Wednesday 2nd February, 2000 G No. 9988جريدة الجزيرة الاربعاء 26 ,شوال 1420 العدد 9988



بالرغم من ذلك
العولمة :هل يعيد التاريخ نفسه
د, محمد الكثيري

في السابق كانت بريطانيا العظمى، أو الدولة التي لا تغيب عنها الشمس، شبه مسيطرة على امكانات الكثير من الدول في شرق الأرض وغربها, وكانت تلك السيطرة عاملا قويا ساعد في ازدهار صناعة تلك الدولة العظمى واقتصادها بصفة عامة، وذلك لقدرتها على الاستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية في تلك الدول التابعة لها, ولا أدل على ذلك من أن نتذكر قصة انشاء انفاق القطارات اللندنية أو مصانع الحديد والصلب في شيفيلد ومانشستر وغيرهما من مدن الشمال الغربي, وفي ذلك يقول الدكتور محمد سليم درويش في كتابه الاقتصاد الصناعي (ففي بريطانيا كان قطن جامايكا يستعمل في صناعة لانكشير القطنية، وكانت الاصباغ المستوردة من جزر الهند الغربية ضرورية لصنع الملابس الداكنة التي تصنع في يوركشير وفي غربي البلاد، وكان الحرير الخام المستورد من أزمير ولجهورن ضروريا لغزالي الحرير في ميرلاند ولنساجيه في فيلدز) ويضيف (ان من الحقائق التاريخية المؤلمة، التي اثبتتها كافة الدراسات الاقتصادية، ان الثورة الصناعية التي تفجرت في النصف الأخير من القرن الثامن عشر باكتشاف البخار ثم باختراع العدد والآلات، والتي كان من الممكن والمنتظر من الناحية المنطقية ان تكون مبعثا للتقدم المطرد في تاريخ الشعوب المتخلفة، كانت هي نفسها نقطة انطلاق على هذه المجتمعات الضعيفة الآمنة، وثبت بسببها وعن طريقها للدول الصناعية المتقدمة السيطرة على المناطق المتخلفة وتسخيرها كمجالات حيوية لتموين وامداد صناعاتها المتقدمة بالمواد الاولية, قد يكون صحيحا ان توغل الدول الصناعية المتقدمة في المناطق المتأخرة قد جاء ببعض المزايا، أو حقنها بأول جرعة من رأس المال الصناعي: خطوط حديدية، مناجم، معدات المزارع الكبيرة، إلا أنها عملت مع ذلك على تشويه اقتصاديات الجنوب المتخلف، ذلك انها كانت تنظر إلى المستعمرات لا باعتبارها مناطق تتحقق فيها تنمية متوازية، ولكن باعتبار أنها اساسا مصادر ضخمة للامدادات تلحق بالاقتصاديات الصناعية في البلاد الأم).
تذكرت ذلك وأنا أتامل مجريات الاحداث التي صاحبت مؤتمر منظمة التجارة الدولية الذي عقد اخيرا في مدينة سياتل الامريكية وما اتضح خلاله من الرغبة المبطنة للدول الكبرى من تحوير قرارات المنظمة لمصالحها والسعي لاستغلال امكانات الدول النامية وبالذات ميزها النسبية المتمثلة في رخص عمالتها وتوفر بعض الموارد الطبيعية الاخرى.
إن هذا لا يعني تأثراً بنظرية المؤامرة التي تثار حينما يتخذ اي قرار سياسي او اقتصادي في الغرب يتعلق بالشرق, ولكنه انطلاق من مفهوم المصالح التي تنطلق منه ومعها الحق الدول الغربية لرسم مستقبلها السياسي والاقتصادي, فقد كانت الدولة العظمى المتمثلة في بريطانيا في ذلك الوقت ساعية لتحقيق مصالحها بقوة الاستعمار، أما الدولة العظمى الحديثة ممثلة بأمريكا تساندها الدول الغربية فهي تسعى للسيطرة من خلال حجم شركاتها ومؤسساتها ومنظماتها الدولية التي اخذت تشرع والآخرون ينفذون, وهي سائرة في ذلك في ظل غياب التوازن الدولي وانقسام الدول وانشغالها بمشاكلها الداخلية.
ولكن هل يعني ذلك ان نقف وأعني هنا دولنا العربية والإسلامية في موقف المتفرج؟ دون ان يكون لنا دور للتأثير في مجريات التاريخ سواء كان ذلك التاريخ يعيد نفسه بثوب جديد أو يتشكل بصيغة اخرى, ان تطورات الاحداث وسرعتها لم تعد تمنح فرصة للتفكير ما لم يكن ذلك التفكير مصحوبا بقرار سليم وآلية تنفيذ واضحة, مما يعني ان على دولنا ان تخرج من اعاقتها السياسية والاقتصادية ومشاكل حدودها وجوازاتها واجتماعاتها وتنظيراتها إلى ايجاد رؤية اقتصادية مستقبلية شاملة تساعد هذه الدول في استغلال ثرواتها وتمكنها من ان تكون لاعبا في الساحة وليست متفرجا فقط, وأظنه حريا بمسؤولي الاقتصاد والمال والصناعة في دولنا العربية والاسلامية ان يحذوا حذو زملائهم وزراء الداخلية الذين ما أن أحسوا ببعض الاخطار الامنية التي بدأت تهدد دولهم وشعوبهم حتى تجاوزوا الخلافات وقضوا على العوائق وانتقلوا من التنظير إلى التفعيل ومن التخطيط الى الانجاز بطريقة عملية سريعة وافقوا من خلالها على الكثير من القرارات التي تهدف الى حماية بلدانهم, ولا أظن ان الحماية الاقتصادية تقل اهمية عن الحماية الامنية، بل هما وجهان لعملة واحدة يستدعيان التكاتف والعمل الجماعي بعيدا عن التسويف والتأجيل اللذين لن يبقيانا على ما نحن عليه الآن فقط بل سيقذفان بنا إلى مؤخرة الركب.
طيبة يتفقد عدداً من المشاريع الكهربائية بمكة المكرمة
يقوم اليوم معالي المهندس محمود عبد الله طيبة رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب للشركة السعودية الموحدة للكهرباء بالمنطقة الغربية بجولة تفقدية على محطة تحويل منى رقم (2) والوقوف على التوسعة الجديدة بمحطة تحويل عرفات,, كما سيقوم معاليه بزيارة محطة التحويل الجديدة 110 ك،ف والتي انشئت لتشغيل مشروع المجازر الحديثة بمشعر منى,كما سيقف معاليه على آخر ما وصلت اليه الاستعدادات لافتتاح محطة تحويل وادي جليل كما سيطلع معاليه على الرسومات والخرائط الخاصة لانشاء النادي الرياضي لفرع كهرباء الغربية بمكة المكرمة, الجدير بالذكر ان تكاليف هذه المشاريع بلغت اكثر من 379 مليون ريال وتأتي ضمن خطط الشركة الرامية الى ضرورة تدفق التيار الكهربائي بشكل منتظم خاصة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وذلك لما تشهده هذه المشاعر المقدسة من تدفق كبير لضيوف الرحمن طوال العام.
رافق معاليه في هذه الجولة سعادة الدكتور بكر حمزة خشيم مدير عام الشركة والسادة نواب المسؤولين وعدد من المهندسين المختصين في كهرباء الغربية.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved