Thursday 27th January, 2000 G No. 9982جريدة الجزيرة الخميس 20 ,شوال 1420 العدد 9982



ضياء عزيز ضياء يقتحم العتمة ويشكل الضياء
في لوحاته شفافية في اللون وبعد درامي منسوج بالذكريات
إقامة معرض شامل لأعماله من قبل الجهات المعنية,,مطلب لتكريمه

* كتب - المحرر
الفنان ضياء عزيز ضياء اسم لا يمكن اغفاله او نسيانه او تجاهله في الساحة التشكيلية السعودية فنان رائد في بدايات هذا المشوار ورائد في ابداعه، في اعماله قدرات قل ان نجدها في الآخرين يجمع بين لمسات معاصرة وايحاء اقرب لواقعية عصر النهضة,, يغمس فرشاته في الوان قوس قزح ويبللها بندى الفجر وينثرها في لوحاته كالحلم يبحث الفنان ضياء في اعماله عن بعد درامي,, ويحاكي كل ما يلامس الوجدان بتراجيديا تدفعك للحزن وكأنك جزء من ذلك العمل.
انطلق هذا الفنان منذ الطفولة في رسم كل ما يحيط به فاجاد ولفت انظار من حوله,, وكانت البداية في سن الثامنة عشرة في ثانوية الثغر النموذجية بجدة وكان معرض التربية الفنية فكانت مساهمته الاولى والمعلنة لولادة فنان كبير ومنها وبعدها سافر الفنان ضياء الى بلاد الفن والابداع والتاريخ التشكيلي العظيم الى ايطاليا الا ان هذا الانغماس في ذلك العالم الجميل ومساهماته في كل فعاليات الابداع هناك وتميزه فيها لم يكن ليغير نظرته تجاه محيطه الاول والاهم عالم الحجاز ومكة المكرمة وازقة جدة وحواريها واهلها وناسها ومبانيها واشراقة شمسها ولون شفق غروبها على ذلك النسيج الهام المادي والوجداني ابقى الكثير من الانتماء وابقى الكثير من العلاقة الروحية والجمالية.
واخذ على عاتقه الانطلاق من هذه البيئة شأنه شأن اي مبدع في العالم صادق مع نفسه ولهذا فعليه ان يبدأ من مجتمعه وبيئته فهي القاعدة الهامة في بنائه العالمي.
الفنان ضياء رغم الفترة التي عاشها في اوروبا وتحديداً في ايطاليا ورغم ما شاب هذا التواجد من تأثير على اسلوبه والتصاق بعض تلك المؤثرات على مرحلة من اعماله الا ان مختزله البيئي الشرقي وخصوصاً ما احيط به من المظاهر الحياتية المحلية اعادته الى رشده الفني وطمست تلك الشوائب والمؤثرات.
في لوحات ضياء عزيز ما يشعرك بالرشاقة في الاداء والخفة في ايقاع اللون وشفافيته فتكتشف ان بامكان هذا الفنان ان ينتج عمله في ثوان معدودة وهذا يؤكد الحرفة او الاتقان الحقيق الناتج عن العلاقة الحميمة بين الفنان وادواته ويمكن لنا ايضاً ان نتعرف على ان هذا الفنان لا يبحث عن تسجيل للتراث بقدر ما يعنيه احساسه وتفاعله مع الموقف ومن هنا تنوعت في اعماله المواضيع منها القديم ومنها المعاصر ومنها ما يحكي موقفاً او حكاية.
وكلما كنا اكثر قرباً من اعمال هذا المبدع فاننا نكتشف اهتمامه بالبعد الانساني في كل عمل اكثر منه ابرازا لشكل عام للوحة او ابراز قدرات تقنية وهذا يعني ان الفنان ضياء قد تأثر كثيراً بواقع والده الادبي واحساسه بكل نبض قصصي يخرج من بين أنامل وعقل ذلك الراحل الرائع عزيز ضياء,.
الفنان ضياء عزيز لا يبحث عن التفاصيل الكلاسيكية في اللوحة ويقترب اكثر الى واقعية الاحساس والبحث عن ابعاد ما يمكن ان تعبر عنه تلك العناصر نتعرف على ذلك عن قرب في لوحة المرأة والقواقع او الرجل الضمير او المرأة والفانوس هذه الاسماء جاءت كما أوحت لنا بها اللوحات تعبيرات وايحاءات جمعها عبر الشكل والمضمون وخرج بالمتلقي من محيط المتعة الى اعماق التفاعل والتأثر والاحساس بالوجع ومن ثم مراجعة الذات وايجاد مقارنة.
الغائب الحاضر
رغم موقع هذا الفنان المهم في مسيرة الفن التشكيلي السعودي واعتباره اسماً من الاسماء البارزة والمؤثرة في بدايات ريادته وحتى اليوم اضافة الى وقوفه في مقدمة الصفوف وعلى رأس هرم الابداع مع عدد قليل من امثاله الا انه مقل جداً في تواجده وحضوره المباشر عبر اعماله في المعارض التشكيلية,, وللحق نقول ان مثل هذا الفنان لا يمكن ان نقبل نحن ان يضع هذه الاعمال الرائعة بين الاعمال التي يدفع بها للمعارض في واقعها الحالي فمثل هذا الفنان الاجدر ان يقام له معرض خاص تكريمي لمسيرته وابداعه,, ومن المؤسف ان يقيم مثل هذا الفنان معرضه الاول عام 1968 ويقيم الثاني عام 1972 ثم يتوقف دون ان تلتفت اليه اي جهة ذات علاقة في وقت نحن في امس الحاجة لامثاله لسد ثغرات التراجع في مستوى الاداء ورداءة ما يعرض في اغلب المعارض.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.