Sunday 23rd January, 2000 G No. 9978جريدة الجزيرة الأحد 17 ,شوال 1420 العدد 9978



في البدء كان السؤال
لولو بقشان

1
قالت:
حبك مفتوح كالجراح { 1
حبك مسرح مجهول الكواليس،
حبك يتعلم برغبة حقيقية
كيف يجعل نهاراتي دون مظلة
في فم المطر, ,,انت قدر، ,,وشخوص المسرحية المؤجلة
ينتظرون النص الذي ستكتبه جراحي المهداة باسمك.
حبك موصد كالالم، ,,الداخل فيه مفقود،
والخارج منه منبوذ من نفسه.
قل لي متى يعلن الفصل الثاني عن نفسه؟
متى ستعطيني ظلال وجهك، ,,علني اتعرف على ملامحك؟
2
يتعالى صوت فيروز ,,بأغنيات الفراق والمطر،
وهي تعد خطاها في كف السكون الصاخب،
هنا لا صاحب ,,سوى الظلمة والقمر،
هنا لا صوت ,,سوى صوت السؤال المبحوح
الذي نساه في عينيها,, ,,صوته الذي تركه خلفه
يقرع باب الخوف باصرار،
هي نسيت ان توصد على الذكرى الباب،
وهو تذكر دوما ان يترك بقاياه
حيث لا ريح تأخذها، ,,حيث تنمو على وجه الشجر,.
هي شربت كل حبات المطر، ,,هي اخذت بين خفقها
كل الكلام الذي ودت لو انه قاله,.
3
احتمالات هي المدينة ذات المرفأ،
احتمالات هي الشفاه المطبقة
على موكب شوق، ,,من فتح البوابة السوداء؟
من رشق الليل المزدحم باسمه
بكل تلك الرماح العطشى؟ ,,من سيعلن لها بأن السماء
ستمطر لقاء جديدا، ,,وأن المساء سيكتب اسمه بين جفنيتها؟
4
قالت: ,,وحيدة انا
بين خفقي وبن القهوة السوداء، ,,معتمة هي اوراقي
التي كتبتها احتفاء بالغيم،
كنت ابحث عن مدينة احن من مدفأة ,, { 2
الا ان رحلة البحث تلك ,,تركتني بلا هوية،
ضاعت كل المدن القريبة، ,,ولم يبق سوى البرد والحريق.
هل من رفيق ,,سوى همي؟
يا هذا الوجع الموغل في دم الطريق، ,,هل من رفيق؟
5
قال:
انا لا استحق كل هذا السفر،
اردت اختصار مسافات التعب،
اردت ان اكون ,,حيث اخذك الفرح،
كنت اكثر وحدة من الشمس، ,,واكثر صدقا من عيني الصقر،
انا لا اقوى ان يصمت قلبك، ,,ولا اقوى ان تصرخ فيك الهزيمة،
ايتها الذكرى الحميمة، ,,اغفري خوفي على مراكبك ان تحترق،
فالصمت امامك، ,,والموت خلفك،
وهذه هي منمنمات الفصل الثاني ,,الذي كتب نفسه على جبيني.
6
رقد الكلام مطمئنا ,,تحت موسيقى قصيدة
كتبها المهاجر ,,الذي لم يبدأ
زحفه نحو محطة السفر، ,,لا الليل يقوى
ان يخرس هجير الانتظار، ,,ولا الشط يقدر
أن ينفي هدير المد ,,الآتي من خف الظمأ,.
الساعات تلاحق نفسها ,,والمشهد الاول في الفصل الثاني
لم ينته بعد,, ,,هي تركت صوتها
معلقا على ستائر الخشبة، ,,وهو يقف هناك
يمسك بخيوط الصوت، ,,ويحاول ان يربطها
حول عنقه، ,,وكلما اوشكت العقدة ان تتشكل
تحرر صوتها ,,وتسرب ثانية ,,في نسيج الستار,.
وختم المشهد الاول ,,من الفصل الثاني, ب لا فرار,, لا فرار,, .
** المقاطع 1 و 2 للشاعر اودنيس

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.