Wednesday 2nd February, 2000 G No. 9988جريدة الجزيرة الاربعاء 26 ,شوال 1420 العدد 9988



مهرجان الجنادرية والرياض العاصمة الثقافية
د, سليمان بن عبدالله أبا الخيل *

لقد سرني كثيرا ما رأته عيناي في مهرجان الجنادرية عندما قمت بزيارتها بصفة عامة، وجناح جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بشكل خاص، مكان شامخ، وتنظيم بارز ومتميز، ورجال اوفياء وحركة متنوعة ونشطة لجميع فئات المجتمع وفي مختلف مناحي الحياة، داخل تلك المدينة القديمة الحديثة، ذكرني ذلك بما كان يحكيه الاجداد عن حياتهم، وربطني بما نحن عليه في هذه البلاد المباركة.
ان جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بما قامت عليه من أصول متينة وقواعد قوية، والتي أسسها الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وسماحة مفتي المملكة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحمه الله هي الجامعة الأولى وذات الريادة في توجيه الناشئة الوجهة الصحيحة القائمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه السلف الصالح، ويجب أن تكون كذلك، وتنشط من أجل ذلك، وقد وجدت هذه الجامعة الدعم المادي والمعنوي اللامحدودين من ولاة أمر هذه البلاد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظهم الله، وسيستمر هذا التوجيه والتسديد والمساندة بإذن الله لتؤدي رسالتها النبيلة على أتم وجه.
وقد جاءت مشاركتها في هذه التظاهرة العلمية الثقافية الثرية كواحدة من كبريات المؤسسات التعليمية في المملكة العربية السعودية لتؤدي حقاً من الحقوق الواجبة عليها تجاه هذا الوطن الغالي، بما تمتلكه من مواد علمية وتراثية يستفيد المطلع عليها، ويستأنس بما يراه، وقد جاء ذلك بتوجيه من معالي مديرها الدكتور/ محمد بن سعد السالم وفقه الله، والجامعة لديها الكثير والكثير مما تشارك فيه في مثل هذه المناسبة الكبيرة، وذلك فيما لو أتيحت لها فرصة التوسع في المكان المخصص لها في المهرجان.
ومن ثم أود أن أشير إلى أن عنصر الجامعة الأساس الفاعل والذي يمكن أن يثري اللقاءات والندوات وغيرها هم الأساتذة سواء في هذا التجمع أو غيره, وهم على اختلاف تخصصاتهم وبما يمتلكونه من قدرات ومواهب وخبرات نافعة يجب أن يسهموا اسهاماً فاعلاً فيما يمكن أن يسهموا فيه من ميادين العلم والعمل مع الحرص على اظهار الصورة الحقيقية للجامعة، وما تقوم به من دور بارز في خدمة المجتمع، وتأهيل الكوادر الوطنية المتميزة التي تمارس أعمالاً في مجالات شتى، تعليمية وقضائية وادارية، مضيفين إلى ذلك ما ينبغي أن يكون عليه المنتسب إلى هذا الصرح العلمي الشامخ مع التزام بمبادئ الإسلام وتعاليمه، وما دعا إليه من آداب وأخلاق فاضلة وعالية، مما يجعلهم قدوة صالحة وحقيقية لغيرهم، لأن ما هو مطلوب منهم أكبر وأهم مما هو مطلوب من غيرهم ونظرة المجتمع إليهم تختلف عن غيرهم، ومن هنا تكون المسؤولية أعظم والأمر أخطر، الأمر الذي يدفعهم إلى أن يبذلوا جهدهم في تربية الناشئة تربية اسلامية أصيلة، منطلقة من أصول الشريعة الغراء التي لا تثمر إلا خيراً في المعتقد والمنهج والعبادات والمعاملات والأخلاق والعادات، مع الحرص على القيام بالأمانة المنوطة بهم خير قيام، والاخلاص والاحتساب والمتابعة في الأقوال والأفعال.
