Saturday 5th February, 2000 G No. 9991جريدة الجزيرة السبت 29 ,شوال 1420 العدد 9991



تعليم 21
التعليم ظاهرة مقصودة
د, عبدالعزيز بن سعود العمر

لو قدر لك أن تطلع على بيان بأطوال مجموعة عشوائية كبيرة ممن يحضرون مباراة جماهيرية لوجدت أن غالبية الناس لهم أطوال تقع قريبة من طول الإنسان العادي المتوسط ، ولوجدت أيضاً أن هناك فئة قليلة من الناس لها طول فارع وفئة قليلة أخرى أطوالها قصيرة وبالمثل، لو قدر لك أن تطلع على مستويات ذكاء هذه المجموعة العشوائية لوجدت أن مستوى ذكاء معظم الأفراد يقع في حدود ذكاء الفرد العادي المتوسط ، ولوجدت أيضا أن هناك فئة قليلة ذات مستوى عال من الذكاء يقابلها فئة قليلة أخرى ذات مستوى متدن من الذكاء, يخبرنا أهل الإحصاء أن مثل هذه الظواهر الطبيعية العشوائية غير الموجهة بقصد تتوزع نواتج قياساتها لتأخذ دائما توزيعا معروفاً مسبقا الغالبية العظمى تقترب من المتوسط والأقلية الباقية تتوزع بالتساوي على الطرفين .
لننتقل الآن من الظواهر الطبيعية العشوائية غير الموجهة بقصد إلى ظاهرة أو نشاط مقصود ومخطط له، ألا وهو التعليم, تصور أن مدرسة ما استقبلت مع بدء عامها الدراسي مجموعة كبيرة من الطلاب المستجدين المتباينين في خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والمتباينين أيضا في قدراتهم الأكاديمية وسماتهم الشخصية.
ماذا سوف نلاحظ لو أننا نظرنا في إنجازات هؤلاء الطلاب بعد عام أو عامين من انطلاق قطارهم التعليمي؟ في ضوء الممارسات التعليمية القائمة سوف نلاحظ أن إنجاز الغالبية من هؤلاء الطلاب يقع قريباً من المتوسط المتعارف عليه إن كان هناك متوسط معروف ، أما القلة الباقية منهم فتتوزع بالتساوي بين إنجاز عال وإنجاز متدن, ياللعجب، هل التعليم نشاط عشوائي يسير بدون قصد يحركه ويوجهه؟ بعبارة أخرى: لماذا فقط قلة من الطلاب هم الذين يحققون مستويات عالية من الإنجاز في حين تقبع البقية إما حول المتوسط وإما عند مستويات متدنية؟ ألا يمكن أن نقدم تعليما يحقق فيه كل الطلاب أو على الأقل نسبة كبيرة منهم إنجازات راقية؟ إنني أجزم أن هذا لن يتحقق طالما نحن لا ننظر إلى تعليم الطالب student learning على أنه المعيار الأساسي الذي نحتكم إليه عندما ندرب المعلمين أو نختار القيادة المدرسية أو نحدد المنهج أو نقيم المبنى المدرسي أو نقرر نظمنا الادارية.
وقفات
- خرج ابني ذات يوم من مدرسته الروضة وهو يحمل مسدسا ومشطا من الرصاص بلاستيك طبعا , أما كان بالإمكان لهدية النجاح تلك أن تجمع بين المتعة والفائدة؟ خصوصا ونحن نتحدث عن طفل مازال في فترة التكوين والتشكل, إنها فترة الذهب العمرية التي اعتدنا على تجاهلها.
- عندما يصبح التعليم هو محور حديث المعلمين والتربويين في لقاءاتهم ومجالسهم الخاصة فهذا دليل على أن تحولات واشياء كثيرة تحدث.



رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

الجنادرية 15

أيام في أرض دولة فلسطين المحررة

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved