Monday 24th January, 2000 G No. 9979جريدة الجزيرة الأثنين 18 ,شوال 1420 العدد 9979



بيننا كلمة
الإعلام في قرن العولمة
د , ثريا العريّض

لم يعد الإعلام أي كلام,.
أصبح حالة مشتركة وحيوية ومصيرية من حيث محتواها مثل الهواء يصل الى الجميع,, ومثل الهواء مليء بالملوثات,, ومثل الهواء لا يستغنى عنه.
وأمام إعلام القرن الواحد والعشرين وانفتاح القرية الكونية، وثورة التقنية الجبارة نقف بشيء من الذهول وكثير من الانبهار وافتقار واضح لأسلحة التلقي.
***
ما الذي يطلبه المواطن العادي من الإعلام؟
أن يقدم له المعلومة الصادقة، وأن يتيح له وسيلة للوصول الى الحقائق، وأن يعبر عن صوته وانفعالاته واحتياجاته؟
هل هناك جهاز إعلام يحقق كل هذه الرغبات؟
تختلف درجات الحرية والقيود بين هذا الموقع من العالم وذاك,, وبين هذا النظام السياسي وغيره,, وبين المتقبل الاجتماعي في شرق الارض أو غربها.
ومع هذا فهناك مشترك في العمق يطلبه الجميع,, وهناك مشترك في العمق يرفضه الجميع,, فهل الإعلام الصادق والحر حق من حقوق الانسان؟
وهل يعني ذلك أن يطلق له العنان فيسمح بنشر أي كتاب، وعرض أي فيلم سينمائي وإذاعة أي أغنية بغض النظر عن محتواها السياسي والذوقي؟
حتى في تلك البلاد التي تملك هوامش عريضة من الحرية في النشر والتعبير يظل هناك ما يرفضه قطاع ما من المجتمع,, حين استعرضت وسائل الاعلام فضائح الرئيس كلينتون وممارساته الجنسية بالكثير من التفاصيل وأبدى كثير من المواطنين الأمريكيين بل وغيرهم استهجانهم لإذاعة هذه التفاصيل ونشر تقرير المحقق ستار وإذاعته تلفزيونياً وإذاعياً.
وكم مرة أثناء السفر ضايقني أن يشاهد جاري أو جارتي في الطائرة فيلماً فاضحاً أو أن أجد مثله متوفراً في غرفة الفندق لا يحتاج إلا الى ضغطة إصبع من طفل من أطفالي؟
وكم من الناس لا يستطيعون مشاهدة أخبار العنف الدموي في نشرات الأخبار اليومية؟,, وما هو تأثير مثل هذه التفاصيل مسموعة ومرئية ومكتوبة على الأطفال؟
ومجلات الجنس المنتشرة في حوانيت بيع الكتب وأكشاك الصحف,, ما هو تأثيرها على صغار المراهقين، والمنحرفين والمستنفرين جنسياً,, ألا يعرض توفرها مع تفاصيل الأجساد المغرية والمثيرة أي عابرة سبيل للخطر؟
الإعلام صناعة ناجحة ذات مردود مادي ضخم,, ومردود معنوي مشبوه, الجمهور ربما لا يريد أن يتثقف ولكنه في ساعات الجد يريد أن يعلم, وفي ساعات الضيق بكآبة العلم وأحزان المعرفة يريد أن يهرب منها ويتسلى.
فأين تقف حدود الحرية الإعلامية,, أو تبدأ في الانهيار حدود حماية الفرد لذاته من التفاصيل السلبية في ما يسمح بإذاعته على العموم؟ أسئلة مصيرية نعود إليها في الأيام التالية.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.