Sunday 30th January, 2000 G No. 9985جريدة الجزيرة الأحد 23 ,شوال 1420 العدد 9985



طباق وجناس
حتى لا تندثر الأوقاف أو تذوب
محمد أحمد الحساني

أحسنت وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد لقيامها بتنظيم ندوة عن مكانة الوقف وأثره في الدعوة والتنمية في الفترة من 18 20 شوال 1420ه بمكة المكرمة حيث قدمت في الندوة بعض البحوث والدراسات الجيدة حول موضوعها الهام الذي يحتاج الى ندوات ولقاءات متواصلة ومتابعة لما صدر من توصيات او مقترحات.
وقد لا يكون في السطور التالية اضافة جديدة على ما بحث ونشر ونوقش من افكار وملاحظات خلال الندوة ولكن اعجابه بفكرة الندوة وأهدافها وغاياتها البعيدة دفعني الى التنويه بما ارى انه من الامور المطلوب التوقف عندها ومعالجتها بما يصب في مصلحة الوقف.
والوقف كما هو معلوم يمكن تقديم تعريف مختصر له بأنه حبس الشجرة وتسييل الثمرة والشجرة هنا رمز للاصل في الشيء، والثمرة ما ينتج عنها من خيرات وغلال مادية، فالواقف يحبس الأصل من عقار ومزارع ونحوها بشروط معينة مكتوبة وموثقة بحيث لا يجوز التصرف في رقبة الوقف تصرفا يؤدي الى محو آثاره وذلك لتبقى ثماره يستفاد منها جيلاً بعد جيل سواء وفق نظام الطبقات أو لأولاد الظهور دون اولاد البطون او حسب ما يشترطه الواقف المالك الاصلي السابق للوقف عند اجراء عملية الايقاف، وهو جزء من الحضارة الاسلامية العريقة وله وجه اقتصادي وحضاري واجتماعي وديني ودعوي.
وفي حالة الرغبة في بحث واقع الاوقاف وما تواجهه من معضلات ومشاكل فإن من الممكن تلخيص ذلك في النقاط التالية:
أولاً: تعاني العديد من الاوقاف من الاهمال والتجاهل والضياع بسبب تقادم العهد بها وسوء ادارتها حتى تصبح مجهولة مستباحة ضائعة ولذا فقد قامت الوزارة برصد مكافأة مادية تعادل نسبة مئوية من ثمن الوقف المجهول لمن يدل عليه ونشرت في الصحف أخبار عن اوقاف مجهولة دل عليها مواطنون وأخذوا مكافآت مادية على قيامهم بذلك العمل الجليل الذي نأمل ان تستكمله الوزارة بحسن الرعاية للأوقاف المكتشفة واعادتها الى اصحابها الموقوفة عليهم افرادا كانوا ام جماعات ام مؤسسات.
ثانياً: وجود شكوى متواترة من تسلط بعض نظار الوقف الذين يكلفون بالنظارة فهم يسيئون ادارة الوقف ويحرمون المستحقين من حقوقهم,, ويتلاعبون في الثمار ويعبثون بشروط الواقف ويسلبون اموال الوقف فاذا ما شكا المستحقون ما يجري بعد ان يفيض الكيل فإن معاملة الشكوى تدخل المحاكم سنوات يظل خلالها الناظر سادراً في غيه مستغلاً الوقت عابثاً به، فلا يصدر الحكم ضده الا ويكون قد شبع حتى البطر من المال الحرام فيغير بآخر قد يكون اردأ منه، وسبب فساد هؤلاء النظار وعدم مبالاتهم بما يصدر من احكام ضدهم من عزل وغيره علمهم المسبق أن الشكوى تحتاج لزمن طويل وجلسات اطول وبعضهم لديه قدرة على المراوغة وهو ألحن بحجته من الشاكين بحكم الخبرة والممارسة ولا سيما اذا كان المستفيدون من البسطاء والارامل والضعفاء او ان وكيلهم المترافع عنهم غير أمين أوغير كفء مما يرهق الدعوى ويطيل أمرها بل ويرهق المحكمة نفسها، وقد ييأس الشاكون او يملون من المتابعة خصوصا ان نصيبهم من الثمار محدود وبسيط فيتركون دعواهم في الملفات حيناً من الدهر قد يقاس بالسنوات او العقود، وهكذا يظلم الوقف وصاحبه والمستحقون وبدل ان يصبح ثمرة يانعة للأجيال يمسي مستغلاً اسوأ استغلال!.
ثالثاً: وما ذكر آنفاً يتصل به امر اشد وأنكى عندما يقوم ناظر الوقف او بعض المستفيدين منه بالعبث بالوقف ومحاولة استبداله بآخر بحجة انه (دامر وغلته محدودة وقد يكون الامر كذلك ولكن ما يجري عند الاستبدال شيء لا يرضي الله وفيه اضرار بالوقف وبخس لثمنه لمصلحة بعض المستحقين في جيل من الأجيال فإذا كان الثمن الحقيقي للوقف عشرة ملايين ريال واستبدل بآخر لا تصل قيمته الى نصف هذا الرقم وربما تتم العملية بترتيب مع القائمين على الوقف من خلف المسؤول الشرعي او حتى بمعرفته مقابل مبالغ تدفع للقائمين على الوقف لمصلحتهم دون غيرهم من المستحقين ولمن سهل العملية فإذا استمر هذا العبث بالوقف من جيل الى جيل فإنه يعني اضمحلاله وذوبانه تماماً كما تذوب قطعة الثلج وتصبح اثراً بعد عين والمحاكم الشرعية في الدول الاسلامية التي بها اوقاف تعج وتضج بالشكاوى والمتشاكين والمظالم والمظلومين.
