Sunday 6th February, 2000 G No. 9992جريدة الجزيرة الأحد 30 ,شوال 1420 العدد 9992



بوح
الكتابة بالرسم
إبراهيم الحميدان

الكثير من الأعمال الفنية أخذت تعبر ليس في المفاهيم الشخصية انما تلتقط الأفكار لتحولها الى صور وليس المقصود بالصور هنا الفوتوغرافي انما اعماق التفكير وربما التعبير بدلا من التأثر السطحي.
ففي جلسة أدبية كان يتحدث فنان تعبيري يمتهن الرسوم التشكيلية وقد اعجبني رده على سؤال أحد الحضور,, ما رأيك لو تضافرت الرسوم التعبيرية مع النص التي تتضح الفكرة في تناقلها بين اثنين احدهما سرد والآخر بالرسم لتكشف في دلالاتها عمقا لا ظاهراً,, رد الآخر,, انه عمل فيه مخاطرة، فالرسم يعبر عن فنان يختلف عن كاتب النص حتى بالنسبة لقراءة فكرة واحدة والقراءة هنا تعني الاستيعاب وليس بما تنطق به الحروف اي استيعاب ما توحي به الفكرة وترمز له, فالمشهد الذي نشاهده أمامنا يختلف في وقعه وتأثيره على من يتعمق في قراءته,, وأكرر قراءته أي ردة فعله على الذات الذواقة ذات الحساسية المرهفة,, فالفنان حين يتمعن في مشاهدة منظر ما,, حتى وان كان شجارا بين قطط فهو يوحي له بفكرة بعيدة جداً في الشجار,, ربما قد يكون في الجوع او القتال الذي يقع بين قوي وضعيف بين شجاع وجبان الحقيقة ان رد الفنان الذي طرح عليه السؤال كان واقعيا ولم يبتعد به الخيال سوى انه تصور المشهد من كافة جوانبه وهو هنا لا يشبعه الرسم الكاريكاتوري الذي نال في الفترة الاخيرة الكثير من المتابعة باعتباره يعبر عن مشكلات اجتماعية بالرسم بدلاً من القلم,, وإذا كان قد قيل في مدح بعض الشعراء انه يرسم بالقلم فالرسام التشكيليي الناجح يكتب بالرسم,, وليسمح لي رسامو الكاريكاتير إذا كنت اقتحمت مراسمهم بدون خلفية كبيرة في الفن التشكيلي.
فما هي الا رجع الصدى لتعبير زميل لهم اعجبني رده على تساؤل مطروح بغية زيادة المعرفة,, حيث تداخلت الفنون في هذا العصر وان كان لكل فن خاصيته فهي في النتيجة تعبير في خلجات الانسان في مواجهة مشكلات العصر التي تتنامى مع اتساع افق المعرفة.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

الجنادرية 15

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved