Monday 31th January, 2000 G No. 9986جريدة الجزيرة الأثنين 24 ,شوال 1420 العدد 9986



عذاريب
غسيل غير قابل للنشر!
عبدالله العجلان

رغم ايماننا بان للصحافة وجوهها المضيئة واسماءها الجميلة والمحترمة وأدوارها المخلصة والمتحمسة إلا ان ذلك لايمنع من ان نجرب جلد ذاتنا الصحافية ولو لمرة واحدة,, وساعتها سندرك تماماً بان من لايجرؤ على نشر غسيله لايحق له نشر غسيل غيره,,!!
للأسف الشديد نحن قوم تفرغنا للحديث عن الآخر,, نطبل له ونجند له,, نحبه ونكرهه على كيفنا,, يخيل لنا اننا نفهمه جيداً ونحركه حسب امزجتنا,, نتصور له ونفكر عنه مثلما نريد,, نلغي عليه استقلايته ونصادر همومه ومشاعره ومتطلباته,, نجعله وسيلة لتحقيق نجاحاتنا وأداة لرسم بطولاتنا,, نقول عن هذا الآخر كل شيء لكننا لم نقل عن انفسنا اي شيء,, هو الطفل الصغير الجاهل مسلوب الارادة ونحن الرجال الاسوياء,, الأقوياء,, العقلاء,,!!
عن انفسنا وفي عالمنا الصحافي يوجد بيننا من هو مصاب بأسوأ من نار الغيرة,, وآخر يعاني من داء الحساسية,, وثالث يحترف فن (التلميع),, ورابع يمتهن بغباء مكشوف ومخجل ترقيع الاخطاء بتقريع الابرياء,, وخامس يتوهم فيكتب مالايفهم,, وسادس يخالف ليعرف انه بلا معرفة,, وسابع يتتلمذ على يد متعصب رديء,, وهكذا,,!!
لقد تحدثنا بما فيه الكفاية عن الاتحادات واللجان والاندية واللاعبين والمدربين والاحتراف والحكام والمعلقين,, لتزداد بعد ذلك المعارك والملاسنات هذا يهاجم وذاك يدافع عن قضية سخيفة واحيانا وهمية لاوجود لها اساساً,, ليتحول كل هذا الضجيج الى كلام فارغ لانه بلا مبادىء ولايرتكز على اهداف سامية وصادقة مع النفس قبل الا يكون مقنعاً ومقبولاً ومفيداً للمتلقي,,!!
وسط هذه الاجواء المتوترة المحبطة والجدلية الفوضوية لم نبحث أو نناقش المصدر والمحرك الرئيسي لكل مايجري,, نتحدث عن كل الاشياء نصرخ في وجهها,, ننتقدها بشدة,, نمتدحها بابتذال لكن ماذا عن انفسنا,, عن صحافتنا المتكرشة امراضاً والمتشدقة غطرسة وغروراً,,ونحن بحاجة لنفهم بالضبط ما لنا وما علينا بدلاً من ان نغوص ونغرق في معمعة ما للآخرين وما عليهم,؟!!
البطولة المشوهة!
ظلت بطولة اندية الخليج لسنوات طويلة بطولة ضعيفة ومتهالكة لاتقدم للحائز عليها انجازاً مرموقاً بقدر ما تمثل كارثة كبرى لخاسرها,,!
ضعفها هذا يعود لاسباب عديدة اهمها ان الفرق المشاركة لاتنظر اليها باهتمام وتحفز وتخطيط كما تفعل في البطولات المحلية والاقليمية والعربية والقارية الأخرى,, الى جانب عدم تطوير وتجديد لوائحها وانظمتها العتيقة بما يتفق مع الواقع الكروي الراهن,, لذلك بقيت جامدة وباهتة الا ماندر في حالة وجود فريقين قويين متنافسين يرفعان من شأنها ويحفظان لها ماء وجهها,,!
الهلال والقادسية,, لاعتبارات جماهيرية ونفسية واعلامية ولمكانة الفريقين في السعودية والكويت الابرز خليجياً,, استطاعا انعاش البطولة واعادة اكتشافها وهيبتها وقيمتها من جديد,, وصرنا بعد سلسلة مواسمها الهابطة نلمح الصراع والاثارة والتنافس وصارت الجماهير الخليجية والعربية تتجه اليها ليس لانها ناجحة في استضافتها وتنظيمها ونوعية المشاركين فيها وإنما لوجود فريقين الاول بحوزته الشهرة الواسعة والكم الهائل من النجوم والبطولات المختلفة,, والآخر له بطولاته الكويتية وشعبيته وارضه وجماهيره المساندة له,, لذلك لابد ان تؤخذ هذه العوامل الطارئة والمتغيرة بعين الاعتبار والتأكد تماماً بان تحسن البطولة في الكويت لم يكن ليتحقق الا للظروف المشار اليها وبالتالي فان شكل البطولة ومضمونها يجب ان يتغير ويتطور دون الاعتماد على خدمة استثنائية خارجة عن ارادتها وعن مستوى تصرفاتها كتلك التي يساهم فيها حالياً الهلال اولاً والقادسية ثانياً,,!!
نحن والكويت!!
نعم لنا منجزاتنا الكروية على مستوى الاندية والمنتخبات,, ونعم لدينا النجوم والاموال وعمالقة التدريب والملاعب الفاخرة,, لكن هذا كله لايمنحنا الافضلية المطلقة والتفوق السائد على الجميع كما لايبرر الاستخفاف بمكتسبات الاخرين والتقليل من شأنهم مثلما نسمع ونقرأ دائماً باتجاه الكرة الكويتية تحديداً,,!!
كثيرون يرددون حكاية سيطرتنا واكتساحنا للكرة الكويتية لمجرد ان هؤلاء اعتادوا ترديد الشعارات دون ان يقدموا دليل اقناع الناس بما يقولون,, وحسبي انهم يتعاملون مع ظواهر الأمور وشكلياتها او لعلهم تمرسوا اللغة الغوغائية لانديتهم في صراعاتهم مع المنافسين,, الامر الذي لايليق بمستوى التخاطب مع الدول والشعوب,,!!
مثلاً وفي آخر المواجهات على المستوى الرسمي الدولي,, سحق الاولمبي الكويتي منتخبنا وابعده عن اولمبياد سيدني وقبله فعل المنتخب الكويتي الاول على حساب منتخبنا باحرازه لكأس آخر دورة خليج بالبحرين,, ولايهون فريق كاظمة باقصائه للنصر في البطولة الآسيوية وربما يكرر الفعل ذاته فريق القادسية بالهلال في البطولة الخليجية الراهنة,,!!
بدلاً من تداول الفوقية وتكريس اسلوب تهميش وتطنيش النجاحات والتطورات الكويتية لتكون بعد ذلك ساعة الجد كما المفاجأة الصاعقة لنا,, علينا ان نستوعب براعة تحركاتهم الادارية وطريقة تصرفاتهم,, كذلك بحث الاسباب الحقيقية التي جعلت اللاعب الكويتي ومثله المشجع أكثر تفاعلاً ودهاءً وعطاءً وانتماءً لناديه ووطنه عملاً وممارسة وليست مزايدة وكلاماً يطير في الهواء,, مقابل ما لدينا من الملايين من المشجعين والآلاف من اللاعبين والاداريين والاندية والاموال الطائلة!!
بل نقرأ ونسمع ونشاهد الاعلام الكويتي باعجاب واهتمام شديدين في الوقت الذي مازالت مطبوعاتنا المتكررة وأكوام صفحاتنا الملونة واقلامنا المتكاثرة غير جديرة بالوصول الى قناعة وعقل المتلقي الكويتي,,!!
غرغرة
* لابد من بطولة آسيا ولو طال السفر,, حقيقة يفرضها الواقع ويثمنها حجم التعب الاهلاوي.
* الهلال اخفق في حسم البطولة الخليجية مبكراً، والاتحاديون كرروا ورطة السوبر امام الزوراء,, فعلاً مازلنا نفتقد القراءة الاستباقية الجيدة والتعامل المنطقي مع طموحات ومقدرات الآخرين,,!!
* في الكويت اختاروا وكرموا بأنفسهم نجوم القرن الكويتيين,, اما نحن فاكتفينا بانتظار ما تحمله مكرمات ومبادرات وايضا مغالطات من لايعرف عنا شيئاً,,!
* بعيداً عن الاصرار على استرجاع الاخطاء وتداول مسبباتها,, ولان موقفه الصعب لايسمح بذلك فان الطائي بحاجة في هذا الوقت لعمل جماعي جاد ولشيء من تجديد الثقة نحو ادارته ومدربه ولاعبيه,.
* الهدف من زيادة العدد لدوري الاولى والثانية كما يرى ذلك الزميل أحمد العلولا قد يحقق لهذه الفرق خدمة انسانية وقتية لكنه سيلحق الضرر بالمصلحة الأكبر والأهم لها وللدوري وللكرة السعودية,,!!

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.