Friday 28th January, 2000 G No. 9983جريدة الجزيرة الجمعة 21 ,شوال 1420 العدد 9983



رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في مصر لـ الجزيرة
المملكة نشأت بجهود أثمر الله بها الخير المشاهد في أرجاء الجزيرة
لا يطعن في السنة النبوية إلا أهل الكفر والضلال

* حوار:سَلمان العُمري
أوضح فضيلة الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بجمهورية مصر العربية الشيخ محمد صفوت نور الدين أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة صنوان لا يفترقان، وأن من هدم أحدهما هدم الآخر، حيث ان ما جاءت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وأخلاقه وتقريراته تمثل القالب العملي للقرآن.
جاء ذلك في لقاء ل"الجزيرة" مع فضيلته أجاب فيه على العديد من التساؤلات حول أهداف الجماعة التي تسعى من خلالها إلى تصحيح اعتقاد الناس ليكون القرآن الكريم والسنة المحمدية منهاجا لحياتهم.
وأشار الشيخ محمد نورالدين إلى أن المملكة العربية السعودية نشأت بجهود علمية وجهادية لمؤسسيها أثمر الله بها الخير المشاهد في أرجاء الجزيرة العربية.
كما كشف فضيلته النقاب عن أعوان الشيطان ممن يحاربون الإسلام تحت ستار اعتناقه، مؤكدا أن الدعوة الإسلامية تستجيب لها القلوب مع قلة وسائلها وضعف الإنفاق فيها، وأن الأمة المحمدية مكلفة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن لابد أن يكون المغير للمنكر على بصيرة بسبيل الله الذي شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وفيما يلي نص اللقاء,,.
* بصفتكم الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية ,, ما أهداف هذه الجماعة؟ ومامدى تحقيق هذه الأهداف؟ وهل ينحصر نشاط الجمعية في مكان أو فئة معينة من المسلمين؟
تأسست جماعة أنصار السنة المحمدية في سنة 1346ه بجهود مجموعة من العلماء الأجلاء كان على رأسهم الشيخ/ محمد حامد الفقي، الذي قضى أكثر من ثلاثة وثلاثين عاما في ريادة الجماعة، وكان هدفها الأول تصحيح اعتقاد الناس ليعيشوا بهذه العقيدة في حياتهم فيكون القرآن الكريم هو رائدهم ومنهجهم.
فالجماعة تهدف إلى تحقيق الإسلام في واقع الأرض بعودة المسلمين إلى دينهم ودعوة غيرهم بالمقال والمثال، والحمد لله منذ تكونت الجماعة وهي تتعاون مع علماء المسلمين في كافة بقاع الأرض، كلما أتيح لها ذلك ولرجالها في ذلك جهد كبير، حيث تعاونت مع من يكتب في مجلتها من المغرب والمشرق مثل الشيخ تقي الدين الهلالي من المغرب، ومن الصومال نورالدين الصومالي، فضلا عن العلاقات مع المملكة العربية السعودية (علماء وأمراء) فلقد زار الجماعة بمصر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله ، بل زارها الأمير سعود قبل أن يصبح ملكا، وزارها المفتي العام السابق الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله وكانت لاتزال نشراتها ومجلتها تزخر بالعديد من المقالات والأبحاث من علماء المملكة حفظهم الله تعالى ونفع بهم.
* تعالت مؤخرا بعض الأصوات التي تتطاول على سنة النبي صلى الله عليه وسلم في محاولة لإنكارها والقول بعدم حجيتها، بدعوى أن فيها الضعيف والموضوع وأنها تتعارض مع كثير من نصوص القرآن الكريم، وأن الإسلام هو القرآن الكريم فقط دون السنة,, ماذا نقول لهؤلاء؟ وما المخرج من هذه الفتن التي تحيق بالأمة؟
إن القرآن الكريم هو كتاب الله الذي أوحي به إلى نبيه ورسوله محمد بن عبدالله ، صلى الله عليه وسلم فأمره أن يعمل به والله يراقبه وملائكة الله معه، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبلغ القرآن كما نزل نصا، ويعلم الناس الدين بمقاله وأعماله وأخلاقه، ويقرهم على الصواب في أعمالهم ويصحح لهم الخطأ فنقل أصحابه حياته صلى الله عليه وسلم وكتبها من نقلها عنهم من التابعين وأئمة أهل السنة بعدهم في كتب السنة، فكتب السنة إذاً هي أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأخلاقه وتقريراته التي هي القالب العملي للقرآن، ولذا قالت أمنا عائشة رضي الله عنها :(كان خلقه القرآن).
وبهذا نعلم أن القرآن والسنة صنوان لايفترقان من هدم إحداهما هدم الآخر، بل أن القرآن هو الذي حفز همم المسلمين ليطوروا حروف كتابتهم وينقطوها ويشكلوها حتى ييسروا ذلك للأعاجم وحديثي العهد بالإسلام من غير العرب، فصارت في خلال القرن الأول لغة العرب لغة كتابة دقيقة وكان العرب أصحاب حافظة قوية فنقلوا من حافظتهم القوية إلى كتابتهم الموثوقة السنة النبوية بغير انقطاع، وحفز الله سبحانه وتعالى جهابذة من علماء الصحابة فمن بعدهم إلى اليوم ليذودوا عن القرآن والسنة حتى أبقى الله هذا الدين.
*تضطلع المملكة العربية السعودية بدور ريادي في خدمة الإسلام والمسلمين والعمل على نشر الدعوة إلى الله على بصيرة من خلال تمسكها بالكتاب والسنة,, كيف تثمنون ذلك؟ وكيف يمكن تفعيل هذا الدور؟
المملكة العربية السعودية نشأت بجهود علمية وجهادية بتعاون خالص دؤوب بين الشيخ محمد بن عبدالوهاب والإمام محمد بن سعود رحمهما الله ، ثم قام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه بجهود بالغة أثمر الله بها الخير المشاهد في أرجاء الجزيرة العربية، ثم إن الله سبحانه أيد قادة المملكة العربية السعودية حفظهم الله تعالى على مر السنوات منذ نشأتها إلى اليوم وهي ترعى الدعوة إلى الله سبحانه بالقرآن والسنة وعلى نهج السلف الصالح، فكانت الدعوة في نشأة المساهمة العلمية، ثم الجامعات التي ترعى المناهج الصحيحة شباب من جميع أرجاء الأرض فيرجعون إلى بلادهم بدعوة صحيحة يمكن أن نلمس ذلك في بلاد المسلمين من خلال منابرها ومن خلال مراكز الدعوة والإرشاد في الجزيرة العربية وخارجها وكذلك في بلاد الكفر.
وإن بناء المساجد والمراكز الإسلامية التي نشأت بين رجال الخير السعوديين إقتداء بالقيادة الرشيدة في المملكة التي دفعت الكثير في توسعة الحرمين وتأمين الطرق إليها ورعاية الحجاج والمعتمرين والزوار، ثم اعتنت بالمصحف فنشرت منه الملايين بين مطبوع ومسموع ومترجم ومفسر في كل مجال يحتاجه المسلم في سفره وبيته ومسجده، ثم إنشاء المراكز الإسلامية التي يحتاجها المسلمون الغرباء في بلاد الغرب ليجد أبناؤهم ونساؤهم من يتعلم منهم ويقضي يومه بينهم يتعلم اللسان العربي والأدب الإسلامي ويحتمي بالعربية من الذوبان والضياع في وسط إعلام عنيف في جزم مخيف في مبادئه وأمواج عاتية وتيارات قاسية.
وإن للجهود الدعوية التي تقوم بها المملكة العربية السعودية دورا رائدا في مواجهة الجهات المشبوهة التي تحاول تشويه الإسلام والترويج لأهل الضلال وكتاباتهم وأقوالهم خاصة في بلاد الغرب حيث يكون الباطل له سوق رائج.
يظهر دور المملكة العربية السعودية وقادتها في بناء المؤسسات الدعوية داخلها وخارجها ودعوة العلماء وتفريغ الدعاة للقيام بتعريف الناس بالإسلام وكذلك طباعة الكتب والرسائل وترجمتها بلغات مختلفة لتصل إلى كل من يرغب في معرفة الحق، هذا وإن ما رماه الغرب من أشواك وشبهات حول الإسلام وما روج له من كتابات الضالين أوضحت للغربي بأن الإسلام دين أثرى كالهندوكية والبوذية بل أدنى من ذلك, وأن المسلمين إرهابيون ومصاصو دماء وليس لهم من جهد إلا في سفك الدماء والعدوان على الأبرياء، لذلك قامت المملكة في بعض أنشطة افتتاح المراكز الإسلامية بما يشبه المظاهرة السلمية التي تعلن للناس جميعا أن الإسلام دين التقدم والسلام لكل إنسان، دين تكريم الرجال بل والنساء، ودين رعاية الفقراء والمساكين، ودين لايحارب الأغنياء ولايستغل الفقراء.
