Sunday 6th February, 2000 G No. 9992جريدة الجزيرة الأحد 30 ,شوال 1420 العدد 9992



الإسلام والشرق

انطلقت دعوة الاسلام من بلادنا الطاهرة التي باركها الله، حيث نزل الوحي الأمين بالقرآن الكريم على خير المرسلين؛ ليكون نوراً للبشرية في كل العصور حتى يرث الله الارض ومن عليها، وانطلق شعاع الدعوة في كل الاتجاهات، حتى اصبحت جزيرة العرب كلها داراً اسلامية، ومن ثم تلتها الفتوحات بأنواعها حتى وصلت دعوة الحق الى ارجاء المعمورة التي شاء الله لها الهداية.
لقد وصل الاسلام الى اقاصي شرق المعمورة على مراحل، فوصل أواسط آسيا، وشبه الجزيرة الهندية حتى شارفت على بلاد الصين.
ووصل جنوب شرق آسيا، وجزر المحيط الهندي، والجزر الاندونيسية بواسطة التجار المسلمين الذين حملوا دعوة الحق في صدورهم وعقولهم قبل سفنهم، وجاءوا بخير دعوة ومنهج وبخير اخلاق ومثل، فاعتنق اهل تلك البلاد عقيدة الاسلام، واصبحوا اهلها وحماتها، حتى ان اكبر بلد مسلم الآن هو اندونيسيا التي تضم بين جوانحها اكثر من مائتي مليون مسلم يوحدون الله تعالى,كما أن الدعوة وصلت للجزر في اقاصي شرق المعمورة فوصلت الفلبين بجزرها العديدة، واليابان ببحورها وامتدادها، وكذلك شبه الجزيرة الكورية وحتى اقاصي سيبيريا الروسية، وما زال انتشار دعوة الحق مستمراً ودائماً، وسيبقى كذلك الى ما شاء الله لانه النداء الذي ارسله الله للبشر أجمعين,إن وجود الاسلام والأقليات الاسلامية في البلدان والمجتمعات الغربية حقيقة واقعة، وهي اقليات اثبتت انتماءها الحقيقي والواقعي للاسلام وارتباطها به، ومدت لها البلدان الإسلامية الجسور لربطها بالأصول والجذور,لقد تحدثنا كثيراً كما تحدث غيرنا من صديق وعدو عن العلاقة بين الاسلام والغرب وهذا امر مطلوب، ولكن هناك الاسلام والشرق، وهذا بحاجة للبحث والتحليل سواء من جهة الدعوة، او من جهة البحث عن تلك الاقليات التي جهلت حتى وجودها بعد ان وضعت حولها اسوار وجدران اعلى من سور الصين العظيم، ورغم اننا نعيش في عصر اصبح فيه العالم قرية صغيرة بواسطة التطور العلمي والتكنولوجي وتقدم وسائل المواصلات والاتصالات وشبكات المعلومات الا ان واقع المسلمين في تلك البلدان لم يتغير كثيراً وهذا بحاجة لجهد كبير وبذل عظيم وكفاح مرير بالكلمة والقلم والفكر والعقل.
من هنا كان تركيز الجنادرية وهي الموسم الثقافي العربي والاسلامي الكبير، كان تركيزها على جعل المحور الرئيسي لنشاطها الثقافي لهذا العام هو موضوع: الاسلام والشرق .
ان بلداً عملاقاً مثل الصين يضم اقلية مسلمة منع عنهم حتى القرآن لفترات طويلة، ومثلها بلدان عديدة كالهند التي تحوي عشرات الملايين وهكذا باقي البلدان حتى ان ثقل الاسلام البشري يقع في تلك البلدان، ان تلك المجتمعات بحاجة لدراسات مستفيضة ونقاشات وبحوث واقعية لبحث واقع المسلمين ومعيشتهم وحياتهم ومناقشة احتياجاتهم ومتطلباتهم، والاتصال بالحكومات لفسح المجال امام رسل الخير، ولحثها على اعطاء المسلمين حقوقهم كبشر، خاصة ان المسلمين في تلك البلدان بأمس الحاجة للقرآن الكريم كتاب الله، وترجمات معانيه، ولكتب السنة النبوية المطهرة، ولكتب الفقه، وللدعاة وللأئمة وللمساجد والمراكز الثقافية والمدارس الشرعية، ولتعليم اللغة العربية، انهم بحاجة للعقيدة الاسلامية الصافية الناصعة البعيدة عن الشوائب، خاصة انه لم يبق لهم من الاسلام الا الاسم، ولا حول ولا قوة الا بالله، ورغم ذلك فهم يدافعون عنه حتى الرمق الأخير؛ لأن فطرتهم تدلهم انهم انما يدافعون عن الحق.
لقد وعى الغرب تلك الحقائق، ومن هنا اتجاه مادياً واقتصادياً وثقافياً وعسكرياً لزعزعة الكيانات الاسلامية هناك، فها هي اندونيسيا اكبر بلد مسلم تتفكك جزرها الواحدة تلو الاخرى لحجج واهية وبفتن ودسائس لا تخفى على احد، وها هي ماليزيا يسحب البساط من تحت ارجلها الاقتصادية بعد ان كانت نمراً اقتصادياً، لقد اصبحت اندونيسيا دولة مدينة مالياً بعد ان كانت عملاقاً اقتصادياً.
اما قضايا المسلمين سواء في كشمير او في الصين وتحديداً قضية ايغوريا، او في الفلبين، او في تايلاند، او بورما، او غيرها، فقد غيبت او نسيت,,! ان واقع المسلمين هناك سيكون مدار بحث موسع هذا العام في جنادرية (15) وهذا هو المطلوب من تجمع ثقافي على مستوى الجنادرية.
بالتأكيد ستناقش الخلفية التاريخية للعلاقات الاسلامية مع الشرق، وسيكون هذا محور ندوة كاملة، بالاضافة لندوة اخرى ستكون بعنوان: الاسس المعرفية والفلسفية للاسلام والفكر الديني في الشرق، وندوة اخرى عن الجهود السعودية في خدمة الاسلام في الشرق، وندوة حول الاستراتيجيات الاقتصادية الوطنية والدولية في الشرق ودور الاسلام فيها، وندوة حول علاقات الشرق مع الوطن العربي، وكل هذه الندوات يدل عليها اسمها,لقد توجهت المملكة منذ وقت مبكر نحو اخواننا في الشرق بالفعل قبل القول، فكانت آخرها زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله لبلدان المشرق لتوطيد وتثبيت هذا التوجه.
يقول صاحب السمو الملكي الامير الفريق ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز قائد كلية الملك خالد العسكرية ونائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان:ان الموضوع الرئيسي للبرنامج الثقافي لهذا العام هو الاسلام والشرق امتداداً لما تم طرحه في الاعوام الماضية بعنوان الاسلام والغرب وقد جاءت فكرة هذا الموضوع بعد الجولة التي قام بها سمو سيدي ولي العهد الأمين يحفظه الله لعدد من دول شرق آسيا.
هذه هي البداية التي ندعو الله ان يتمها بما يحب ويرضى، وتعود اواصر الصلات الحقيقية لتأخذ مجراها بيننا وبين اخواننا المسلمين في تلك البلدان، وان تتحرك اشعاعات الدعوة هنا لهداية المزيد والمزيد بإذن الله,, والله من وراء القصد.
سلمان بن محمد العُمري

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

الجنادرية 15

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved