Saturday 29th January, 2000 G No. 9984جريدة الجزيرة السبت 22 ,شوال 1420 العدد 9984



لما هو آتٍ
الطفل في صالون سلطانة الأدبي (2)
د, خيرية إبراهيم السقاف

الطفل، وما أدراك ما الطفل؟!
هو البذرة، وهو القاعدة، وهو المنطلق، وهو بكل المرادِفات بل والمعايير التكوين الأول لإنسان التكوين الفعلي لأي مجتمع,,, يبدأ صغيراً مولوداً على الفطرة، والنقش في الصغر، كالحفر في الحجر,,, ولكم أن تتخيلوا الحفر في الحجر,,, كم يحتاج إلى جهد؟ وكيف يكون ثابتاً باقياً أزلياً لا يمحى ولايذوب إلا بتفتُّت الحجر أو تكسُّره؟ والموت هو التفتت للإنسان، والهرم قبله أو بعده هو الكسر يوم لا قدرة له كي يعطي,,.
هذا الطفل تمحورت حوله الدراسات، ووُضعت من أجله البرامج، وأُنشئت له المؤسسات، واختُرعت له الوسائل الخاصة بتعليمه، وبالترويح عنه، وبتنميته، و,,, بكل سكناته، وحركاته, لماذا؟ وقد كانت الأم له هي المحضن، وهي المدرسة، يوم لم تكن هناك مدارس إلا بين يديها، وأمام ناظريها,,, فهل الأم معلمة بالفطرة، أم بغيرها؟ والإجابة عن هذا السؤال لا تحتاج إلى تفكير، أو تذكّر، أو شحذ، الإجابة بكل يسر هي أنها معلمة بالفطرة، وهذه حقيقة، لكن ما الذي تُعلِّمه بالفطرة؟ إذا كانت الأم تمرُّ بتجارب كثيرة تجعلها صاحبة خبرة، تستفيد منها في تربية وتعليم ابنها، أو طفلها,,, فالفطرة في الوجدان اليقظ، في اللمسة الحانية، والخوف المتزن، والحب الصادق، والدفء العاطفي الذي يُشيع في نفسه الاستقرار والبهجة، والاطمئنان والثقة، لكن التربية خبرة، والخبرة الآن تُكتسب مباشرة من الحياة والآخرين فيها، ومن المعارف الكثيرة المختصة والعامة التي غدت من مظاهر وظواهر بل طبيعة الحياة العصرية,,.
لذلك شارك الأم في تربية الطفل آخرون غير الجار القديم، وأفراد الأسرة من الجدات، والعمّات، والخالات، والإخوان، وسواهم ممن كانوا يُمثلون أفراد الأسرة الواحدة، يوم لم يكن هناك مايقصي أفراد العائلة عن بعضهم لا في المسافة ولا في الطَّبق, شارك الأم في التربية المعلمون والمعلمات، ووسائل الإعلام، وكل وسيلة يُمَارَس عنها نشاط من أنشطة الحياة من حوله يقوم بتنفيذها مَن هم مِن خارج أسرته، كذلك شارك في تربيته المجتمع ومعطياته من مكتبات ونوادٍ خاصة به، ومسارح تقدم له عروضاً تناسبه،,,, وبمعنى آخر شارك المجتمع بكافة فئاته ومؤسساته في التأثير في نمطية تربية وتعليم الطفل، وانتقل الأمر بشمولية المعطيات إلى ثقافته تلك التي يكتسبها عن طرق: البيت، والأصدقاء، وزملاء الدراسة، وبيئة المدرسة، والمعارف والأقارب وبيئاتهم المختلفة، ومؤسسات المجتمع التي لها علاقة بمخاطبة الطفل, لكن ماهي أنماط وأنواع الخبرات التي تُقدم له وتساعد على إثراء ثقافته وجعله حاذقاً في مهاراته الفكرية كي تكون أداة الاكتساب المفيد؟,,, ومَن الذي يقدمها؟ وكيف يقدمها والمجتمعات الإنسانية نظمت آليات الثقافة تلك التي تعددت واختلفت وتنوعت مصادرها الأمر الذي معه لم يعد في قدرة الفرد مواكبتها بكل ما تأتي به أو عنه,,؟
ولعل الكتاب وهو في صراعه الأخير مع الأجهزة المستحدثة والبرامج التقانية المتطورة لم يزل ثابتاً في مكانه، واثقاً من دوره، قادراً على مُنافَسَةِ منافسيه، يكون أحد أهم روافد ومصادر ثقافة الطفل,,, وهو كذلك بالفعل.
والكتاب له صفات مختلفة، منها التعليمي الموجَّه، ومنها المعجم والدليل، ومنها القصة والقصيدة، ومنها المنثور من الكلام الأدبي الجميل، والنقد، والوصف، ومنها,,, ومنها,.
هذا الكتاب بوصفه مصدراً رئيساً في أمر ثقافة الطفل,,.
خصصت سلطانة السديري في ثاني اجتماع في صالونها ندوة ثقافة الطفل للحديث عنه، وخصت ذوات الاهتمام بالأمر لأن يدلين بدلائهن يغترفن من خبراتهن، وإدراكهن لموقع الطفل في خارطة الإنسان في شأنه,,.
كتاب الطفل أحد مصادر ثقافته، العامة، والمختصة, ولأن الطفل المعني بالأمر متفاوت العمر، فهناك كتب ذات سمات تخص فئات العمر الأقل من الأطفال بتقديم الكتب التي تتوافق مع وتهتم بهذا التفاوت.
جاءت ندوة الصالون في محاور ثقافة الطفل عن طرق المؤسسات المجتمعية، ومكتبة الملك عبدالعزيز، واجتهادات الأمهات الموهوبات.
فكانت نواة لمشاريع على درجة بالغة من التوفيق في أمر العناية التنفيذية لثقافة الطفل في منظور الثقافة قاعدة المعرفة وهي لُبُّ العلم.
للحديث بقية في الغد

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.