فالغرب يحتاج إلى لفت أنظارهم نحو الإسلام خاصة وأن وسائل الإعلام تقوم في الغرب بدور خطير تمسخ شخصية مواطنيهم حتى لا ينظروا أو يفكروا إلا من خلال ما تقدمه إليهم وسائل الإعلام فتريهم الباطل حقا والحق باطلا، وهذه الملتقيات التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فتجمع الدعاة في الغرب لها حاجة هامة حتى يشعر المسلم بانتمائه لدينه وحاجته إلى العمل من خلال المؤسسات الإسلامية التي تحرص على أن تعيش الأسرة المسلمة يوما إسلاميا تتأدب فيه بآداب الشرع وتتعرف على أحكامه وتلزم شرع الله اعتقادا وتعبدا.
وذلك التحدي يجعل النظام الغربي يتبجح بأنه يلا يبقى للمسلم من ولد يحتفظ بلسانه ولامن حفيد يعرف دينه، لذا فإنه ينبغي أن تتعاون الجاليات الإسلامية في تعمير هذه المراكز الإسلامية والحرص على نشاط الأطفال والرجال والنساء فيها والمحافظة على الأخلاق الإسلامية والآداب الشرعية، وإن توجيه العمل في بلاد الغرب لتداخل المساجد مع المدارس فيكون تلقي الولد وأمه من قبله.
* ما أكثر الحروب التي أعلنت على الإسلام ظهوره ولكننا نشهد هذا العصر حربا جديدة تستهدف أصول وثوابت هذا الدين على أيدي رجال من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا وتتصدر آراؤهم المغرضة وسائل الإعلام التي تلقبهم بأفخم الألقاب والأوصاف, كيف يمكن وقف زحف خطوات هؤلاء الدخلاء على الملة الإسلامية وكشف النقاب عنهم؟
إن أعوان الشيطان كرهوا ظهور الإسلام وانتشاره واتباع الناس له، كرهوا الفضيلة وخافوا على أنفسهم أن تفتضح رذائلهم فأخذوا يحاربون الإسلام بكل وسيلة من الوسائل فكادوا له بالسلاح والتجويع والمقاطعة وهم في مكة ثم بالحرب والدسائس لما هاجروا إلى المدينة حتى كانت غزوة بدر التي أظهر الله بها شوكة الإسلام فأراد أهل الكفر أن يكيدوا له مكائد غير ظاهرة فكان أن دخلوا إلى الإسلام ظاهرا ليكيدوا له باطنا فظهر النفاق والمنافقون الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر حتى بنوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المسلمين.
وأبقى الله كيدهم في نحورهم كلما أظهروا من نارهم أخمدها الله وأغشى عيونهم برمادها فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم لم يستطع المنافقون ان يجمعوا شملهم جمعا يؤهلهم لاستيلائهم على الخلافة حيث رفع عمر سيفه مهددا المنافقين فكانت خلافة أبي بكر الصديق استتب فيها الأمر ثم كانت خلافة عمر بعد ذلك خيرا وبركة حتى ظن الأعداء أن عمر هو الحصن الحصين للإسلام فزجوا بمن قتله لكن الله حمى المسلمين بعده بعثمان الذي كان خير خليفة بعده وسع رقعة الإسلام ونشر العلم بين المسلمين ولكنهم أغروا به جهلة متحمسين لاعلم لهم بدين الله فقتلوه مع أنهم يشهدون أن لا إله إلا الله ويصلون في المساجد.
وفي خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجدوا الفرصة سانحة فأخذوا يكيدوا للإسلام فظهر بكيدهم الخوارج الذين وضعوا السلاح في رقاب المسلمين، ثم الروافض الذين طعنوا في الصحابة وفي أصول الدين، ثم ظهرت بعد بقية فرق الضلال بتغذية من اذناب الكافرين، ولكن الله سلم فكان ظهورهم في وفرة أهل العلم الذين ردوا كيد الكائدين في حينه وصححوا الأمر في وقته فأبقى الله ذلك تراثا لأهل العلم وطلبته، فمن فضل الله أن أظهر لكل فتنة تقع إلى أن تقوم الساعة مثالا في القرون التي جعل الله فيها قدوة للأمة بعد ذلك تحقيقا لقوله سبحانه إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ، ولقوله سبحانه :اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا وقوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلافاء الراشدين المهديين من بعدي) وقوله صلى الله عليه وسلم ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)، فحفظ الذكر لا يكون إلا بحفظ ذاكرين لذا قال صلى الله عليه وسلم :(لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك).
والله سبحانه قدر أحداثا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أوضحت التطبيق العملي للإسلام ثم قدر أحداثا في حياة الصحابة الكرام ظهرت فيها فرق الضلال بأقوالهم وشبهاتهم فكانت إجابة الصحابة هادية للمسلمين تحقيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم :(وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون).
وهكذا تكونت القاعدة المتينة التي سميت منهج أهل السنة والجماعة والتي جعلها أهل العلم ردا على الأهواء والشبهات بعد ذلك، وهذا من متانة ذلك الدين حيث قال صلى الله عليه وسلم :(إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق).
هذا وإن الإسلام لم ينج في عصر من العصور من المحاربين والأعداء والمنافقين الذي حاربوه بكل صورة من الصور، لكن الله سبحانه حمى الإسلام بكمال أودعه في شرعه ثم برجال قيضهم لدينه، وقال سبحانه لهؤلاء الرجال :وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ، فحفزهم على الاستمساك بذلك الدين والعمل به.
والمطالع لتاريخ الإسلام والحروب التي تعرض لها يعلم أن الحفظ هو قدر الله وإن كان فيه كسب للذين قاموا به فصار لهم الأجر في الآخرة والذكر في الدنيا، يفيدنا هذا بمسألتين:
الأولى: يجعلنا مطمئنين على هذا الدين لأن الله يحيمه وإن كنا نخاف على أنفسنا أن يستبدلنا ربنا بغيرنا أن تولينا فنعلم أن حفظنا للشرع بالعمل به حفظ لأنفسنا وهذه في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس :(احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله).
الثانية: يجلعنا نعرف أن الحل يوجد في القرآن والسنة منهج سلف الأمة من الخلفاء الراشدين وأئمة أهل العلم في القرون الثلاثة الأولى، وإن المسلم عندما يسكت عن بيان الحجة يخلي الميدان لأهل الباطل والله جعل دعوة الإسلام باقية ثابتة فأبقى القرآن والسنة وفيهما تنفيذ لكل حجة والرد على كل شبهة وتاريخ عمل المسلمين مبسوط في ذلك وكتب العمل قد دونته وذلك ميسور التداول فلا نخاف أن يكون بين هؤلاء الكائدين من هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا مادمنا بكتاب الله مستمسكين وبسنة رسوله عاملين ولهما داعين وعلى الله متوكلين.
وهذا يعني أن ندفع بأبنائنا بل بالخيرة منهم إلى معاهد العلم فضلا عن تطوير مناهج هذه المعاهد عالمين أن الله عز وجل مكن المسلمين من المنبر في المسجد حيث يجتمع فيه المسلمون وأمرهم الشرع بالإنصات فيجب أن نكلمهم في ما يصححون اعتقادهم وتعبدهم كما جعل الله سبحانه القرآن متلوا في الصلاة لتتكون القاعدة المخاطبة بالإسلام والتي تسطيع أن تقوم بالدعوة إليه وينبغي ألا ننسى أن الله أودع في القلوب فطرة الإيمان به فتستجيب القلوب لدعوة الله سبحانه لذا فإنك إذا نظرت إلى الباطل ودعاته وجدت معهم أسباب الانتشار ووسائله وما ينفق عليه من أموال طائلة ومع ذلك فالدعوة الإسلامية تستجيب لها القلوب مع قلة وسائلها وضعف الإنفاق فيها وذلك لأن الله يفتح القلوب بكلمات الإيمان ويبدد ظلمات المغرضين، قال تعالى: يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ، ويقول سبحانه: فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض .
*على من تقع المسؤولية في تغيير المنكر تحقيقا للحديث الشريف "ومن رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فلبسانه فإم لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان",,؟
قال تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فلبسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )، ويقول سبحانه: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين .
فالأمة مكلفة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمن كان سلطان يده يصل إلى ذلك وجب عليه بالبيد ومن لم يصل سلطان يده ووصل صوته وجب عليه باللسان ومن غاب عنه ذلك أنكر بقلبه واعتزل بجوارحه ولابد أن يكون المغير للمنكر على بصيرة بسبيل الله الذي شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن البصيرة ألا يأتي التغيير بمنكر أشد أو ضرر أكبر يعني إن لم يزل المنكر فلا أقل من أن يخففه.
