Saturday 29th January, 2000 G No. 9984جريدة الجزيرة السبت 22 ,شوال 1420 العدد 9984



كل سبت
الرياض بين عرس الثقافة ووهج المئوية
عبد الله الصالح الرشيد

سيظل اليوم الخامس من شوال عام 1319ه يوماً محفوراً في ذاكرة الزمن وفي جبين التاريخ ساطعاً في صفحات الفتوحات والاحداث العظام، خالداً في قلوب ابناء هذا الوطن الكبير جيلاً بعد جيل.
في هذا اليوم الاغر اراد الله سبحانه وتعالى بهذه الامة خيراً بعد ما عانته من خُلف وتخلف لقرون عديدة ووفق هذه البلاد المتناثرة المتنافرة والتي تشبه القارة في مساحتها الى من يجمع شتاتها ويوحد كلمتها ويغربل ويصقل طاقاتها الكامنة,, فقيّض لها هذا البطل المغوار والامام الملهم الهمام والمناضل الجسور عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه واحسن مأواه فجمعها على الاخوة والمودة والمساواة تحت مظلة العدل والمحبة والأمان.
لقد فتح عبد العزيز وهكذا كان يسميه الآباء والأجداد، لأن هذه التسمية كانت اقرب طريق الى قلبه ونفسه لتواضعه وورعه يرحمه الله,, لقد فتح الرياض وبدأ معجزة التأسيس والبناء وليس معه سلاح يذكر ولا يملك قوة قاهرة يركن إليها او ثروة طائلة ينهل منها ولكن كان معه ما هو اهمّ واكبر واغنى واسمى، هو سلاح الايمان بالله والتوكل عليه ثم ما عرف عنه واشتهر به من العزيمة الصادقة والارادة الموهوبة والنجابة المتوارثة والحلم والحكمة والتخطيط الفطري الاصيل من اجل تحقيق الهدف الرفيع ومعها كلها القلب الناصح والاخلاص للمبدأ والتجرد من المطامع الآنية الزائلة تحيط به يرحمه الله محبة الناس وثقتهم به والتفافهم حوله، جاعلاً كتاب الله الكريم وسنة نبي الهدى عليه افضل الصلاة وازكى التسليم دستور حياة وعنوان نجاة ودليل خير وهداية لهذه الامة في حاضرها ومستقبلها، في معاشها ومعادها,, وجعل القضاء والشورى ميزاني عدل ترتاح لهما القلوب وتطمئن النفوس وتتحقق المساواة,, لقد رفع قدر العلم والعلماء وفتح الابواب لكل نافع ومفيد وقضى على الجهل والتخلف والفرقة وسادت دولة النظام لتحتل هذه البلاد بعد ذلك مكانتها الشامخة والمهيبة بين الأمم العظيمة لتساهم بفاعلية في البناء والنماء والحضارة في عصر لا مكان فيه ولا اهمية للواقف والمتردد والضعيف ولا مكانة للتخلف والانطواء وراء اسوار العزلة والتقوقع, وكانت رسالة العلم والثقافة في عهده ومن بعده رسالة خير وبناء ودعوة مفتوحة لتنوير العقل والانفتاح على مستقبل افضل للحياة السعودية بما يليق بمكانة هذه الامة ويرفع شأنها بين الأمم, الى هنا ومهما استطردنا وافضنا في الحديث فلن نوف أبا الأمة ورائدها وموحد كلمتها وباني امجادها بعض ما يستحقه من اشادة وثناء وكفاه فخراً انه وحّد واقام على العلم والايمان والمحبة اكبر مملكة في القرن العشرين وبهذه الارادة والعزيمة والكفاح المتواصل المثمر والبناء الحضاري اصبح احد صناع التاريخ ورواد الوحدة العظام بشهادة الاعداء قبل الأصدقاء,, نذكر ذلك بكل فخر واعتزاز ونحن نعيش هذه الايام فرحة العرس الثقافي الذي توج وجعل من عاصمتنا الحبيبة عاصمة للثقافة العربية فالى الأمام على الدوام.
وقفة مع مقال الدكتور عبدالله العثيمين
في العدد (9977) بتاريخ 16/10 كتب الدكتور عبد الله الصالح العثيمين مقالاً ضافياً تحت عنوان (الشيخ/ ابراهيم الدامغ) وهو من السعوديين الذين عاشوا حقبة من حياتهم في العراق وكعادة الدكتور في الافاضة والتفصيل في كل ما له علاقة بتاريخ المملكة قديماً وحديثاً,, ومع ان الموضوع بصدد الحديث عن الشيخ الدامغ الذي تربط بينه وبين والدة الدكتور صلة قرابة اسرية، فإنه تطرق أيضاً إلى بعض الرموز من الوجهاء المتميزين الذين عاصرهم الشيخ الدامغ سواء في العراق او في مسقط رأسه عنيزة الفيحاء وقد ورد في المقال بعض الملاحظات البسيطة جداً منها ما يلي:
1 ذكر بيتاً من الشعر ونسبه للشاعر الرصافي وهو:

سلام على الاسلام بعد محمدٍ
سلام على أيامه النضرات
وصحة هذا البيت أنه للشاعر/ حافظ ابراهيم وقد ورد في مطلع قصيدته المشهورة التي يرثي بها الشيخ الامام محمد عبده مفتي الديار المصرية قبل قرن من الزمن ويليه هذا البيت من القصيدة:

على الدين والدنيا على العلم والحجا
على البرّ والتقوى,, على الحسنات
وفيها يقول:

تباركت هذا عالم الشرق قد قضى
ولانت قناة الدين للغمزات
وكم لك في اغفاءة الفجر يقظةٍ
نفضت عليها لذة الهجعات
2 ورد ذكر الشيخ صالح العذل في ثنايا الموضوع وقال انه رجل مشهور وكان في مهمة رسمية للدولة العثمانية من قِبل الملك عبد العزيز وانه صحب معه الشيخ/ ابراهيم الدامغ اثناء سفره لهذه المهمة.
وكان بودي وهو قد نسب جميع الاشخاص الآخرين الذين ورد ذكرهم في مقاله الى مدنهم وقراهم الذين عاشوا فيها او نزحوا منها ان يذكر ان الشيخ صالح العذل احد اعيان ووجهاء الرس, اما اذا كان يخفى عليه ذلك فله العذر,, وهو كما قال والد معالي المستشار بالديوان الملكي الشيخ/ محمد العذل الذي هوحسب علمي اصغر ابنائه سناً والباقي الوحيد منهم الآن متعه الله بالصحة والعافية وللشيخ صالح ابناء آخرون كلهم تتوفر فيهم الكثير من صفات والدهم واصحاب مواقف مشرفة وقدموا خدمات جلّى لوطنهم ومليكهم وأمتهم وهم ناصر ودرهوم وحمود وعبد الرحمن يرحمهم الله والاخير والد زميلي في مراحل الدراسة الاولى معالي الدكتور صالح العذل مدير مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ووالد الاستاذ/ حسين العذل امين عام الغرفة التجارية الصناعية بالرياض.
وفي الختام اضم صوتي الى صوت الدكتور عبد الله بضرورة نبش كنوز الماضي في تاريخ الآباء والاجداد وخاصة المبرزين والاعلام منهم ودكتورنا من خير من تعلق عليهم الآمال في هذا المجال, وعشمنا فيه اطلالة اسبوعية من هذه الجريدة الأثيرة الغراء,, والله الموفق.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.