Thursday 27th January, 2000 G No. 9982جريدة الجزيرة الخميس 20 ,شوال 1420 العدد 9982



هكذا
رؤية أخرى لحوار الأمير سلطان بن فهد
فهد العتيق

* العتب القديم الذي يتجدد ويوجهه المثقفون دوماً للأندية الأدبية في بلادنا، كان جزءاً من حوار صريح وحضاري بين سمو الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب والادباء والمثقفين الذين حضروا اللقاء الثقافي مع سموه في النادي الادبي بالرياض خلال شهر رمضان المبارك.
كما استمع الرئيس العام لرعاية الشباب للكثير من هموم وتساؤلات الادباء والمثقفين الأخرى بالكثير من الحب والثقة بالنفس، ولهذا وصف رئيس النادي الادبي بالرياض الاستاذ عبدالله بن أدريس هذا اللقاء بالتاريخي، وهو تاريخي بالفعل لأنه أولاً ثم بعد اختيار مدينة الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000م ولأنه ثانياً كان مواجهة صريحة مع رجل يؤمن كثيراً بحرية الرأي ويدرك كثيراً أهمية الأدب والثقافة في حياة الأمم.
فقد كانت إجابات الامير سلطان بن فهد علي انتقادات وتساؤلات الادباء والمثقفين تكشف لك المعدن الاصيل والحقيقي والانساني لهذا الرجل الذي أكد في ذلك اللقاء أن لكل إنسان أراءه وتوجهاته وانتقاداته ولاشك أنني اتفق مع بعضها وأختلف مع البعض الآخر وارجو من الإخوة الكرام أن يقدموا اقتراحاتهم ومكتبي مفتوح للجميع .
فهذه النبرة الواثقة والحرة في لغتة تؤكد أن كل رأي ثقافي سوف يجد من الآن آذاناً صاغيتة لدراسته وتقييمه من قبل اللجان الثقافية التابعة إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمتابعة واهتمام المسئول الأول عن هذا القطاع الهام في بلادنا.
*كما أكد أيضاً الأمير سلطان بن فهد أن للمرأة دوراً عظيماً وهي مربية الأجيال وسوف يكون لها دور جيد في فعاليات الاحتفال بالرياض عاصمة ثقافية، لأن المرأة لها دور أساسي في حياتنا بما يمليه عليه ديننا الحنيف.
*كان في ذلك اللقاء الثقافي العديد من الاقتراحات الجوهرية من الادباء التي وصفها سمو الامير سلطان بالهامة التي سوف تأخذ حقها من الدراسة الوافية، لعل من أهمها المطالبة بإنشاء صندوق مالي خاص لدعم المثقف لكي يتفرغ لكتاباته الأدبية والعلمية، وكذلك المطالبة بتجديد رؤساء واعضاء الأندية الادبية اسوة بما يحدث في الاندية الرياضة، واضاف سموه لهذين الاقتراحين أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب سوف تدعم الدماء الأدبية الشابة في الأندية الادبية، كما انها ستأخذ بعين الاعتبار فكرة إنشاء مسرح عام في مدينة الرياض خصوصاً ان المسرح السعودي يقدم مسرحيات هادفة ومفيدة.
*تضمن اللقاء الثقافي بين الامير سلطان بن فهد والادباء والمثقفين في النادي الادبي بالرياض الكثير من الآراء والمقترحات الجديدة التي اكد سموه أنها سوف تدرس بعناية، وجميعها كانت جوهر هموم الادباء والمثقفين في السنوات العشرين الماضية، حيث كانت التحقيقات الصحفية والحوارات تركز على مُجمل تلك المقترحات التي قُدمت إلى الرئيس العام لرعاية الشباب الذي بدوره وعد بدراستها دراسة جادة ووافية لتحقيقها على ارض الواقع الثقافي والادبي في بلادنا.
ونحن بالطبع سوف ننتظر أن تتحقق من أجل فعالية أكبر لمشروع بلادنا الثقافي والادبي، ننتظر أن نرى نتائج هذا اللقاء الذي جمع بين الرئيس العام لرعاية الشباب مع الادباء والمثقفين وقد أثمر شيئاً واقعياً وملموساً يجدد حركة الادب والثقافة في بلادنا على مدى السنوات القادمة.
*وربما نضيف بمناسبة اختيار مدينة الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000م أن الأندية الادبية في بلادنا وكذلك فروع جمعية الثقافة والفنون بحاجة الى ان تكون أكثر استعداداً لفتح حوار جاد مابين الاديب والمثقف والنادي ومن أجل استمرار امسيات اسبوعية للادب وليس دورية، ومن أجل مكان جيد في كل ناد أدبي يلتقي فيه الادباء والمثقفين يومياً كما يحصل في جميع اندية العالم الادبية، حيث يكون النادي الادبي مكاناً لإلتقاء الكتّاب والادباء وليس مجرد مكان للمناسبات الادبية والثقافية فقط.
ايضاً نأمل من الأندية الادبية أن تتابع الاصدارات الادبية الجديدة في العالم العربي (رواية، قصة، شعر، نقد) وضمها الى مكتبة كل ناد حتى يتسنى لكل أديب ومثقف أن يجد في مكتبة النادي كتباً جديدة تجعله قادراً على التواصل مع جميع الإصدارات العربية الجديدة، وأظن أنه مطلب غير صعب على هذه الأندية إذ بامكانها التعاون مع المؤسسات ودور النشر العربية لكي تقوم الأخيرة بتزويد كل ناد أدبي بآخر الاصدارات في كل مجالات الأدب, وحيث أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تقوم مقام وزارة الثقافة فإننا نقدم اقتراحاً بأن تتبنى معرضاً دولياً للكتاب تحت إشرافها تشترك فيه جميع دور النشر العربية من أجل تواصل عربي ثقافي وأدبي وعلمي على مختلف الاصعدة الثقافية.
*الرياض عاصمة الثقافة العربية عام 2000م، حدث جديد وهام لهذه المدينة العريقة وأظن أننا بحاجة إلى الاحتشاد جميعاً من أجل ثقافة عربية أفضل ومن أجل تواصل عربي ثقافي أجمل وكل عام وعواصم الدول العربية الثقافية بألف خير وألف عافية (ثقافية)!!

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.