وتأتي هذه التظاهرة العلمية مشاركة من الجامعة بالمناسبة العظيمة الخالدة والعزيزة على قلب كل فرد من أفراد هذا المجتمع الطيب التي تحيي لنا الماضي التليد وتربطنا بتاريخ الأجداد المجيد وتذكرنا بما لبلادنا من أمجاد تجمع بين الأصالة والمعاصرة فتورث لنا الاعتزاز والافتخار والنشوة والانتصار وتعطينا العبر والدروس وتنير لنا السبل، تربط حاضرنا بماضينا فتدفع عجلة مستقبلنا بإذن الله وتحيي القلوب لتختلجها الغبطة والسرور وتعلوها الفرحة والبهجة وتحصل لها الطمأنينة المفعمة بالأمل إلا أنها مناسبة اختيار الرياض موئل السلم والإسلام ومنبع الحب والوئام عاصمة للعلم والثقافة العربية، تلك المدينة العظيمة الحالمة ذات الجمائل والشمائل والتي انطلق منها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن القائد المجاهد الفاتح المكافح موحداً الجزيرة وجامعاً شتاتها ولاماً لشملها على التوحيد والمعتقد الصحيح والمنهج السليم بعزمه القوي ونيته الصادقة واخلاصه المشهود وصبره المعهود وشجاعته وفطنته وذكائه وحكمته ونفوذ بصيرته وأمله الكبير ومحبته لدينه وعقيدته وبلده وأهله محققاً بذلك المعجزات ومتحملاً المشاق والمكائد والمدلهمات وهنا يمتزج الاخلاص بالولاء والمحبة بالوفاء، والفروع بالأصول، والأحفاد بالأجداد، والأبناء بالآباء فتنتج حباً صادقاً، وعملاً دؤوباً يعز وجوده، ويندر ظهوره، يعجب منه الجميع ويسر منه الصديق.
وانه ليحق لنا جميعاً كباراً وصغاراً ذكوراً واناثاً على مختلف مستوياتنا وتنوع تخصصاتنا أن نعتز ونفخر، ونرفع رؤوسنا لتعانق السحاب لما بلغته عاصمتنا الحبيبة بصفة خاصة وكل بقعة من بقاع مملكتنا الغالية بصفة عامة وسبقنا في الثقافة قليل من كثير وغيض من فيض مما بلغته بلادنا من الرقي والتقدم والحضارة في جميع المجالات مع تمسك بالثوابت والمبادئ وانطلاق من مبادئ أصيلة وقواعد متينة، وأسس راسخة لا تؤثر عليها العوادي، ولا تغيرها المؤثرات ولا تجرفها التيارات الأمر الذي معه صارت مضرب المثل، ومحط النظر، ومقصداً للبشر ومتطلعاً لمن كبر أو صغر.
ويأتي ذلك كله نتيجة للعناية الفائقة والاهتمام البالغ الذي يجده وطننا وأبناؤه وبالأخص رياض السلام من ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله، وبمتابعة مخلصة وقيادة فذة من أمير الرياض وفارسها حبيبها ومحبها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله الذي يقول في هذه المناسبة: لا تزال مملكتنا الحبيبة تعيش فرحة ذكرى مرور قرن من الزمان على اعادة توحيد كيانها الشامخ، ولا تزال الرياض تذكر بافتخار وغبطة يوم أن وطأت قدما ابنها البار عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ترابها الزكي لتشرق عليها شمس غير التي غربت بالأمس.
وبينما لا تزال الرياض في نشوة احتفالاتها بمئويتها الأولى، اذ بها تنتخب عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م لتتواصل افراحها وتتوالى مسيرتها المعطاء، وكلها استبشار بمستقبل زاهر على طريق التنمية والرخاء والاستقرار تحت ظلال راية التوحيد، التي تستمد منها طاقاتنا على العمل، والبذل والابداع، ونحدد بها وجهة حركتنا في هذه الحياة, أ,ه.
نسأل الله العلي القدير ان يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا، وأن يوفق ولاة أمرنا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، لكل ما يحبه ويرضاه، وأن يرزقنا الاخلاص والاحتساب في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
*وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved