في هذه الأيام يقوم في الرياض معرض الحاسبات السعودي، وينشط خلاله البيع والشراء وعرض الجديد في هذا المجال، ويلاحظ ان المعرض تجاوز الهدف الحقيقي للمعارض ليتحول إلى ما يشبه (الحراج) إلى درجة أن بعض المشاركين يقوم بالمناداة بصوت مرتفع على بضاعته، ويتفنن في وصفها بالجودة ورخص الثمن,,!
الذي يحدث للأسف أن الكثيرين من سماسرة الحاسبات وما يرتبط بها من سلع ينشطون خلال مثل هذا المعرض للتخلص من كل ما بقي في مخازنهم من أجهزة أو بضائع لم يستطيعوا تصريفها بالسعر الذي يناسبهم، فينتهزون المعرض للإيقاع بمشترين لا يعرفون الفرق بين الحاسب الآلي وجهاز الفيديو, الخاسر الوحيد في هذا المعرض هو الزبون الجاهل الذي ينساق وراء بائعي الكلام فيصدق كلامهم ونشراتهم دون ان يفهم شيئا مما قالوا فيشتري بضاعة اما تزيد كثيراً عن حاجته فيكون بذلك دفع نقوداً لشيء لا يحتاجه، او يشتري بضاعة رديئة الجودة والمنشأ فيكون بذلك قد دفع نقوده في جهاز لا يساوي نصف المال الذي دفعه بالاضافة إلى انه سيكون عرضة للخراب والأعطال وربما قصرت مواصفاته عن الحاجة التي تم شراؤه من أجلها.
وحيث إن الامانة والمنطقية تكاد لا توجد هذه الايام لدى الكثيرين ممن يمارسون مهنة البيع والشراء، فإن استشارة أي بائع لمعرفة مدى ملاءمة مواصفات ما لديه من اجهزة معروضة لحاجة المشتري ستكون بالايجاب حتى لو كانت غير ذلك، لذا فالأفضل البحث عن شخص لديه المام بمكونات الحاسب الآلي ووظائفها شريطة ان يكون ليس لديه في المعرض ناقة ولا جمل او ان يكون صديقا صدوقا,.
وسوف اعرض هنا وباختصار بعض النصائح والمعلومات الحاسوبية للاخوة الذين ينوون شراء حاسبات هذه الأيام، فأول ما يجب معرفته عن الحاسب مكوناته الأساسية وهي التي يجب أن تكون من مصانع معروفة بالجودة ومن بائع يؤمن جانبه لأن هناك كثيرا من مكونات الحاسب مقلدة تحت اسماء تجارية مشهورة ويعمد بعض التجار من ضعاف الدين والايمان ببيعها على المستهلكين على انها قطع أصلية.
يعمد بعض البائعين على استغلال جهل المشتري فيبيعه جهازا بمواصفات معلنة جيدة ولكنه لا يضع اسماء الشركات المصنعة لتلك المكونات، وعند تركيب الجهاز يعمد ذلك البائع غير الامين بوضع مكونات رخيصة او مستعملة ويبيعها بسعر الجديدة الجيدة المصدر، فمثلا هناك معالجات مقلدة تباع بسعر الاصلية وتركب في أجهزة المشترين وثقوا بالبائع، وهناك معالجات اصلية ولكنها لم تنجح في الفحص لدى الشركة المنتجة تباع بسعر اقل من التي نجحت في الفحص، ويعمد ضعاف النفوس من البائعين الى تركيبها في اجهزة بعض المستهلكين على انها معالجات اصلية مفحوصة.
هناك اسمان مشهوران على مستوى العالم في مجال المعالجات الخاصة بالأجهزة المتوافقة مع الIBM وهما: إنتل INTEL وإي,إم,دي AMD والاسم الاول اشهر وأغلى ثمنا بحيث يبلغ ثمن المعالج حوالي ضعف ثمن المعالج المصنع من الشركة الثانية من نفس الفئة.
مما يجعل بعض البائعين يستخدمون هذه المعالجات الرخيصة في الاجهزة التي يعرضونها بأسعار متدنية دون ان يبينوا للمشتري سبب انخفاض السعر ونوعية المعالج وفرقه عن المعالجات الأغلى.
الكثيرون من الزبائن لا يهتمون كثيرا بنوعية اللوحة الرئيسية في الحاسب فيتركون للبائع تحديدها ووضع ما يتوفر لديه منها، وهذا خطأ كبير يقع فيه بعض المستهلكين فاللوحة الرئيسية او ما يعرف بالمين بورد Mainboard أو الشيبست Chipset او المذربورد Motherboard يجب ان تكون من نوعية جيدة ومتوافقة مع المعالج الذي تم اختياره لان المعالجات السريعة إذا ركبت على لوحات سيئة فقد لا تؤدي كامل سرعتها وامكاناتها المتاحة وبهذا تكون سرعتها اقل ومتساوية مع معالج ابطأ وأرخص، كما يجب ملاحظة ان معظم اللوحات لا تقبل زيادة في الذاكرة المتغيرة RAM إلى أكثر من 512 ميجا بايت وهو رقم معقول وكاف ويوفي بمتطلبات التشغيل للاجهزة العادية على الاقل في ايامنا هذه, وهناك بعض اللوحات الرئيسية تقبل زيادة ذاكرة ال(رام) إلى ان تبلغ إلى اكثر من 1 جيجابايت, اما اسعار اللوحات الرئيسية فتبدأ بسعر يقل قليلا عن 200 ريال للوحات صينية المنشأ ويبلغ اكثر من 500 ريال للوحات المصنعة تحت اسماء مشهورة ومعروفة، وقد يزيد السعر عن ذلك إذا توفر في اللوحة ميزات مثل ان يكون بها بطاقة صوت او بطاقة شاشة مثلا.
بالنسبة لوحدات التخزين او ما يعرف ب(الهارد ديسك) Hard Disk فيوجد في السوق عدد من الاسماء الشهيرة غالبيتها جيدة ومضمونة ومتقاربة السعر غير ان بعضها مضمون فترة اطول، وعلى المشتري ان يعمد الى زيادة السعة لأن الفرق في السعر طفيف ويكاد لا يذكر فمثلا فرق السعر بين حجم 8 جيجابايت و13 جيجابايت اقل من 100 ريال.
وبالنسبة للذاكرة المتغيرة او ما يعرف ب(الرام) فمعظم الاجهزة الحديثة تستخدم فيه شرائح ذاكرة من نوع إس,دي,رام SDRAM وهي تتوفر بثلاثة احجام 32 و64 و128 ميجابايت.
بقي ان أذكر القراء الأعزاء بأن هناك بطاقتين مهمتين يجب ان يتم اختيارهما بعناية وهما بطاقة الصوت ويتوفر منها اسماء كثيرة وسعرها ليس بالغالي ويفضل لمن يريد ان يستخدم حاسبه في تشغيل اقراص الليزر أو أن يجري مكالمات هاتفية عبره ان يختار بطاقة صوت قوية 128 بت مثلا وسعرها لا يتجاوز 100 ريال، اما بطاقة العرض او ما يعرف بكرت الشاشة فيتم اختيارها حسب حاجة الشخص وهي تصنف حسب حجم الذاكرة المثبتة على البطاقة وهي تبدأ ب4 ميجابايت وتتضاعف الى ارقام كبيرة قد لا يحتاجها المستهلك العادي, وأنصح بأن تكون بطاقة الشاشة من نوع ريفا أو تي,إن,تي وتكون ذاكرتها بين 16 و32 ميجابايت، ويجب الحذر من بعض البطاقات الموجودة في السوق لانها لا تتوافق مع الاصدار العربي من الويندوز 98 Win98Loc.
بالنسبة لقارئ الاقراص المدمجة )CD( فمعظم المتوفر في السوق حاليا ذات سرعات عالية وأسماء جيدة، غير انه يجب التذكير بأن المبالغة في السرعة ليست ضرورية على الاطلاق وأن رفع سعر الجهاز بسبب زيادة سرعة قارئ أقراص الليزر المدمجة هو (المطب) الذي يقع فيه معظم المشترين حتى ممن يعتقد ادراكهم لوظيفة القارئ السريع فالمعلوم ان المعطيات المكتوبة على قرص الليزر (سواء كانت برامج أو وثائق أو صوتاً) يمكن قراءتها بسرعة متدنية عما هو متوفر وبفعالية ممتازة، والسرعة التي يدفع الكثيرون ثمنها لا تفيد حقيقة إلا عندما يستخدم الجهاز لتشغيل بعض ألعاب الكمبيوتر مباشرة من على القرص المدمج, وباختصار فإن قارئا للأقراص المدمجة سرعته x 24 أو x 32 لا يقل من حيث السرعة والتعامل مع المعطيات الحاسوبية Data أو الصوتية Audio عن تلك السرعات العالية والغالية التي يروج لها البائعون فيشغلون بها المشتري عن مكونات وبطاقات اكثر اهمية.