Wednesday 2nd February, 2000 G No. 9988جريدة الجزيرة الاربعاء 26 ,شوال 1420 العدد 9988



في مسألة الزي الوطني,, الموروث
وهذه,, محاولة للفهم والتصحيح

عزيزتي الجزيرة,.
* مقال الاخ الدكتور عبدالعزيز بن حسين الصويغ، المنشور على هذه الصفحة بهذه الجريدة عدد يوم الاحد الموافق 23 من شهر شوال الحالي، جاء في شكل دعابة على مقال، خفيف دم ، سبق نشره للاستاذ محمد بن عبدالله الحمدان، فبدا الاخير، في وزن الريشة ,, خاصة وهو يتناول الزي الوطني ، من باب التعدد ,, ومحاولة ايجاد صيغة وحدوبة ,, تريحنا من انفلات العقال، وميلان الغترة، وسحبة البشت,, ولكن مشروع الدكتور الصويغ، توقف عند مرحلة 3×1 فوق الرأس ,! ولو تجمل فأكمل، لوصل بنا ربما الى صيغة توحد كافة عناصر الزي الوطني الخليجي في واحد.
* وفي هذه السطور، ربما اسعى الى فكرة اشمل من تلك التي سبقني بها الدكتور الصويغ، وربما اسير بالحوار الى محطة اعقد مما ينتظره مني الكاتبان، الصويغ والحمدان.
* اما الصويغ,, فاني في مأمن ان شاء الله من رد فعله، لما تبدى لي من استعداده لفكرة التطوير ,,! واما الحمدان ، فالله المستعان على ما يضمر الزمان، فهو مدافع منافح عن كل اصيل وتراثي وعريق,,!
* اما الصيغة الاشمل ، لتوحيد الزي الخليجي الموروث ، فانها عندي تتعدى مشروع الثلاثة في واحد ، الى 18×1 تشمل ما فوق الرأس، وما تحت الرأس حتى اخمص القدمين,, ولم لا,, !,, فالرجل الفضائي ليس حكراً على امة دون اخرى, وتعالوا نذكر عناصر هذه الصيغة الوحدوية التي ينبغي ألا يدعيها احد بعد اليوم، لاننا في عصر حفظ حقوق المبدعين والمخترعين والمكتشفين,,! وهي هذه: عقال شماغ او غترة طاقية ثوب زراير تركيبة كبك فنيلا وهي الشعار سراويل، وهي مؤنثة مفردة وجمعها سراويلات, واصلها فارسية آتية من الشروال، ولا يقال سروال تكة سراويل للبعض ممن يتجذر في تراثه ويرغب عن المطاط شراب حذاء او جزمة بشت وهو العباءة خاتم لمن يتختم مسبحة او سبحة ساعة جهاز بيجر معلق بأحد الجيوب جهاز هاتف نقال نظارات لمن يلبسها .
* وهكذا,, اوشكنا على بلوغ رقم دول الجامعة، التي تتوحد تحت سقفها ثم تخرج فرادى,,! اما هذا الزي الخليجي الوحدوي، فيمكنه ان يحقق وحدة اندماجية شكلية على اقل تقدير , في محمول واحد، بحيث يدخل فيه او يخرج منه، هذا الانسان الخليجي الحريص على زيه الشعبي الوطني التراثي الموروث ، دون عناء او مشقة، ويذهب فيه الى العمل والشارع، ويتبختر به في البيت وفي الاسواق العامة، ويختفي منظر الذين يصلحون من عقلهم وشمغهم عند اشارات المرور، فيعرقلون الحركة، ونحقق طفرة في الانتاج والنمو، نتيجة توفير ساعتين ثبت ان الموظف الخليجي يقضيهما كل يوم في تفقد هندامه,, وتعديل مرزابه، والتردد على المرآة، والابتسام في وجهها عدة مرات كل يوم,,!
* اما ما اظن انه الاعقد ,, وكم في حياتنا من عقد يصعب حلها او حتى مجرد حلحلتها,,! فهو محاولة التفكير مجرد التفكير في ايجاد صيغة توفيقية لا تفريط فيها ولا افراط, وتحفظ لزينا التراثي كرامته من ان تهان وتمتهن في ميادين الجد والكد والعمل والانتاج,, وفي الوقت ذاته، نتخلص من عقدة الوجاهة المصنطعة في أزمنة وأمكنة لا تتطلب مثل هذا الجهد للوصول الى درجة الوجاهة والكشخة ,,! وهذا يجعلنا نفكر بواقعية في افتراض يقول: بأن ملابس الخليجيين للرجال والنساء على السواء، هي احد اهم معوقات التنمية ,,! والسبب ان هذا اللباس النظيف الفضفاض المنمق المزركش المنشى المعطر الملون,, لا تليق به المعامل والمصانع وميادين الميكنة والعمل والانتاج، وما يتطلب الحركة والتفرغ للوظيفة، حتى في الاعمال الكتابية, لهذا,, فان من البنطلون والقميص وحذاء الكاوتش ,, البديل الامثل الذي لا يكلف الا دراهم معدودة، ولا يتطلب وقتاً في التصليح والترزيز وغيرها, لانه ليس اكثر من 3×1 فقط, وليس 18×1 كما مربنا, واذا كانت مسألة الرأس الحاسر، تؤرق البعض، نظراً لوجود ارض يباس صفصف، او اخرى ثلجية، فهناك حلول جاهزة للتغطية والتظليل,, وليس التضليل نعوذ بالله من الاخيرة,,!
* واتقاء لغضبه حمدانية ,, لاتبقي ولا تذر,, او ماسار في ركابها، ارجو ان نكون متفقين من حيث المبدأ، على ان لباسنا الوطني، هو ليس اكثر من موروث، ففي العصر النبوي الطاهر، كان اكثر الناس لا يعرف من اللباس غير ازار ورداء، او ازار وقميص,, ثم نعل او خف, والقميص والازار اقرب الى القميص والبنطلون في هذاالعصر.
* اما الملابس الوطنية، فلا ينكر احد انها من تراث الشعوب، ومن رموز حضارتها وهذا ما حدا بشعوب عربية واسلامية الى وضعها في مرتبة شرفية عليا، فهي تلبس في المناسبات الوطنية، وفي غير ازمنة وامكنة العمل، فللإيرانيين لبس وطني وآخر عملي, وللشاميين والمصريين والمغاربيين وغيرهم مثل ذلك.
* وبالمناسبة,, فان ابناء البلاد المغاربية، حلوا مسألة التعدد في اللبس الشعبي الموروث، بأن اخذوا ب الجلابة للرجال والنساء على حد سواء, وهي امتداد للجلبات العربي القديم الذي لم نعد نتذكره,, ثم جعلوه شاملاً من الرأس حتى القدمين، ولكنهم لا يلبسونه ايضاً الا في المناسبات, فللعمل لباس يناسبه ولا يشغل صاحبه عن اداء واجبه او يتسبب في ضياع وقت مخصص للانتاج وللصالح العام.
حماد بن حامد السالمي
الطائف المأنوس

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved