Wednesday 2nd February, 2000 G No. 9988جريدة الجزيرة الاربعاء 26 ,شوال 1420 العدد 9988



صور مؤلمة أخرى لعقوق الوالدين في مجتمعنا 2
عبدالعزيز بن محمد الزير

استكمالا لما طرحته في مقالة يوم الجمعة الموافق 21/10/1420ه في عدد هذه الصحيفة رقم 9983 حول ظاهرة عقوق الوالدين التي بدأت في التفشي والتغلغل في قلة من الاسر في بلادنا بشكل واضح وجلي ومعاناة البعض من الآباء والامهات من سوء معاملة بعض ابنائهم لهم بشكل مستمر، مما يؤدي ذلك الى التفكك الاسري وكثرة المشاكل الاجتماعية في هذا الوطن الغالي, أتطرق في مقالة هذا اليوم لنفس الموضوع بعد إلحاح شديد من بعض الآباء والامهات الذين اتصلوا بي للتحدث معي مباشرة واعطائي صورة اوضح لمعاناتهم من هذه الظاهرة وتمرّد ابنائهم عليهم وانحرافهم عن الطريق القويم، لنشرها على صدر صفحات هذه الصحيفة التي تلامس بمصداقية وواقعية كافة مشاكل هذا المجتمع, وعرضها كما سمعت منهم حتى يمكن تلافيها ومعالجتها اذا امكن، بحيث لا تصبح هذه الظاهرة اسلوبا معتادا لدى الابناء في اسرهم.
فمن الصور الواقعية التي سمعتها مباشرة من اصحابها ومشاهدة لدى البعض من الآباء حول هذا الموضوع ما حدث وما زال يحدث لاحد الآباء في عقده السادس من العمر من إساءة معاملة احد ابنائه له منذ فترة طويلة من الزمن بامتهانه كافة انواع المشاكل والاساءة اليه بشكل مستمر دون خوف من الله او مراعاة لمشاعر والديه، فعلى الرغم من محاولة الاب والام اصلاح ابنهما بكل الطرق والوسائل الممكنة الا انه يزداد سوءاً في الاخلاق والتمرد يوما بعد يوم، بحيث اصبح يمتهن المشاكل لهما ابتداء بقذفهما بأنواع السباب والشتائم وخلق المشاكل بين اخوانه واخواته وانتهاء بضرب والده بعصا غليظة على رأسه افقدته الوعي حتى تم اسعافه من قبل ابنه الاصغر سناً، واخذ تعهد عليه من قبل احد افراد دوريات شرطة منفوحة بعدم تكرار هذا التصرف, الا انه مازال يمارس هذه الهواية معه بكل حرية وتبجح.
الصورة الثانية لامرأة مسنة عبرت عن عقوق ابنها لها بقيامه وزوجته بطردها من المنزل مع ابنتها البالغة من العمر ثماني عشرة سنة الى خارج المنزل دون رحمة او شفقة او مراعاة لما قد يحدث لهما من تعب وارهاق ومخاطر في الوقت الذي هما بحاجة ماسة لرعايته وعطفه عليهما بعد وفاة والده, ومازالت هذه الام تعيش بمفردها بعد زواج ابنتها في منزل آيل للسقوط بعيد عن انظار ابنها العاق تجنبا لمطاردته لها وقذفها بأنواع السباب والشتائم والاهانة بالكلمات الجارحة والنابية.
الصورة الثالثة لأحد الآباء يتحدث عن معاناته مع ابنه بقوله: ابني الكبير دائم العقوق لي بتصرفاته العنجهية، والرد علي بكل قسوة عند محادثته او عندما اطلب منه حاجة من حوائج الدنيا البسيطة التي لا تكلفه العناء والمشقة، اضافة الى خصامه الدائم لي ومقاطعته لحديثي امام معارفي وأقاربي بحجة جهلي وعدم معرفتي ودرايتي بما يدور في عالمنا من امور ومستجدات، مما جعلني استصغر نفسي وأفقد الثقة بها، وأتحرج كثيرا عند التحدث مع الغير.
الصورة الرابعة لأحد الآباء يشتكي من عقوق ابنه له باستمرار عن طريق ما يقوم به من سرقة دائمة لمنزل الاسرة من اثاث واجهزة صغيرة او كبيرة عند خروج العائلة من المنزل وبيعها بأبخس الاثمان في حراج بن قاسم، لصرفها على مزاجه وكيفه, لذلك فالأب او الأم يخشون دائما الخروج من منزلهما خوفا من مجيء هذا العاق للمنزل، مما جعلهما في حالة نفسية يرثى لها.
ختاما: هذا نداء أوجهه الى صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية -حفظه الله- بالتصدي لهذه الظاهرة التي بات تهدد حياة ونفسيات بعض الآباء والامهات جراء ما يقترفه أبناؤهم من سوء معاملة وعقوق واضح وسافر، وذلك باصدار توجيهاته الكريمة للجهات المختصة بأخذ كل شكوى من الوالدين او احدهما على ابنهم محمل الجد والتقصي، واعتبار كل شكوى بعد التأكد من معطياتها وثبوتها على الابن جنحة يعاقب عليها بالسجن وجعلها سابقة جنائية في حقه لفترة معينة من الزمن، مع الالزام بأخذ تعهد خطي عليه بعدم العودة لمثل هذا التصرف المحرّم شرعاً في كتاب الله وسنة نبيه, كما آمل من وجهاء هذا البلد ومحبي الخير والتجار المساعدة على انشاء جمعية خاصة بالآباء والامهات، تنحصر مهمتها في الاهتمام بمشاكل هذه الفئة ممن يعانون من عقوق أبنائهم لهم ومساعدتهم للتخلص من آثار هذه الظاهرة عليهم نفسيا وبدنيا وماديا، ومحاولة حل كافة المشاكل التي يعانونها في ظل ما تسمح به شريعتنا الغراء.
ولدى كاتب هذه المقالة أسماء بعض الآباء والامهات الذين يعانون من قسوة معاملة أبنائهم لهم، ولديهم الاستعداد لمناقشة ذلك مع المسؤولين على أمل العلاج السريع لهذه المشكلة.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved