Saturday 5th February, 2000 G No. 9991جريدة الجزيرة السبت 29 ,شوال 1420 العدد 9991



وحي المستقبل
صندوق طلاب الجامعات بين الواقع والمأمول
د, عبدالله الموسى

للمرة الأولى منذ ما يزيد على سنتين عندما كتبت أول مقال في هذه الجريدة الغراء أقف حائرا عن ماذا أكتب؟، الأحداث في مجال المعلوماتية التي يجب متابعتها كثيرة جداً وإذا كان لابد من متابعة الواقع الذي أصبح معلوماتيا والأمية التي أصبحت حاسوبية وحديث المجالس الذي أصبح انترنتيا فيحتاج الشخص إلى عدد من الصفحات والأعمدة لتغطية تلك الأحداث, ولكي أبرهن على ما سبق أذكر لكم بعض الأمثلة ففي الأسبوع الماضي اختتم معرض الكمبيوتر السعودي وكذلك معرض الكتاب والكتاب الإلكرتوني في كلية إعداد المعلمين وفي هذا الأسبوع تكمل الانترنت عامها الأول, وفي هذا اليوم يفتتح معالي وزير التجارة ندوة التجارة الإلكترونية التي تقام بفندق حياة ريجنسي بالرياض وفي هذا اليوم أيضا يفتتح معالي مدير جامعة الملك سعود مركز الانترنت والبحث الآلي في المكتبة الجامعية ويفتتح ايضا قاعة تدريب الحاسوب في المكتبة أيضا,, الخ احداث كثيرة جدا لا أدري بماذا أبدأ فكل موضوع يحتاج لوقفات وهمسات ولكن لم يكن بالإمكان أفضل مما كان، ونظرا لأن موضوع التجارة الإلكترونية يمكن تناوله لاحقا لأنه متجدد ومتكرر ولأن معرض الكمبيوتر جاء مصدقا للتوقعات التي لا يمكن معالجتها إلا بتدخل رسمي، إذ أن الهدف الرئيس كالعادة هو تصريف ما كان باليا وكاسدا وقديما وعتيقا أما الجديد الذي ينشده ويتطلع له الجميع فهو ليس محل التفكير أصلا,!
لهذا كله فقد آثرت أن يكون الحديث في هذا اليوم موجه إلى أكاديميين أحسبهم يعرفون أكثر من غيرهم عما يجري من حولهم عن المعلوماتية وآثارها ومتطلباتها وضرورة الاستعداد لها، هذا الموضوع هو موضوع الاستثمار الحاسوبي في صندوق الطالب.
اعتقد أن موضوع صندوق الطالب في الجامعة والمتمثل بعشرة ريالات تؤخذ من مكافأة كل شهر من كل طالب من أهم الجوانب التي يجب إعادة النظر فيها واستثمارها بما يعود على الطالب بالخير والنفع لنفسه ولوطنه و من خلال احتكاكي مع طلاب الجامعات والجلوس معهم للسماع لأنينهم وتطلعاتهم ورغباتهم وشكواهم من عدم الاستفادة من صندوق الطالب طوال الأربع سنوات ومن خلال المتابعة للصحف التي تصدر من الجامعات لمست بداية صوت مقهور من الداخل بدأ خائفا من طرح أفكاره يعلن عن آماله وتطلعاته ففي رسالة جامعة الملك سعود قرأت مقالا بعنوان الانترنت والبحث بقلم سعود الغربي ويطالب المقال بضرورة توفير الانترنت لطلاب الجامعة، وأضم صوتي لصوت الطالب فمن وجهة نظري الخاصة أعتقد أن حاجة طلاب الجامعات للانترنت مساوية لحاجة أعضاء هيئة التدريس إن لم تكن أكثر فالطلاب هم عتاد الوطن وهم الاستثمار الحقيقي وهم الذين سيعيشون عصر المعلومات الحقيقي بحيث من المتوقع أن تكون قطاعات الدولة الحكومية والقطاعات الخاصة قد أتمت مكاتبها خلال السنتين القادمتين.
وبوقفة سريعة مع صندوق الطالب أقول إن استثمار جزء منه ليس كله كيلا أفهم خطأ لتدريب الطلاب في مجال الحاسب الآلي بصفة عامة والانترنت بصفة خاصة أمر يحتاج إلى تفكير عميق ودراسة متأنية، وأعرف أن هناك مصاريف أخرى كثيرة لصندوق الطالب يشكر القائمون عليها، لكن معظم الطلاب يتخرجون وهم لم يستفيدوا من هذا الصندوق فلا أقل أن يستثمر جزء من هذا المبلغ لتدريب الطلاب بسعر رمزي جدا، فمثلا يوجد في إحدى كليات الجامعات السعودية ولكي لا يكون الكلام موجها احتفظ باسم الكلية حوالي 4000 طالب وطالبة، أي أن صندوق الطالب في هذه الكلية هو
10 12 4000=480000 سنويا أي أن الطلاب يدفعون خلال أربع سنوات 480000 4=1920000 أي حوالي مليوني ريال بالإضافة إلى رسوم بسيطة مقترحة 50 ريالا لكل دورة لضمان الجدية, ولو أن الكلية قامت بإنشاء معملين للحاسب الآلي يتكون كل معمل من 40 جهازا أي أن التكلفة التأسيسية هي 2 40 4000 = 320000 ألف + متخصصين في الحاسب الآلي (مدربين) 4000 ريال شهريا 2 3500 12 = 70000 ريال سنويا, بالإضافة إلى الصيانة والتحديث وبعض الأجهزة المكتبية وبعض البرامج 60000 ريال وعليه يمكن القول إن تأسيس معملين بطاقة 80 جهازا تكلف حوالي 450000 ريال سنويا منها حوالي 350 تكلفة تأسيسية والباقي حوالي 100000 سنوية تكلفة تشغيلية, أما الفوائد التي سوف يجنيها الطلاب فهي كثيرة ومن أهمها محو أمية الحاسب الآلي والانترنت, فإذا قلنا إن مقدمة في الحاسب تحتاج إلى 20 ساعة ومقدمة في الانترنت تحتاج إلى 10 ساعات أي أن الطالب يحتاج إلى 35 ساعة تقريبا لكي يعرف أساسيات الحاسب والإنترنت.
ويمكن تقدير عمل المعمل من 10 إلى 12 ساعة يوميا بواقع 4 دورات (3 ساعات يوميا لكل دورة) كل أسبوعين لكل معمل أي أننا في الفصل الدراسي (12 أسبوعا خارج الامتحانات) عقدنا 6 دورات في كل معمل 2 18 40 طالب = 1610 طالب وطالبة خلال سنة واحدة (ثلاثة فصول) أي خلال سنتين يمكن أن نقوم بتدريب جميع طلاب الكلية تقريبا، وإن لم يكن هذا ممكنا على صعيد الكليات فلا أقل أن يكون على مستوى الجامعة أعني تأسيس معامل على مستوى الجامعة تكون للتدريب لجميع الطلاب ولا شك أن هذا سوف يكون أوفر وأفضل وأحسن وأكمل إن شاء الله.
وموضع كهذا ألا يستحق التفكير بعمق؟؟ سؤال موجه لعمداء شؤون الطلاب بالجامعات السعودية.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

الجنادرية 15

أيام في أرض دولة فلسطين المحررة

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved