Sunday 6th February, 2000 G No. 9992جريدة الجزيرة الأحد 30 ,شوال 1420 العدد 9992



همسة وفاء في حق الشيخ القرعاوي

الداعية والمصلح الشيخ عبدالله القرعاوي عبق وعبقرية نبوغ وتميز ديمةٌ غير مفسدة غمامة أظلت ومنار شخصت إليه العقول والأفئدة قبل ان تشخص إليه الابصار إيمان لا يعرف حدودا علم وعمل فعلٌ وتفاعل عقل بصير يعرف ماذا يفعل وما يريد تلك بعض صفات الداعية العالم المعلم الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي طيب الله ثراه ورفعه إلى الدرجات العلى مع من اصطفاهم الله من عباده المحسنين :
رأيته رحمه الله قبل وفاته بأعوام قليلة رجل نحيل خفيف الظل ولكن تحت عمامته عقلا كبيرا وعلما غزيرا وانسانا يندر ان تجود الايام بمثله بسهولة.
رحم الله الشيخ القرعاوي فلقد أفنى حياته في طلب العلم وتعليمه, خرج من القصيم واتجه إلى منطقة جيزان في نهاية عام 1353ه واستقر في مدينة سامطة، كان لديه الكثير لينشره ويقوله ووجد المناخ الملائم وجد نفوسا عطشى وعقولا وأفئدة اضناها التفكير وأقلقها الحال الذي وصلت إليه القصيدة طال انتظارها لمن يلم شعثها ويوحد صفوفها ويوجهها للطريق القويم للدعوة والارشاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكانت جعبة الشيخ رحمه الله مليئة بالأجوبة السهلة والواضحة والشافية في نفس الوقت.
بدأ عمله في المنطقة بتأسيس مدرسة سلفية على نفقته الخاصة وهذا ما تجمع عليه كافة المصادر ولما كثر تلاميذه دعته الحكومة السعودية التي من أولوياتها نشر العلوم النافعة دينية ودنيوية وهكذا بدأ الشيخ في نشر العلم في منطقة جيزان كافة فلم تخل مدينة ولا قرية من مدرسة سلفية، وكانت المدارس تسمى المدارس القرعاوية نسبة للشيخ وأخذ رحمه الله يغدق على المتفوقين ويعيّنهم في مناصب علمية كانت المنطقة احوج ما تكون لها، فعيّن القضاة والمعلمين والمرشدين وكلهم من طلبته, كانت مدارسه تدرس علوم الدين والحساب والآداب وكان لديه نظر ثاقب فلم يفشل أحد ممن اسند اليهم اعمالا فقد كان يضع الرجل المناسب في المكان المناسب وذلك بملاحظة الاستعداد الفطري لكل طالب علم لذلك كان رحمه الله موفقا في اختياراته وتعييناته.
نهض الشيخ عبدالله القرعاوي بالعلم في منطقة جيزان نهضة مباركة وبجهوده ومساعيه لدى اولي الامر تأسس في مدينة سامطة ثاني معهد علمي في المملكة وذلك في عام 1373ه فكان النواة لتعليم منهجي دفع ورفع مسيرة العلم والعلماء في المنطقة والمناطق المجاورة لها الى اسمى مراقيها.
كان للشيخ عبدالله الفضل بعد الله سبحانه وتعالى على المنطقة ولن تجد في جيزان كافة والمناطق المجاورة علما من أعلام الشرع واللغة إلا وهو يثني على الشيخ رحمه الله بما هو أهل له.
كلمتي هذه همسة وفاء وأريد ان اسمع أصواتا عالية توضح وبشكل مفصل ما قام به الشيخ ولاسيما من أعلام وطلبته ومن ابناء الشيخ امد الله في حياتهم وابناء الشيخ حافظ الحكمي فهم الاقدر على اظهار ما للشيخ رحمه الله من فضل ولاسيما والمناسبة حاضرة وهي كون الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000م.
آمل ان يكون العمل كاملا شاملا لاطلاع الاجيال الحاضرة على ما بذله ابن بار من ابناء هذا الوطن احب الخير لأبناء منطقة من مناطق بلده الحبيب فكسر طوق الجغرافيا في زمن كان معظم الناس يحبون فيه التقوقع في المناطق التي ولدوا فيها.
ما أروع ان يكرّم رجل أفنى حياته في خدمة الوطن وحبذا لو أطلق اسمه على المعهد العلمي بسامطة ووضع اسم الشيخ على اكثر من مدرسة في المنطقة وحبذا لو أنشئت مكتبة عامة تضم تراثه ومناهجه وتراث طلبته وسُميت باسم الشيخ عرفانا ووفاء.
وما أجدر بلديات المنطقة ان تطلق اسمه على شارع في كل بلد درج فيها الشيخ وفاح فيها عطره الرائع, كلمتي تذكيرية وليست تفسيرية فمن الصعب ان افي الشيخ بعض حقوقه.
* وقفة :

فاجعل لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذكر للانسان عمر ثاني
علي محمد علي عطيف
الطائف

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

الجنادرية 15

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved