Thursday 27th January, 2000 G No. 9982جريدة الجزيرة الخميس 20 ,شوال 1420 العدد 9982



رأي الجزيرة
الشريك الثالث في رعاية عملية السلام بالمنطقة

ما أعلنه أول أمس ميجيل موراتينوس مبعوث الاتحاد الاوروبي الى الشرق الأوسط من ان دول الاتحاد عازمة على النهوض بدور اكبر في عملية السلام في المنطقة، يثبت صحة ما دعا اليه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله قبل أكثر من ثمانية عشر عاما مضت عندما طرح مشروعه التاريخي للسلام العادل والشامل في الشرق الاوسط، وهو المشروع الذي اجازته القمة العربية الثانية عشرة شقها الثاني التي انعقدت في مدينة فاس المغربية عام 1982م واعتبرته مبادرة عربية موحدة للسلام في الشرق الاوسط .
ففي تلك المبادرة التي تتألف من ثماني نقاط رئيسية وثلاثة شروط لتحقيق السلام العادل والشامل أكد خادم الحرمين الشريفين على استراتيجية الدور الاوروبي في عملية السلام ودعا الدول الاوروبية للقيام بهذا الدور السياسي الذي قال انه لا يتعارض مع الدور الأمريكي آنذاك.
كما انه خادم الحرمين الشريفين أيده الله حمَّل بريطانيا مسؤولية خاصة تجاه معاناة الشعب الفلسطيني لانها كانت الدولة المسؤولة عن فلسطين تحت وصايتها الى ما قبل قيام دولة اسرائيل في فلسطين المغتصبة.
وقال : في المبادرة ايضا ان الشعب الفلسطيني رقم اساسي في معادلة السلام في الشرق الاوسط.
وبعد ثمانية عشر عاما من هذا الطرح السياسي العربي لحل قضية الصراع الطويل بين الدول العربية واسرائيل، تتحرك دول الاتحاد الاوروبي الآن لتلعب نفس الدور الاستراتيجي الذي دعاها الملك فهد للقيام به وقد عبر المبعوث الاوروبي موراتينوس في موضع آخر من تصريحاته أول أمس عن أهمية هذا الدور الاوروبي بقوله ان الاتحاد الاوروبي اضاف بعدا جديدا لسياسته في المنطقة,, دورنا الاول يضعنا بوضوح في المجال المالي والاقتصادي,, لكننا لسنا مستعدين فقط لدفع فاتورة تقدم لنا في نهاية المفاوضات,, اوروبا الآن مستعدة للإسهام في عملية السلام بطريقة اكثر فعالية ,, نحن نتحدث عن التوصل الى قرارات سياسية.
الجدير بالذكر ان موراتينوس كان يتحدث بذلك امام البرلمان الاوروبي بعد اسبوع من الدبلوماسية النشطة للاتحاد في الشرق الاوسط.
وبهذه المناسبة,, مناسبة الحديث عن الدور الاستراتيجي المأمول من الاتحاد الاوروبي لتحقيق السلام في الشرق الاوسط، نشير الى اللقاء الذي تم أول أمس بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في مقر رئاسة الاتحاد في العاصمة البلجيكية بروكسل حيث اعرب الرئيس الفلسطيني عن تأييده لجهود الاتحاد الاوروبي من اجل زيادة دوره في المنطقة.
وجاء التأييد الفلسطيني للدور الاوروبي في اعقاب تأييد اسرائيلي اعرب عنه رئيس وزراء اسرائيل الاسبق شيمون بيريز عندما زار مقر الاتحاد الاوروبي يوم الجمعة الماضي.
ويبدو ان التوجه الاوروبي الذي عبر عنه موراتينوس تجاه الشرق الأوسط، ليس مجرد وجهة نظر مبعوث ينقلها الى مَن كلفوا بالمهمة وانما هي وجهة نظر اصحاب الشأن وصناع القرارات في الاتحاد الاوروبي بدليل ان اعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي اشادوا اشادة جماعية بجهود المبعوث موراتينوس كما اشادوا في نفس الوقت بجهود منسق السياسة الاوروبية خافيير سولانا الذي زار بدوره الشرق الاوسط الاسبوع الماضي ايضا وتزامنت زيارته مع زيارة موراتينوس توقيتاً ومهمة وكان مع الاثنين شخصية سياسية مهمة هي شخصية وزير خارجية البرتغال خايمي جاما الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي.
وفي التأكيد على البعد السياسي للدور الاوروبي الجديد قال: المار بروك رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي : جلس الاتحاد الاوروبي في المقعد الخلفي من قبل وركز على دفع الفاتورة وما يحدث حاليا بالغ الاهمية ويتعين علينا التأكد من استمراره بقوة الدفع .
ويعني ان الدور الاوروبي الجديد، هو دور سياسي واستراتيجي، ويمكن ان يرقى الى مستوى الشريك في عملية السلام، وربما الشريك الثالث في رعاية العملية بجانب الولايات المتحدة وروسيا.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.