Friday 28th January, 2000 G No. 9983جريدة الجزيرة الجمعة 21 ,شوال 1420 العدد 9983



أين أدباء المملكة من الدراما السعودية؟

ربما يكون سبب هذه الجفوة بين الأدباء والمثقفين السعوديين من الدراما السعودية ان الثانية (الدراما) لم تعد تحمل في معناها ما يوحي انها دراما سعودية,, وإنما هي دراما مستوردة,, سعودت لهجتها,, ولكن مضمونها بقي ليعالج بعض المشاكل التي لا أرثر لها في مجتمعنا السعودي، هذه حقيقة لا يمكن ان يختلف عليها اثنان بل لن نجاوز الصواب حينما نؤكد ان الدراما السعودية لم تتوفق في مواكبة المشاكل والحالات الاجتماعية والتي اصبحت تغني في واد,, ودرامتنا في واد آخر,, مع مزيد من الأسف,.
هذا النقص الحاد في تركيبة الدراما السعودية تحديداً يعود أولاً وأخيراً إلى أنها مازالت ترتدي قناع الرجل الواحد (المخرج مثلاً) أو الممثل والذي غالباً ما يكون له مجرد خلفية بالسليقة ويعرف كيف ينسج ثوب الدراما المزركش بالخطوط والألوان ولكن حينما تغربل في هذا الثوب عن قيمة فكرية رفيعة تعبر عن رؤيته للمشاهدين قلّما نجد لذلك أثراً وعندما تتم مساءلة هؤلاء المخرجين أو الممثلين الدراميين فإنهم يدافعون عن أعمالهم باستسهال غريب حينما يؤكدون باعتزاز أنهم يقدمون دراما اجتماعية وليسوا مسؤولين عن تأخر وتقدم الدراما السعودية (كأنهم خارج الدائرة الدرامية).
وهنا تعود الكرة إلى ملعبهم مجدداً باعتبار أن هذه الدراما الاجتماعية التي يتحدثون عنها هي في نهاية الأمر تناول الأحداث والمشاكل الاجتماعية والتي تحدث في مناطق مختلفة من المملكة، خاصة وان المملكة العربية السعودية ترتبط بمبادئ دينية عالية واخلاق متميزة، وعادات وتقاليد معروفة,, وهنا تبرز اشكالية الدراما السعودية التي اصبحت شماعة يستفيد منها الدخلاء على مجتمعنا السعودي بتشويه هذه العادات والتقاليد وحتى المشاكل الاجتماعية.
الواقع أننا لا يمكننا المراهنة كثيراً في هذا القرن الجديد على المؤلف الدرامي الواحد في كتابة دراما تتسم بالجودة التي اصبحت سمة اشتراطية لمواكبة الدراما العربية على الأقل ضمن ثوابت الهوية السعودية الحضارية وهو ما يستلزم ضرورة النظر إلى عملية التأليف الدرامي السعودي بعين فاحصة وعميقة تجعل من مهمة الكتابة الدرامية مسؤولية تاريخية قبل ان تكون مهمة تجارية عابرة تنتهي حدودها عند تقديمها للمشاهدة والتسلية ولأن كتّاب الدراما في الوطن الحبيب المؤهلين لكتابة دراما سعودية ناجحة ومختلفة ومغايرة لما نشاهده الآن ممتنعون عن الكتابة أو رافضون الكتابة بحجة انهم لا يجدون التشجيع,, وفي بعض الأوقات ينسبون السبب إلى عدم وجود الممثلين الذين يستطيعون اداء أفكارهم,, أو المخرجين,, وغيرهم,.
بالطبع ربما لا يعلم الكثير من القراء الكرام أن المسؤولين في وزارة الاعلام لا يألون جهداً في البحث عن هؤلاء الأدباء والمثقفين وتوفير المناخ المالي والفني والدرامي لهم,, كذلك الممثلون الناجحون منهم على أتم استعداد للتعاون مع جميع الكتّاب السعوديين في انتاج دراما سعودية تنافس في الميدان الدرامي تنافسا نداً لها, والمخرجون الذين يجوبون المناطق بحثاً عن نص درامي جيد وجديد,, ولكن لا حياة,, لمن تنادي.
لذا,, أيها الممثلون,, والمخرجون,, إذا تعرض أحد الكتّاب أو المثقفين لأعمالكم الدرامية,, فقولوا له: هذا الميدان يا حميدان ربما تدفعه هذه العبارة ليشارككم حماسكم ونشاطكم.
د,محسن الشيخ آل حسان


رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

فروسية

أفاق اسلامية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.