* يتوهم البعض أن في تهييج العامة عن طريق استخدام المنابر مصلحة شرعية ودنيوية,, فما رأيكم بتلك الأقاويل؟
المنابر أمانة شرعية ووسيلة إصلاحية وليست نشرة إخبارية والداعي إلى الله زاده القرآن والسنة وليس الجرائد والنشرات ولا وكالات الأنباء العالمية، فهذه الأمانة لها ضوابط شرعية مثل قوله تعالى :ياأيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم .
ومن ضوابطه الشرعية قول النبي صلى الله عليه وسلم :(كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وأن يظن به إلا خيرا)، ومن ضوابطه الشرعية قول علي بن أبي طالب:(حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله)، ومن ضوابطه الشرعية قول النبي صلى الله عليه وسلم : (الدين النصيحة قلنا لمن يارسول الله قال : لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
والمسلم الذي جاءك يستمع إليك عنده أخطاء يحتاج إلى إصلاحها فلا ينبغي أن تكلمه عن عيوب غيره فتفسده وعلينا أن نعلمه ما قاله صلى الله عليه وسلم :(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، وان هذهذه الرعية أولها السمع والبصر والفؤاد، قال تعالى: ولا تقل ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا .
فالمنبر وسيلة تصحيح العقيدة وضبط العبادة تنظيم المعاملة وتهذيب السلوك ونشر الآداب بين السامعين وتصحيح أمورهم مع المخالطين لهم وبيان مسؤوليتهم في بيوتهم وأعمالهم وبين أزواجهم وأبنائهم.
أما تهيج العامة فهو خيانة للأمانة ومحظور من أشد المحظورات الشرعية خاصة إذا كان كلمة على منبر تقال أو في جريدة أو في مجلة ناطقة باسم الإسلام تكتب.
وإن خطب النبي صلى الله عليه وسلم مدونة في كتب السنة وكان في مجتمع كثرت المكائد من حولة فكانت خطبه خير مثال للإصلاح والتوجيه، والله تعالى يقول : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ، فإن واجب الداعي أن يحبب الناس خاصة في علمائهم وأمرائهم، أما أن يغرس الفتن بين السلطان والرعية أو بين العلماء والعامة فهذا هدم للمجتمع وتفكك للأمة وتمكين لعدوها من رقابها.
وقد يكون بين الحاضرين من لايشهد موعظة إلا خطبة الجمعة فإن لم يُصحح له فيها عقيدته وعبادته ومعاملته فمتى تصحح؟ فالمنبر أمانة شرعية من أداها بحقها سعد في الدارين ومن خانها فعليه إثم كل من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا.
*الشريط والكتاب الإسلامي,, هل ترون أنهما استثمرا بشكل خاطىء فخرج من رحمهما العنف والارهاب؟
لاشك أن الشريط والكتاب الإسلامي من أهم وسائل الدعوة وأكثرها تأثيرا، وقد اهتدى بهما الكثيرون وهما ينقلان العلم متخطيان حاجز المكان والزمان لذا فإن على الناشرين التدقيق والاختيار مايكون تصحيحا للفهم وبيانا للحق حتى تكون وسيلة تربوية لا ان تجعل ذلك وسيلة تجارية تحقق من ورائها الربح والشهرة فالكلمة أمانة وحاملها بعد قائلها أمين عليها ومبلغها إما أن ينال الثواب أو العقاب، لذا فإن المراجعة من قبل المختصين ضرورة ودين في عنق الناشرين.
* بعض الجماعات تنكر السنة النبوية وتريد الاحتكام إلى القرآن الكريم فقط، فما رأيكم فيما يذهبون إليه؟ وما رأيكم في تشكيك بعض المسلمين في صحة الأحاديث ويزعمون أنها ضعيفة وبالتالي يعملون بها ويدعون الناس إلى عدم العمل بها؟
السنة النبوية ثابتة الأركان متينة البنيان يعرف ذلك أهل العلم لا يطعن فيها إلا أهل الكفر أو الضلال وقد أشرنا إلى أن الطعن في السنة طعن في القرآن لأن الله تعالى قال في سورة النحل: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ، فمن حكمة الله سبحانه أن لم يفصل في القرآن الصلاة والزكاة وهما أهم أركان الإسلام وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم هو المبين لذلك حتى يعلم المسلم شدة حاجته للسنة مع القرآن لأنها الوحي من الله إلى رسوله الذي وصفه بقوله: وما ينطق عن الهوى .

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

فروسية

أفاق اسلامية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.