رابعاً: التجاهل من قبل المستحقين لغلة الوقف في زمن الازمات لتحويله الى ملك لهم يوزع فيما بينهم ضاربين بشرط الواقف وحقه في الوقف وهدفه من حبس الشجرة وتسبيل الثمرة عرض الحائط قاطعين الطريق امام من بعدهم من اجيال لأن تحويل الاوقاف الى أملاك يعني ضياعها ومحوها من الوجود تماماً لتصبح ارثاً لأبناء الجيل يأكلونه في بطونهم ناراً فلا يبقى لمن بعدهم شيء لانه تحول الى ملك خاص يتصرف فيه صاحبه المزعوم بما يراه.
وبذلك تصبح رقبة الوقف مهدرة ضائعة مستباحة لمن تملكه وقضى عليه وانتهك شروط الواقف دون خوف من الله او حياء من الناس!.
خامساً: تحويل رقبة الوقف الى اسهم مشاعة في شركة او مؤسسة مما قد يعرض الوقف للضياع والاندثار مع مرور الايام والأعوام، وبدل ان يقال هذا وقف فلان او الواقف الفلاني يقال هذه اسهم الوقف الفلاني وما أبعد الشقة بين الاثنين مادياً ومعنوياً!! والاسهم كما هو معلوم خاضعة للتقلبات الحادة وللبيع والشراء ولتصرفات مجالس الادارة، وربما اهواء بعض كبار المساهمين وارباحها خاضعة هي الأخرى لعوامل عديدة مما يعرض رقبة الوقف المحولة الى اسهم مشاعة ضمن اسهم الشركة او المؤسسة الاستثمارية لأضرار جسيمة على المدى القريب والبعيد وتصبح شروط الوقف والواقف معلقة في الهواء تحكمها شروط وعوامل اسواق الاسهم.
ومثل هذه الامور معلومة ومجربة وواضحة لمن يبحث عن الحق ويريد ان يفهم!.
واخيرا فلقد فتح موضوع الاوقاف عبر هذه الندوة ومن قبل وزارة تحملت امانة رعاية الاوقاف وهي مسؤولة عن هذه الامانة وقادرة بإذن الله على تحملها ورعايتها ومن حقها ان تتابع احوال الأوقاف وما يدور حولها في الجهات الشرعية والقانونية والادارية والمالية، وما هو مجمد او محفوظ من اموال وتعويضات الاوقاف نزعت لصالح مشاريع عامة، وكان دخلها ينفق على اعمال خيرية محددة حسب شروط الواقف وكذا تقديم النصح والارشاد للاوقاف الأهلية والتعاون مع وزارة العدل، وما يتبعها من محاكم شرعية من اجل تذليل ما يعترض هذه الاوقاف من مشاكل ومصاعب قد تؤثر على مستقبلها كما سلف ذكره ولا سيما مع وجود كتابات صحفية تنادي بإعادة النظر في نظام الاوقاف الاهلية بل والغائها تماماً والله ولي التوفيق.
ألواح المطرفي في الخدمة!
الاستاذ سهل محمد المطرفي المدير الاسبق لادارة تعليم البنين بمكة المكرمة الذي ينعم الآن بالتقاعد الوظيفي بعد رحلة خصبة في حقل التربية والتعليم والادارة والعلم زادت مدتها على ثلاثة عقود، هذا المربي القدير قام من خلال مؤسسته الخاصة مؤسسة سهل للترجمة وخدمات اللغة بمكة المكرمة بعمل يستحق عليه الشكر والتقدير والدعم المادي والمعنوي ذلك انه عمل على الاعداد الجيد لتنظيم دورة مجانية تدريبية لتعليم مبادىء القراءة والكتابة والتحدث باللغة العربية للاخوة الوافدين المقيمين من غير الناطقين بهذه اللغة ولا سيما فئة العمالة المنزلية من سائقين حراس وخدم ومزارعين ونحوهم وهدفه من مشروعه التعليمي تقديم خدمة مزدوجة للمجتمع الذي يستخدم هذا النوع من العمالة، وللعمالة نفسها مع تحمل المؤسسة تكاليف الدورة وقد صمم للدورة برنامجا مطبوعا استخدم فيه مصطلحاً تعليمياً تراثياً هو مصطلح (اللوح) الذي كان يستخدم كأداة للتعليم خلال عهد وايام الكتاتيب وجعل في كل لوح عددا من الكلمات او الجمل التي تعين الدارس على تعلم مبادىء اللغة العربية ومن ثم التحدث بها وكتابتها فيما بعد وبذلك يسهل تواصله مع المجتمع الذي يعمل فيه، ويعيش بين ظهرانيه، وقد طبع الاستاذ سهل المطرفي تلك الألواح طباعة جذابة واضحة سهلة مما يدل على ان له من اسمه نصيباً وجعل للألواح دليلا مرشدا يسهل مهمة المعلم والدارس في آن واحد,.
وخطوته تستحق ان تشجع وتدعم من قبل جهات الاختصاص مقدرين له جهده الطيب متمنين لمشروعه التوفيق والنجاح الذي يأمله ونأمله وان يكون بداية الغيث والله الموفق,

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أسواق وصيف

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.