Wednesday 2nd February, 2000 G No. 9988جريدة الجزيرة الاربعاء 26 ,شوال 1420 العدد 9988



الرياض,, ثقافة العرب!!
د, محسن الشيخ آل حسان

في سفرتي الأخيرة إلى سلطنة عمان الشقيقة جمعتني ظروف السفر بمستشرق ألماني اسمه البرفسور ماكين هاينز، وهو أحد المهتمين الكبار بتراث وثقافة الوطن العربي بصورة عامة والخليج العربي بصورة خاصة,, وقد زار هذا المستشرق تقريباً جميع الدول العربية بما فيها بعض دول مجلس التعاون سوى دولتين هما المملكة والكويت.
وقد حدثني البرفسور هاينز عن سفراته المتتالية الى الشرق الأوسط وما استطاع ان يحصل عليه من معلومات تراثية وثقافية جمعها في كتاب سيطرحه الى الأسواق قريباً بلغتين الألمانية والانجليزية وقد سماه ثقافة العرب, (ARAB LITERATURE).
وسألته لماذا لم تكمل جولاتك الثقافية هذه وتزور المملكة والكويت لتكون على علم كامل بهاتين الدولتين وتراثهما وثقافتهما,, ليكون كتابك موثقاً عن جميع دول الخليج العربي؟
فابتسم البروفسور هاينز واعتدل في جلسته وقال لي: بالرغم من انني لم أزر السعودية والكويت ولكن ما يحتويه كتابي عن المملكة يعادل ما يحتويه عن جميع الدول العربية قاطبة.
أنا أعرف الكثير عن المملكة وتاريخها المجيد,, لقد زرت جميع سفاراتكم وملحقياتكم ومؤسساتكم الدينية والثقافية والتعليمية في الخارج وكذلك بحثت واطلعت على جميع المخطوطات التاريخية التي تحتفظ بها كبريات المكتبات العالمية في واشنطن ولندن وباريس وغيرها ولدي مكتبة كبيرة في منزلي في فرانكفورت تحتوي على كتب ومخطوطات تاريخية عن المملكة العربية السعودية, ودعني أعطيك معلومة ليست خافية على أحد,, حيث تم اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000,, وهذا يدل على تقدير واحترام رجال الثقافة العرب والمسؤولين الذين اجتمعوا في الشارقة وصوتوا بالاجماع لهذا الاختيار الموفق، وما زالت المملكة العربية السعودية تعيش فرحة ذكرى مرور قرن من الزمان على اعادة توحيد كيانها الشامخ ولا تزال الرياض تذكر بفخر وغبطة يوم أن وطأت قدما مؤسسها وموحدها ابنها البار عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ترابها الزكي لتشرق عليها شمس الحرية والعلم والرفاهية والخير والثقافة.
أقول بينما لا تزال عاصمتكم الرياض في نشوة احتفالاتها بمئويتها الأولى واذا بها تنتخب عاصمة للثقافة العربية لعام 2000 لتواصل افراحها وتتوالى مسيرتها المعطاء وكلها استبشار بمستقبل زاهر على طريق التنمية والرخاء والاستقرار تحت راية التوحيد التي تستمدون منه طاقتكم على العمل والبذل والابداع.
فارتحت لحديث البروفسور هاينز والذي كان يتكلم باللغة العربية الفصحى، وسألته ماذا تعرف أيضاً عن المملكة؟
فقال أعرف الكثير، أعرف أن عبدالعزيز هو الموحد وان ابناءه سعود وفيصل وخالد الملوك سلكوا نفس الحكمة في ادارة الحكم في بلادكم باسلوب ديمقراطي مميز,, اسلوب الباب المفتوح,, والآن المملكة تعيش عهداً زاهراً,, وحضارياً وضع اسم المملكة في مصاف الدول المتقدمة,,هذا العهد هو عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز,, وعهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله ولي العهد ورئيس الحرس الوطني,, وعهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام,, وعهد الشعب السعودي الذي يساهم بقسط كبير في ادارة شؤون المملكة وبنائها.
وقلت له ومن تعرف أيضاً في المملكة؟ قال: لقد قابلت المرحوم الأمير الشاب فيصل بن فهد الذي حدثني الكثير عن بلاده,, وقال لي بعد الاجتماع الذي عقد في الشارقة,, لقد تبنيت مشروعاً أمام وزراء الثقافة العرب في الشارقة لتكون الرياض عاصمة الثقافة العربية,, وها أنتم اليوم تجنون ثمرة جهوده,, كذلك التقيت بالمفكر والمخلص والمتبني لكل الأعمال الانسانية ليس في المملكة فقط بل حتى في العالم,, هذا الانسان الذي تحدثت عنه الكثير في كتابي هو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير عاصمة الثقافة العربية.
وبعد الحديث الشيق قدمت لبرفسور هاينز دعوة لزيارة المملكة,, فقال هذا حلم من أحلامي الكبيرة,, ارجو أن يتحقق وافترقنا وقبل الدعوة.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved