجع مستويات تلك الفرق المرشحة استثمارا ايجابيا,, وبالطبع بالنسبة الينا نحن فإننا نعني الفريقين العربيين (النصر السعودي والرجاء البيضاوي المغربي),, فتلك الفرق المرشحة كانت تمر بفترة غير مستقرة لعدم تعافي واقعها الفني المتزامن مع المناسبة العالمية فهي متراجعة الترتيب في قائمة فرق الدوري المحلي لبلدانها!,, وهذا يعني في نظر اصحاب الرأي اعلاه سببا وجيها لعدم توفر ما يكفي من فرص التألق لتلك البطولة بالشكل الذي هيمن على كافة التوقعات السابقة لها مما خيب الكثير منها كتوقعات دفعت لتسويق البطولة، وخاب بالتالي حسن ظن اصحابها بتلك الفرق, وخيب حتى ظن من توقع تقدم الفريقين البرازيليين اللذين تأهلا الى المباراة النهائية بالفعل ولكن بمستويات قللت من قيمة ما حظيت به من توقعات!,, هي فازت ولكن بعيدا عن نكهة الكرة البرازيلية المتألقة!
لكن بالطبع هناك فارق كبير بين حظوظ مسابقة في عامها الاول, ومسابقة اخرى في ريعان شبابها!,, فالتي في عامها الاول لابد ان يتحمل حاضنوها والمهتمون بأمورها عثرات البداية في مختلف ظروفها وخاصة على صعيد المستوى الفني لمبارياتها وفرقها ولاعبيها,, وفوق ذلك ما يكتنف الكثير من شئونها من اخطاء تقلل من مستواها العام,, على عكس وضع المسابقة في دورتها الثانية او السادسة او العاشرة حين تتقابل الفرق على خلفيات شديدة التأثير في اجوائها,, بل ومن الطبيعي ان تبكر تلك الآثار لتشمل مراحل تمهيدية سابقة بحيث ينسحب تأثيرها مبكرا على مستوى منافسات الاندية في التصفيات القارية باتجاه الدورة الجديدة لهذه البطولة العالمية!
اخيرا,, اذا كنا نمتدح اداء ممثلينا العربيين في بطولة العالم للاندية وهذا حق,, فإننا في نفس الوقت لا نخفي اسفنا على عدم استثمارهما (كما تقدم) للفرص الكبيرة التي اتيحت لهما لتحقيق افضل مما تحقق لضعف ما كانت عليه الفرق الاخرى المشاركة من مستوى في تلك البطولة العالمية,, وهو مستوى لا يقارن بحقائق مستوياتها التي قادتها الى بطولاتها المحلية والقارية، وما بإمكانها ان تكون عليه في اول بطولة عالمية للاندية!!,, وبالطبع فإن الاغلبية العربية وغيرها ترى (لكونها المشاركة الاولى) ان من المتوقع ان يحدث ما حدث حيث احتفظ الفريقان العربيان بالمركزين الاخيرين في مجموعتهما,, ومني مرماهما فقط في ظرف ثلاث مباريات لكل منهما,, بسبعة عشر هدفا (بالتساوي تقريبا)!
ساخنة في شتاء الكويت!!
في بطولة مجلس التعاون لدول الخليج العربية للاندية التي يستضيفها نادي القادسية الكويتي هناك اطراف مؤثرة جدا تشارك في رفع مستوى منافسات البطولة وان كان عدم مشاركة العنصر غير الوطني في هذه البطولة سببا مرشحا للحد من فرص الارتفاع بمستوى مبارياتها,, الا ان احدا لا ينكر مدى اهمية ما بين هذه الفرق من اسباب تنافسية تثري البطولة, وتجعل من احداثها مناسبات لاستقطاب متابعة واسعة,, وفوق هذه الاعتبارات تأتي عوالم اخرى مساندة,, فالقادسية الكويتي المضيف أحد ابرز الاطراف المرشحة، والاتحاد القطري بطل العرب, والهلال السعودي بطل متعدد الانجازات على كافة خرائط المنافسات السعودية والخليجية والعربية والاسيوية، وهو كما هو معروف الفريق العربي الوحيد الفائز بجميع كؤوس البطولات الاسيوية للاندية.
يبقى الامل ان تستثمر العناصر الهلالية (بظروف الفريق الجيدة) هذه المناسبة لتضيف لقبا جديدا للكرة السعودية اضافة الى كونه انجازا جديدا في صالح القائمة الزرقاء!!,, والفوز باللقب هو الاهم,, لان البطولة في النهاية كأس,, والكؤوس هي اهم الارقام المعبرة جدا في تاريخ الاندية والمنتخبات!,, وهي المقياس الحقيقي لفارق ما بين قامات الفرق المتنافسة!

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

فروسية

أفاق اسلامية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

تحقيقات

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.