Friday 4th February, 2000 G No. 9990جريدة الجزيرة الجمعة 28 ,شوال 1420 العدد 9990



عولمة الصحة سنة 2000م

جاء في تقرير لمعهد الأمم المتحدة لبحوث التنمية الاجتماعية (حالات فوضى) العبارة التالية: لا تبرز آثار الاستقطاب للعولمة في اي مكان قدر بروزها في مجال الصحة.
ان التقدم العلمي والتقني وتزايد الدخول وتطور التعليم والاتصالات وتوفير بعض الخدمات العامة قد وفر حياة انسانية كريمة لم يكن من الممكن تصورها قبل ثلاثين عاما.
لكننا ونحن في مطلع سنة 2000م، يبدو ان الخطر على الصحة العامة يتصاعد,, اذ على المستوى الوطني تنخفض قدرة الكثير من الحكومات على توفير خدمات صحية فعالة.
أما على المستوى الوطني والعالمي على حد سواء فهناك انتشار سريع لأمراض جديدة او سلالات من الامراض وانبعاث لأمراض قديمة كان يعتقد انه أمكن السيطرة عليها.
ويشكل تعاقب ظهور الاوبئة اشارة شديدة الخطورة الى حالة عالمنا الحاضرة لا من حيث اشكال المعاناة الانسانية فحسب بل من حيث التطور بصورة عامة,, فهي تنطوي على انهيار الضوابط الاجتماعية (النظافة الصحية والتغذية ومقاومة العدوى وبرامج الوقاية الصحية والسكن) التي اعتادت منع مثل تلك الامراض في المجتمع البشري.
وتشكل العولمة تهديدا للصحة العامة من عدة جوانب فمن نحو يمكن ان تؤثر التوترات الاقتصادية وفقدان الوظائف وخفض الاجور وتدني مستويات السلامة وسهولة الحصول على منتجات تدمر الصحة يمكن ان يؤثر ذلك كله على الصحة البدنية والعقلية عند الكثيرين.
ومن نحوٍ آخر فإن عمليات التمدن والهجرة وتزايد انهماك الناس في نشاطات غير منتجة تؤثر سلبا على صحة أفراد المجتمع,, اذا يتمثل جوهر الصحة العامة في القدرة على قياس ومراقبة الاتجاهات والوقاية من المرض وكبح انتشاره وتوفير المستلزمات المادية للصحة (السكن ، الماء، الصرف الصحي) والتغذية السوية للاطفال.
ومن نحوٍ ثالث، ففي الاقتصاد العالمي لم ترتفع اسعار بعض المنتجات الطبية والخدمات الطبية بفعل الخصخصة فحسب بل ان نوعية العلاج المقدم قد تدهورت ايضا وإن تراخي قيود التجارة والسوق قد سهل اغراق المجتمعات بالادوية غير الآمنة والمنتهية الصلاحية, وأخيرا فقد تأثرت الصحة العامة بحقيقة ان الكثير من العائلات والمجتمعات المحلية لم تعد قادرة على توفير نوع الرعاية الضرورية للوقاية من المرض والمساعدة على الشفاء منه، حيث ان الشبكات الرئيسية في الإعالة الاجتماعية قد ضعفت ولا تستطيع القيام بأدوارها على اكمل وجه, وبعد، فهل آن الاوان لأن نحذر من خطر العولمة على الصحة؟! خصوصا وان عصر العولمة قد ظهرت معالمه وانكشفت خصائصه وتعالت اصوات مؤيديها.
فالحذر الحذر، وان صحتنا في خطر!!
د, زيد محمد الرماني


رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

ملحق الميدان

الجنادرية 15

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved