Thursday 27th January, 2000 G No. 9982جريدة الجزيرة الخميس 20 ,شوال 1420 العدد 9982



على ضفاف الواقع
لحظات,, مشوهة

(1)
** قالت ,.
لكنني في اللحظة الواحدة,, أفرح وأحزن,, اضحك وابكي,, شيء بسيط يرفعني للسماء وشيء آخر أكثر بساطة يضربني بقوة في الارض، اصبحت ابحث عن لحظة واحدة أعيش فيها شعورا واحدا، ألم يعد في الحياة لحظات جميلة,, نقية,, واضحة؟!! ,.
** لا أقدم المبالغة ان قلت ان اللحظة لدينا اصبحت مشوهة,, تطفح بأشياء عدة متنوعة من الصعب التركيز فيها,, ومن الصعب تحديد ملامحها او تحديد اكثرها,, أهمية!!
أصبحت اللحظة مشوهة ، تفاصيلها الدقيقة السريعة ترهق الرأس ذلك ان اللحظة اصبحت تزخر بأكثر من خبر,, بأكثر من امنية، بأكثر من حلم,, بأكثر من فرح مؤقت، بأكثر من حزن,, بأشياء خفية لا نعلمها وأخرى ظاهرة,, لكننا نتغاضى عنها!!.
تلك اللحظة المشوهة,, يتم مواصلة تشويهها,, بأكثر ما نسمع,, ونقرأ ونشاهد,, وما نعيش تلك اللحظة التي تضاعف تشويهها,, زحمة ما نرغب,, وما نحلم,, وما نريد,, وما نشعر,, وما يحتمل ان يكون ومالا يحتمل ان يكون!!!.
** كيف يمكن للانسان ان يكتشف/ يضبط/ يحتفي بصدقه,, وصفائه وتفاؤله حتى لا يضيع في زحمة,, ان اللحظة تمر مسرعة,, وأن ليس في العمر متسع للوقوف والتأمل والتفكير,, وان العالم,, المسكين/ الجميل باتساع أفقه سيتحول إلى قرية صغيرة!!!
اذن الانسان,, لم يعد فقط يشوه اللحظة,, انه ايضا يختصرها,, إلى الاقل,, يضغطها,, ويموت مبكراً!!!
** لنتأمل ما حولنا,, بصدق,.
لنتأمل اللحظات,, الصافية,, الصادقة التي نعيشها,, في اليوم الواحد,, لنقارنها بتلك اللحظات المشوهة,, ونحسب الأكثر,, ولمن الغلبة!!
(2)
كيف نحصي اللحظة التي نبدع في تشويهها؟!
كيف نعي لحظات التشويه المتعمدة,, وغير المتعمدة؟!!,كيف نحصي اللحظة التي اصبحت تهدر في الهرولة,, والركض من أجل ماديات الحياة,, وجمال الشكل؟!.
وكيف نحافظ على اصالتها وتطورها؟!
كيف لنا أن نقاوم,, ما يفرض علينا فيها على اعتبار ان هذا هو الموجود/ المتوفر فقط؟!!
كيف لنا ان نحمي اللحظة من هجمة تلك الافكار المسموعة/ المقروءة/ المرئية والتي تقول لنا,, ان هذا هو شكل الحياة الآن؟!!.
كيف ندرك/ نعي/ ننتقد محتوى لحظاتنا؟!!
ومتى ندرك أن اللحظة هي العمر الذي نعيش,, فهل يصبح الانسان,, انساناً عندما يعيش العمر مشوهاً؟!!!؟
** تقاسيم,, لـ أحمد مطر:
هكذا,, أقسم يومي,.
ست ساعات لهمّي,.
ست ساعات لغمّي,.
ست ساعات لضيمي,.
ست ساعات,, لهمّي,, ولغمّي,, ولضيمي,.
لحظة واحدة في يومي التالي,.
لكي أبدأ في تقسيم,, يومي,,!!
غادة عبدالله الخضير

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.