Friday 28th January, 2000 G No. 9983جريدة الجزيرة الجمعة 21 ,شوال 1420 العدد 9983



الشيخ صالح بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي في خطبتي الجمعة الأسبوع الماضي
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تاج عز الأمة وعنوان خيريتها
الأمر والنهي صورة من صور التكافل والتضامن وتحقيق الموالاة
يأتي أهل العلم والصلاح في مقدمة المسؤولين عن هذا الركن العظيم

* كتب / مندوب الرسالة:
ألقى يوم الجمعة الماضية بالمسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد امام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة خطبتي صلاة الجمعة عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتباره سفينة النجاة لهذه الامة,ونظرا لأهمية الخطبتين ومضمونهما والمناسبة التي قيلتا فيها,, وبناء على اتصالات القراء بنشرهما لما تحتويهما من فائدة عظيمة,, فيسر الجزيرة نشر نصهما حتى تعم الفائدة ويحصل النفع الكبير.
لا يستقل أحد بحاجته دون الآخر
الانسان مدني بطبعه لا تستقيم حياة البشر ولا يهنأ عيشهم الا مع بني جنسهم، قد جعل الله بعضهم لبعض سخريا, لا يستقل احد بحاجته دون الآخر,, ومن مظاهر المدنية الانسانية وخصائص الطبيعة البشرية,, المناصحات والمشاورات والارشادات والتوجيهات والاوامر والنواهي,, فهذه كلها من لوازم الوجود البشري والحياة المدنية فالبشر لابد لهم من امر ونهي ودعوة وارشاد ومناصحة وتوجيه,, فمن لم يأمر بالخير والحق او يؤمر به امر بالشر والباطل وانجر اليه ولو اراد الانسان الا يأمر ولا ينهي لا بخير ولابشر ما امكنه ذلك لان هذا من مقتضيات الفطرة الانسانية ومتطلبات الحياة الاجتماعية ونفوس البشر كلها اما لوامة واما مطمئنة واما امارة بالسوء,, وجميع هذه النفوس ان لم تشغل بالحق والخير شغلت بالسوء والباطل, ومن لم يزحف بمبادئه زحف عليه ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض .
وامة الاسلام هي الامة الجامعة لاصول الديانات بدينها، والوارثة لجميع الكتب بكتابها والمهيمنة على جميع الشرائع بشريعتها والخاتمة للرسالات برسالتها.
وجماع دين الاسلام امر ونهي فالامر الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم هو الامر بالمعروف والنهي الذي جاء به هو النهي عن المنكر وجميع الولايات والمسؤوليات في الاسلام انما مقصودها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والمجتمع المسلم يعرف المعروف ويقره، ويرضاه ويحبه، ويلتزم به ويأمر به وينكر المنكر ويأباه، ويجتنبه وينهى عنه.
اخوة الاسلام ومن اجل هذا كان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو العلامة الفارقة لهذه الامة وهو تاج عزها وعنوان خيريتها كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله , هو ثمرة الرسالة وخلافة النبوة واثر الدعوة: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث .
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اصل من اصول الاسلام وركن من اركان الملة وأساس من اسس الشريعة ومظهر من مظاهر حضارة أهل القرآن, به قوام الامر وملاكه، لا يرتفع منار الشريعة بدونه، ولا اعتصام بحبل الله الا على هداه، هو الجهاد الدائم والفريضة المحكمة, وهو الباب الحافظ للشريعة بإذن الله من هجوم البدع، وترهات الانحراف، ورياح الفسوق وتيارات المعاصي, به باذن الله حماية العقيدة وصيانة الفضيلة وحراسة الحرمات.
الأمر والنهي صورة من التكافل والتضامن
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صورة من صور التكافل والتضامن وتحقيق الموالاة: المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ,,من اخص خصائص اهل الايمان الذين اشترى الله منهم انفسهم وأموالهم انهم آمرون بالمعروف ناهون عن المنكر حافظون لحدود الله هو سبب من اعظم اسباب النصر والتمكين : ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز, الذين ان مكناهم في الارض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور .
هذه الشعيرة ضمانة للبيئة الاسلامية من التلوث الفكري والانحدار الاخلاقي، فاذا كانت الامم تهتم بصحة البيئة وسلامة الابدان ونظافة المطاعم والمشارب ونقاء الماء والهواء فان صفاء الفكر واستقامة الخلق اكبر واعظم,والتلوث فيهما اشد وانكى وأي باب اوسع في هذا التلوث من نشر الملوثات الفكرية التي تشكك في الدين وتهز الثوابت وتفسد الاخلاق وتنشر الرذيلة في كتاب او قصة او قصيدة او زاوية او مسلسل او شريط او مجلة او صحيفة.
ايها الاخوة في الله: والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة الدولة الاسلامية بأجهزتها وولاياتها ودواوينها ووزاراتها وهو وظيفة الدعاة والموجهين والمربين واجهزة الاعلام والتعليم كل حسب قدرته حسب صلاحيته من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان وفي رواية : وليس وراء ذلك مثقال حبة من خردل من ايمان .
ويأتي اهل العلم والصلاح في مقدم المسؤولين عن هذا الركن العظيم, اقرأوا ان شئتم: لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم واكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون .
يقول ابن جرير رحمه الله: ما في القرآن اية اشد توبيخا للعلماء من هذه الآية ولا اخوف عليهم منها .
طائفة تمثل خيرية المجتمع
ايها المسلمون : وعلى الرغم من وضوح ما تقدم فان كل مجتمع مهما بلغ من الفضل والاستقامة لابد له من طائفة تتمثل فيها المثل العليا تحفظ للمجتمع وجوده المعنوي المتمثل في صلاح عقيدته وحسن اخلاقه وادب تعامله على حد قوله عز وجل : ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون , انهم طائفة تمثل الخيرية في المجتمع وتحافظ عليها وتحميها, ان في ارواحها من التوهج وفي نفوسها من الحيوية ما يجعل همّ مجتمعها هو همّها الاكبر فيسعد بها المجتمع اذ تحفظ عليه توازنه واستقامته وعناصر استمراره وبقائه ومنهم فئة من المجتمع مسموعة الصوت، واضحة التأثير تملأ الفراغ وتملك من التأثير ما يجعل جادة الحق واضحة وطريق الصواب بارزة ومسالك الخير بينة فتستمر سنة المدافعة بين الحق والباطل, انهم اولو بقية ينهون عن الفساد في الارض,,مشاعل وسرج يصلحون ما افسد الناس، بدين الله قائمون وعلى الحق حراس، يدعون من ضل الى الهدى ويبصرون من العمى ويصبرون على الاذى همهم اثابهم الله واعظم اجورهم اقامة دين الله واعلان كلمته واعزاز اوليائه انهم صمام الامان باذن الله وسبب نجاة الامة من الهلاك.
عباد الله: وان من المعلوم البين ان القيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر تكليف ليس بالهين ووظيفة ليست باليسيرة فهو يصطدم بشهوات الناس ورغباتهم ويقطع بعض اهوائهم وملاذهم ويكبت غرور بعض المتكبرين ويحد من تسلط بعض المتسلطين ففي الناس الجبار الغاشم وفيهم الظالم المتجاوز والمنحرف الذي يكره الاستقامة وفيهم اشباه البهائم عبيد الشهوات بل فيهم من يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف.
ومن ثم تأتي الفئة الطيبة المباركة وكل من يقوم بمثل ما تقوم به من محاربة المنكرات والمدافعة من اجل فشو المعروف فتتلقى من الاذية والعنت والتطاول والاتهامات لانها تسير في مضادة اهل الشهوات والاهواء الذين لا يهتمون الا في اشباع رغباتهم ولا يتجاوز نظرهم مواقع اقدامهم.
ان هذه الطائفة تلقى ما تلقى لانها تسير في ركاب الانبياء وفي دروب المرسلين، تقوِّم المعوج وتنصر المظلوم، وتحارب الأهواء وفي كتاب الله قَرَن محاربة هذه الفئة بالكفر بآيات الله وتكذيب المرسلينإن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم,,
ومن اجل هذا فقد جعل هؤلاء الاخيار من الصبر حصنا حصينا ومن الاحتمال والتحمل خلاًّ امينا, يوطئون انفسهم على تجرع كؤوس المرارة وتجنب حلاوة المداهنات وتحمل اذى الخلق في جنب الله, معتمدين على مولاهم لا يحزنون على من خذلهم ولا يأسفون على من قلاهم قد قطعوا أطماعهم من الخلق ووثقوا بكفالة الإله الحق ومن يتوكل على الله فهو حسبه .
يتحرون الاخلاص والبعد عن الهوى او قصد التشفي او الانتصار للنفس في نزاهة نفسية وصفاء قلبي بعيدا عن الضغائن والاحقاد باسلوب الادب والمحبة والشفقة يخاطبون العقل والغيرة الدينية والحمية والشهامة متسلحين بسلاح العلم والحكمة والعدل والانصاف والرفق والحلم والصبر, يعلمون ان للنفوس اقبالا وادبارا فيتعاهدونها حين اقبالها وانبساطها بالكلمات الطيبات والمهاداة والملاحظات حتى تصل الى القلوب باذن الله متمثلين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم .
المبالغة الخاطئة في مفهوم الحرية
ايها الاخوة المسلمون هؤلاء هم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر غير ان من اعظم مآسي هذا العصر ومن طوامه هذا الغلو المقيت والمبالغة الخاطئة في مفهوم الحرية الشخصية والخصوصية الفردية في مقابل حق الجماعة ودور المجتمع فباسم الحرية الشخصية وباسم خصوصية الافراد هشوا للمنكرات وارتضوها وتشربوها وارتضعوها وعشقوها وغرقوا فيها, ارتضوا الكفر والالحاد وعاشوا في الفسوق والضلال وحاربوا الفضيلة ونشروا الرذيلة كل ذلك باسم الحرية الفردية والحقوق الشخصية حرية العري والعهر والزنا واللواط وحرية في الكفر والالحاد والردة حتى جعلوا ذلك في مناهج الدراسة وبرامج السياحة ووسائل الترفيه وكانت النتيجة التي انتهت اليها غالبيتهم ولا زالوا فيها ينحدرون ان تفككت المجتمعات على نحو مخيف وذابت الاسر بشكل مروع وذهب رونق الحياة ونضارتها وسوف يعصف بكل الجهود الكبيرة التي تبنى بها الحضارات ويقوم عليها بناء الامم.
ومع الاسف فان الغلو في هذه النظرة الفردية انتقل الى كثير من ابناء المسلمين فترى هذا المبتلى لا يقبل النصيحة ولا يحب الناصحين بحجة ان هذا تدخل في الخصوصيات وحجر على الحرية الشخصية بل انه ليزعم ان هذا تحجر وانغلاق ورجعية وتزمت.
ويعلم الله والمؤمنون ان الاسلام قد قام على خلاف ذلك فلقد وازن بين حق الفرد وحق الجماعة والمسؤولية مشتركة فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته, والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض ,, يجسد ذلك ويوضحه هذا المثال العظيم الدقيق الذي ضربه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال: مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في اسفلها وبعضهم في اعلاها فكان الذين في اسفلها يمرون بالماء على الذين في اعلاها فتأذوا به فأخذ أحدهم فأسا فجعل ينقر اسفل السفينة فأتوه فقالوا: مالك؟ قال: تأذيتم بي ولابد لي من ماء فان اخذوا على يديه انجوه وانجوا انفسهم وان تركوه اهلكوه واهلكوا انفسهم اخرجه البخاري في صحيحه.
تجريد الأمة من سلاحها
أيها الاخوة في الله: ويوم يزيف الناس هذا الحق ويلبسونه بالباطل بدعوى التقدم والحرية والخصوصية يكونون بذلك قد جردوا هذه الامة من أقوى أسلحة دعوتها ودعامتها وتضامنها وضمانة الخيرية فيها وابعدوها عن اقوى خصوصية بقائها واستمرارها وبتركه واهماله تسقط الامة من ميزان التقييم والتفضيل حتى تصير الى حضيض الانهيار الاجتماعي مستوجيه اللعن والطرد كما لعن الذين من قبلها لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون, كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون .
وبعد ايها الاخوة المسلمون: فبإقامة هذه الشعيرة يقوم الدين وتحفظ الملة وتعز الامة وتكون كلمة الله هي العليا ودينه هو الظاهر وبذلك تستقيم الموازين وتتضح المفاهيم فيتبين للناس المنكر من المعروف والحق من الباطل والمشروع من الممنوع والمباح من المحرم.
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم,فلولا كان من القرون من قبلكم اولو بقية ينهون عن الفساد في الارض الا قليلا من انجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون .
البلاء أن يعلن أصحاب المنكرات منكراتهم
بعد توقف لحظات للاستغفار والدعاء,, القى فضيلته الخطبة الثانية فقال: ايها المسلمون: فان ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الامة او انحساره أمر خطير ونذر شر مستطير فبضعف الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تزداد المنكرات وتقوى وتنتشر في الناس وتطغى وحال الناس لا يقف عند حد فإما ان يهيمن الخير والمعروف ويضعف المنكر ويستتر، واما ان ينتفش الباطل ويستعلي المنكر والمجتمع الصالح هو الذي يسوده البر ويكون فيه اهل الاستقامة والصلاح ظاهرين والبلاء كل البلاء ان يعلن اصحاب المنكرات منكراتهم ويتظاهر اهل الشر بشرهم والامة التي تظهر فيها المنكرات وتفشو وتعلن تتعرض لهزات عظيمة لا يعلم مداها الا الله.
والمعصية اذا خفيت لا تضر الا صاحبها اما اذا اعلن بها فانها تضر العامة وكل الامة معافى الا المجاهرين ولقد سألت ام المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: انهلك وفينا الصالحون قال نعم اذا كثر الخبث فاذا تهاون الناس مع اهل المعاصي والمنكرات الفكرية والاخلاقية وفشا امرها فلا يزال الخبث ينتشر وتألفه النفوس وتتربى عليه الاجيال وحينئذ يحيق بالقوم امر الله صالحهم وطالحهم فاذا ما غلت الاسعار فانها لا تقتصر على الفاسقين واذا ما اضطرب الامن فانه لا يخص الطالحين واذا استباح العدو الحمى فانه لا يستثنى احد واذا ما استمر اصحاب الاهواء والشهوات في غيهم فعلى المجتمع ان يتحمل المسؤولية تجاه حاضره ومستقبله ودنياه وآخرته لتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطرا او ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم يلعنكم كما لعنهم , وفي الحديث الآخر : ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على ان يغيروا عليه فلا يغيروا الا اصابهم الله بعذاب قبل ان يموتوا ويقول ابن العربي: والسكوت على المنكر تتعجل عقوبته في الدنيا بنقص الاموال والانفس والثمرات وركوب الذل من الظلمة على الخلق , فأي خير يرتجى ممن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضيع وهو بارد القلب اخرس اللسان وهل الخوف والهلكة الا من مثل هذا ونعوذ بالله من موت القلوب والقلب كلما كانت حياته اتم كان غضبه لله ورسوله اقوى وانتصاره لدين الله اكمل قيل لابن مسعود رضي الله عنه: من ميت الاحياء قال الذي لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا.
كلمة حق تقال للهيئة
ايها الاخوة في الله: ومن اراد نجاة نفسه وفوزها وسعادتها في الدنيا والآخرة فليلزم سبيل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر,,وان من تأمل في عالم اليوم وقلب نظره في ارجاء العالم الاسلامي ادرك ما عليه هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين التي جعلت للامر بالمعروف والنهي عن المنكر جهة مسؤولة وجهازا خاصا وهينة تتولى القيام به وترعاه وتباشره وفق انظمة شرعية على نهج الكتاب والسنة مع مراعاة لمتغيرات العصر ومتطلبات الاحوال والناس وهذا من توفيق الله وفضله لهذه البلاد واهلها وقادتها بل هو من اخص خصائصها في رفعها لواء الحكم بما انزل الله كتابا وسنة ودستورا ومنهج حياة ورعايتها للحرمين الشريفين مهوى افئدة المسلمين.
وهي كلمة حق تقال واعمال تذكر وتشكر مع ما يرجى ويؤمل من مزيد الدعم والتأييد فالتيارات كثيرة والمتغيرات متسارعة والمغرضون كثيرون والمتربصون اكثر ورافعو ألوية الفساد لا يألون جهدا في خرق السفينة وسنن الله لا تحابي احدا فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وليس لفرد ولا لمجتمع حصانة ذاتية ومن يضمن السلامة حين يتعرض لتيارات الفتن وموجات التحلل عياذاً بالله واعتصاما به فنسأل الله العلي القدير ان يسبغ على هذه البلاد نعمة الامن والايمان وان يحفظ عليها رخاءها وان يزيدها استقامة على شرعها وان يثبتها عليه كما نسأله سبحانه ان يعم بالخير والتوفيق والصلاح جميع بلاد المسلمين انه خير مسؤول واكرم مأمول.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

فروسية

أفاق اسلامية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.